طهران ودمشق تعززان علاقتهما لمواجهة عقوبات واشنطن

المعلم وظريف يؤكدان على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في المرحلة الحالية وعلى مختلف المستويات تزامنا مع القرار الأميركي بتشديد الخناق على النظامين الإيراني والسوري.

دمشق - بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في دمشق تعزيز علاقاتهما الإستراتيجية، وفق بيان مقتضب أوردته صفحة وزارة الخارجية السورية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت الوزارة أن المعلم التقى ظريف "وبحث معه أهمية تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات".

كما تداول الجانبان "في تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة" مشيرة إلى ان "آراء الجانبين كانت متطابقة تجاه كل المواضيع التي تم التطرق إليها".

وأكد الجانبان "على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في المرحلة الحالية وعلى مختلف المستويات" بحسب الوزارة.

وتاتي الزيارة في ظل تشديد الولايات المتحدة عقوباتها على طهران ووضع الحرس الثوري على لائحة التنظيمات الإرهابية إضافة إلى فرض عقوبات على شخصيات سورية.

ووصل ظريف صباح اليوم إلى دمشق في إطار جولة تشمل تركيا.

وخلال سنوات النزاع، تكررت زيارات مسؤولين إيرانيين إلى سوريا كان آخرها زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الشهر الماضي كما زار مسؤولون سوريون طهران أبرزهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي قام في شهر شباط/فبراير بأول زيارة لها منذ العام 2010.

وأتت زيارة الأسد كرسالة للدول الغربية التي تراقب انسحاب القوات الأميركية من سوريا بحذر، وللتأكيد خاصة على الدور الذي تنتظر طهران أن تلعبه على الساحة السورية خصوصا بعد حضورها اجتماع سوتشي مع روسيا وتركيا في فبراير/شباط.

وكان وزير الخارجية الإيراني قدم استقالته من منصبه فجأة في 26 فبراير/شباط على صفحته على موقع إنستغرام. وذلك على خلفية زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران ولقاء مسؤوليين إيرانيين دون علمه.قبل ان يتراجع عنها.

وتعد إيران، إلى جانب روسيا، حليفاً رئيسياً لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً قبل أن تبدأ بإرسال مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري.

ووقع البلدان في آب/أغسطس 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية.

كما وقعا اتفاق تعاون اقتصادي "طويل الأمد" شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي.

وبادرت طهران في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5,5 مليار دولار، خصص اغلبها للتزود بالمشتقات النفطية التي تعاني سوريا من نقص حاد فيها مع سيطرة خصومها على الجزء الاكبر من حقول البترول والغاز ومناجم الفوسفات في البلاد والتي كانت تشكل عائداتها مصدرا هاما لإيرادات الخزينة السورية.

وقالت الولايات المتحدة من قبل إنها تريد الحد مما تصفه بالتأثير الإيراني المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا.

وتساعد قوات أمريكية قليلة العدد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شرق البلاد في قتال الدولة الإسلامية حيث تمكنت من السيطرة على اخر معاقله..

كما تقع قاعدة التنف العسكرية الأميركية في جنوب شرق سوريا قرب الطريق السريع الذي يربط بغداد بدمشق مما يغلق المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين.

وأقرت واشنطن عقوبات ضد مسؤولين في النظام السوري.

وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
بومبيو ادى زيارة للمنطقة لمواجهة النفوذ الايراني

وتقول الولايات المتحدة إن عقوباتها تهدف لعزل القيادة السورية ومناصريها عن الأنظمة المالية والتجارية العالمية لارتكابها أعمالا وحشية منها استخدام أسلحة كيماوية. وتنفي الحكومة استخدام مثل هذه الأسلحة.

وادي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مارس/اذار زيارة الى منطقة الشرق الأوسط. حيث دعا الى منع إيران من "التموضع" في سوريا كما دعا الى مواجهة ما يفعله حزب الله في لبنان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في لقاء جمعهما في القدس الأربعاء 20 مارس/اذار  وحدة واشنطن وتل أبيب في مواجهة "التحركات العدوانية" الإيرانية في الشرق الأوسط.

وقال نتانياهو في بيان مشترك، إن الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على إيران تؤتي ثمارها، مضيفا "يجب أن يكون هناك المزيد منها كما ينبغي أن نوسعها. الولايات المتحدة وإسرائيل تتعاونان في إطار من التنسيق الوثيق لدحر العدوان الإيراني في المنطقة والعالم".

وجدد نتنياهو التأكيد على أن إسرائيل ستواصل التحرك ضد إيران وخصوصا في سوريا حيث "لا توجد قيود على حرية تحركاتنا"، مضيفا أن اسرائيل ستواصل "اتخاذ إجراءات وفق الحاجة ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا في سوريا ولامتلاك أسلحة خطيرة هناك. حرية عملنا غير مقيدة ونثمن الدعم الأمريكي لعملياتنا كما نحن ندعمها".

وأكد بومبيو بدوره والذي ينظر إلى زيارته على نطاق واسع كدليل على دعم الإدارة الأميركية لنتانياهو "التزاما لا مثيل له" من الولايات المتحدة بضمان أمن حليفها إزاء تهديد النظام الإيراني الذي كما قال "يسعى إلى تدمير وإبادة إسرائيل بشكل مطلق".

كما أشار إلى ضرورة وقف "عملية التدمير الإقليمي" التي ترتكبها إيران، مخاطبا نتانياهو أن "هذا التهديد يمثل واقعا يوميا في حياة الإسرائيليين، ونتمسك بالتزامنا الذي لا مثيل له بأمن إسرائيل ونؤيد حقك في الدفاع عن نفسك".

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في اتصال بالصحفيين أنه يجب النظر لزيارة بومبيو، إلى إسرائيل ولبنان والكويت على أن الهدف منها هو مواجهة تدخلات إيران ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط.

وحذرت الخارجية الأميركية من تمدد الميليشيات الإيرانية من العراق إلى سوريا إلى لبنان واليمن.