طهران وواشنطن على وشك توافق يحيي الاتفاق النووي
طهران - أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأحد أن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى الكبرى والجمهورية الإسلامية بات وشيكا.
وتشارك إيران في هذه المفاوضات لإحياء الاتفاق المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين بشكل مباشر، والولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وقال عبداللهيان خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "لقد اقتربنا من التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا"، وذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
ولا يتواصل الوفدان الإيراني والأميركي في فيينا بشكل مباشر، لكنّ رسائلهما تمرر عبر مشاركين آخرين والاتحاد الأوروبي، منسق المحادثات.
وأضاف عبداللهيان "نقلنا مقترحاتنا بشأن القضايا المتبقية إلى الولايات المتحدة عبر ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنري مورا، والآن الكرة في ملعب أميركا".
وبحسب البيان الإيراني، شدد غوتيريش على أهمية محادثات فيينا وأعرب عن أمله أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق في أقرب وقت. وبعد نحو عام من المفاوضات، يقترب الأطراف من إحياء اتفاق العام 2015 التاريخي.
وكانت المحادثات توقفت الشهر الماضي بعدما طالبت روسيا بضمانات ألا تؤثر العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا على علاقتها التجارية مع إيران.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق إن موسكو تلقت الضمانات اللازمة من واشنطن بشأن التجارة مع إيران.
والأسبوع الماضي التقى دبلوماسي الاتحاد الأوروبي انريكي مورا الذي ينسّق المباحثات لإحياء الاتفاق النووي بوزير خارجية إيران وكبير مفاوضيها في طهران، وفق الإعلام الرسمي، ضمن زيارة هدفها حل نقاط التباين المتبقية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
ويتولى الاتحاد الأوروبي دور المنسّق في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق عبر عودة واشنطن إلى متنه ورفع العقوبات التي عاودت فرضها على إيران بعد انسحابها وامتثال الأخيرة مجددا لكامل بنوده بعد تراجعها عن الكثير منها ردا على الخطوة الأميركية.
وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 'ارنا' أن باقري أكد لمورا "عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على حسم الاتفاق في فيينا"، معتبرا أنه "في حال تحلّي الجانب الأميركي بالرؤية الواقعية، يمكن التوصل إلى الاتفاق".
ووضع مورا قبل وصوله زيارته في إطار استكمال "ردم الفجوات المتبقية في مباحثات فيينا بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق)"، مضيفا "علينا انجاز هذا التفاوض. ثمة الكثير على المحك".
وسبق وصول مورا إلى طهران السبت، توقّع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل انجاز اتفاق قريبا. وقال على هامش منتدى الدوحة "نحن قريبون جدا من الاتفاق لكن هناك بعض المسائل العالقة"، مضيفا "لا أستطيع القول متى وكيف، لكنّها مسألة أيام".
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن طهران مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات شديدة.