طيار ستيني يرتحل من الحروب إلى اصطحاب السياح للفضاء

مارك ستاكي خاض حرب العراق وكاد يصطدم بقاذفة سوفياتية فوق بحر اليابان وقاد أنواعا شتى من الطائرات، إلا أن مهمته الجديدة اخترقت حدود الأرض.
هناك على الدوام مقدار ما من الخطر، إنها رحلات إلى الفضاء
سائق مع شركة فيرجن غالاكتيك يستعد للسفر إلى حدود السماء

واشنطن - خاض مارك ستاكي حرب العراق وكاد يصطدم بقاذفة سوفياتية فوق بحر اليابان وقاد أنواعا شتى من الطائرات الاختبارية، إلا أن حلمه الجديد صار قيادة رحلات فضائية سياحية منتظمة.
وأصبح هذا الطيار الملقّب "فورجر" طيارا تجريبيا في شركة "فيرجن غالاكتيك" الفضائية التي أسسها رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون.
وهو مكلّف بقيادة المركبة "سبايس شيب 2"، وعلى متنها اجتاز في الثالث عشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي حدود الفضاء فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا.
وتأمل "فيرجن غالاكتيك" أن تسيّر رحلات مماثلة أسبوعيا لزبائن عاديين.
ويقول الطيار البالغ من العمر ستين عاما "هذا حلم.. أريد أن أنفّذ كلّ الرحلات"، لكنه في الحقيقة سيكون واحدا من فريق طيارين يكلفون بالرحلات السياحية إلى حدود الفضاء.
ولن تبدأ هذه الرحلات فعلاً قبل آخر العام الحالي، إن سار كلّ شيء على ما يرام.
لم يكن تصميم هذا المشروع وتطويره خاليا من المخاطر، ففي اكتوبر/تشرين الأول من العام 2014 قُتل أحد زملائه في رحلة تجريبية بعد مناورة جويّة غير موفّقة جعلت المركبة تحترق في السماء.

مارك ستاكي
مارك ستاكي: المهم أن يكون عملنا آمنا

ومنذ ذلك الحين ما زال البرنامج في طور التجريب، ومن المعتاد في عالم الطيران والفضاء أن تتأخر البرامج عن المواعيد المحددة مسبقا.
وردا على سؤال لمراسل وكالة فرانس برس أكّد ستاكي أنه سيصطحب عائلته في واحدة من هذه الرحلات، في دلالة على ثقته بسلامتها.
ويقول "هناك على الدوام مقدار ما من الخطر، إنها رحلات إلى الفضاء، الأمر ليس سهلا".
وأمضى ستاكي حياته المهنية في قيادة طائرات للجيش ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ثم انضمّ في العام 2009 إلى شركة سكايلد كومبوزيتس الشريكة مع "فيرجن غالاكتيك".
ويقول "يكفي أن يفشل المرء في رحلة واحدة ليتحوّل من بطل إلى فاشل.. لكن البشرية في حاجة إلى نسبة من الأشخاص الذي يفتحون الأبواب لغيرهم".
تُحمل مركبة "سبايس شيب 2" على ظهر طائرة تطير بها من الأرض، وتطلقها في السماء عند ارتفاع معيّن.

يكفي أن يفشل المرء في رحلة واحدة ليتحوّل من بطل إلى فاشل.. لكن البشرية في حاجة إلى نسبة من الأشخاص الذي يفتحون الأبواب لغيرهم

بعد ذلك يشغّل قائد المركبة المحرّكات وتصير أشبه بصاروخ ينطلق عموديا في السماء. ويشعر الركاب بانعدام الجاذبية لبضع دقائق ثم تعود بهم إلى الأرض.
يرى البعض أن هذه الرحلات ليست ذات أهمية مقارنة بتلك التي تخرج إلى مدار الأرض، لكن ستاكي يعتبر أنها مهمة لكونها "تُعمّم على آلاف الأشخاص إمكانية الوصول إلى حدود الفضاء" أي على ارتفاع 80 كيلومترا بحسب المعايير الأميركية، بخلاف الرحلات السياحية إلى مدار الأرض المقتصرة على أثرى أثرياء العالم.
وتخوض "فيرجن غالاكتيك" في مشروعها هذا منافسة مع شركة "بلو أوريجين" المملوكة للثريّ الأميركي جيف بيزوس والتي تنوي إرسال سياح إلى علو مئة كيلومتر عن سطح الأرض.
ويقول ستاكي "ليس مهما إن سبقونا.. المهم هو أن نبذل ما في وسعنا، وأن يكون عملنا آمنا".