ظاهرة الحرائق الغامضة تقض مضجع الحكومة الايرانية
طهران - ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) الأربعاء أن النيران اشتعلت في ثلاث سفن على الأقل في ميناء بوشهر بجنوب إيران في اطار سلسلة من الحرائق والانفجارات الغامضة في عدد من المواقع الحساسة شهدتها البلاد منذ قرابة شهر.
بدورها افادت وكالة تسنيم ان النيران أتت على سبع سفن على الأقل في حريق الميناء وفق مصادر حكومية لكنه في المقابل لم يؤدي الى سقوط ضحايا.
وتشهد إيران منذ فترة حرائق وانفجارات غامضة طالت بعضها منشآت صناعية أو نووية من دون أن تكشف الحكومة الإيرانية عن طبيعتها في الوقت الذي تواجه فيه عقوبات أميركية قاسية وضغوطا غربية لجرّها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد بقيود صارما بما يتيح كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والتي تعتبرها واشنطن أنشطة تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وكانت ايران توعدت الاثنين بالردّ بحزم على أي جهة يثبت تورطها في الحريق الذي شهده مجمع نطنز النووي بأصفهان بالتزامن مع حريق اخر اندلع في مجمع صناعي في شمال شرق البلاد، حيث يوجد مجمع لصهاريج مكثفات الغاز انفجر أحدها.
وحريق الاربعاء هو الخامس في سلسلة حرائق وانفجارات طالت مواقع حساسة في شهر يوليو/تموز، حيث أعلنت السلطات الإيرانية في الثالث من الشهر الحالي اندلاع حريق في مبنى بمجمّع نطنز النووي في وسط البلاد خلّف "أضرارا مادية جسيمة" و"قد يبطئ" عملية تصنيع أجهزة طرد مركزي متطوّرة لإنتاج اليورانيوم المخصّب.
وفي الرابع من يوليو/تموز ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن حريقا شب في محطة للطاقة في جنوب غرب البلاد تسبب في تعطل محول بمحطة الطاقة بمدينة الأهواز وانقطاع جزئي للتيار الكهربائي عن المدينة
والاحد افادت السلطاتالايرانية أن حريقا اندلع بمنشأة للمواد البتروكيماوية بجنوب غرب إيران بسبب عزاه مسؤولون لتسرب نفطي لكنه لم يتسبب في سقوط ضحايا.
والحرائق في فصل الصيف أو الانفجارات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة أو تماس كهربائي، حوادث تقع من حين إلى آخر في أنحاء العالم، إلا أنها ربما تشكل حدثا استثنائيا غير عابر في إيران بسبب التوترات القائمة في المنطقة والتي محورها طهران.
ولم تقدم الحكومة الإيرانية رواية مقنعة حول هذه الحوادث خاصة منها تلك التي وقعت في منشآت عسكرية أو نووية أو صناعية وكلها مواقع حساسة.
وفي ظل التكتم الإيراني الرسمي تبقى كل الاحتمالات واردة، فإما أن تلك الحوادث عرضية أو أنها تخريبية سواء من داخل إيران أو من خارجها.
والمثير في هذا المشهد التزام الجهات الرسمية الصمت أو تقديم روايات غير مقنعة في تفسير أسباب الحادث، ما يطرح سؤالا ملحا: ما الذي تخفيه إيران؟.
وجاءت تلك الحوادث على اثر توتر بين وكالة الطاقة الدولية وإيران بعد أن رفضت الأخيرة تفتيش منشأتين نوويتين وفقا لما ينص عليه الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/ايار 2018 وتكابد الدول الأوروبية المشاركة فيه لمنعه من الانهيار.
وبالتزامن مع سلسلة الحرائق أعلن أحمد قرباني رئيس محكمة الثورة في كرمان جنوب شرقي إيران عن اعتقال "عدد من عناصر أجهزة المخابرات الأجنبية وعدد من أعضاء الجماعات المعارضة" في المدينة والحكم عليهم، وفق موقع 'إيران انترنشنال' الإخباري الإيراني المعارض.
ورغم ان ايران دائما ما تلمح لتورط اسرائيل والولايات المتحدة في مثل تلك الانفجارات والحرائق لكن ليس هنالك دليل حقيقي يمكن التعويل عليه لتوجيه تلك التهم في وقت تنفي فيه تل ابيب وقوفها وراء تلك الحوادث.