عائلة ناشط مناوئ لحزب الله تطالب بتدويل التحقيق في اغتياله

الناشط اللبناني لقمان سليم كان يعتبر أن حزب الله يأخذ لبنان رهينة لإيران وتحدّث في آخر إطلالاته عن علاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت قبل انفجارها.
عائلة الناشط الراحل لا تثق في القضاء اللبناني
ثقافة الإفلات من العقاب تحول دون كشف المتورطين في الاغتيالات

بيروت - طالبت عائلة الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم اليوم الجمعة في الذكرى الثانية لاغتياله الأمم المتحدة ببعثة تقصي حقائق تنظر في احتمال وجود علاقة بين مقتله وانفجار مرفأ بيروت المروّع، وسط اتهامات وجهت في مناسبات سابقة إلى حزب الله بتصفية سليم الذي عرف بمواقفه المناوئة ومعارضته الشرسة للجماعة الشيعية.

وقالت زوجة سليم الألمانية اللبنانية مونيكا بورغمان الجمعة خلال تجمّع في ذكرى الاغتيال شارك فيه سفراء غربيون "نود من بعثة تقصي حقائق أن تنظر في انفجار المرفأ وكذلك في ثلاثة اغتيالات تلته وقد تكون مرتبطة به"، مشددة على أن التحقيق وحده يمكن أن يظهر ما إذا كان هناك ترابط أم لا.

وأعرب أربعة خبراء حقوقيون مستقلون في الأمم المتحدة الخميس عن قلقهم العميق من بطء التحقيقات في جريمة اغتيال سليم المعارض بشراسة لحزب الله، مطالبين السلطات اللبنانية بضمان محاسبة قتلته.

وعثر على سليم (58 عاما) في 4 فبراير/شباط 2021 مقتولا برصاصات عدة داخل سيارته في قرية في جنوب لبنان بعد إبلاغ من أسرته عن فقدان الاتصال به أثناء عودته من زيارة صديق له في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل حزب الله القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد.

وعُرف الناشط الراحل بمواقفه المعارضة لحزب الله ورغم انتمائه إلى الطائفة الشيعية بالولادة إلا إنه كان علمانيا ومتمردا على السياسات التقليدية ورافضا للطائفية.

 وفي الكثير من مداخلاته التلفزيونية قبل اغتياله اعتبر أن حزب الله يأخذ لبنان رهينة لإيران وتحدّث في إحدى آخر إطلالاته عن علاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت قبل انفجارها في أغسطس/آب 2020.

وجاء مقتل سليم بعد اغتيال شخصين آخرين هما العقيد المتقاعد من الجمارك منير أبورجيلي في 2 ديسمبر/كانون الأول 2020 والمصور المستقل جو بجاني في 21 من الشهر ذاته من دون أن تتضح أسباب وملابسات قتلهما، لكن تقارير صحافية محلية رجحت وجود علاقة بين مقتلهما وانفجار المرفأ.

وقالت بورغمان لوكالة فرانس برس إن التحقيق المحلي في قضية سليم "لم يحرز تقدما منذ عامين جراء ضغوط سياسية" في بلد لم تبلغ فيه التحقيقات في عشرات الاغتيالات السياسية خواتيمها.

والتحقيق في انفجار المرفأ ثالث أكبر انفجار غير نووي في العالم معطل ويثير انقساما سياسيا وطائفيا وأدى مؤخرا إلى أزمة قضائية بمجرد أن أعلن المحقق العدلي طارق البيطار قراره باستئناف التحقيقات.

وأثار اغتيال سليم الباحث الذي انهمك في توثيق ذاكرة الحرب الأهلية (1975 - 1990) وتعزيز قيم المواطنية والمساواة صدمة في لبنان.

وأعرب أربعة مقررين خاصين معنيين بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء في بيانهم الخميس عن غضبهم لعدم تحديد هوية أي شخص مسؤول عن اغتياله وقالوا إن "تسليط الضوء على الظروف المحيطة بمقتل لقمان سليم وتقديم المسؤولين إلى العدالة هو أيضًا جزء من التزام الدولة بحماية حرية الرأي والتعبير".

ووجّه سياسيون وإعلاميون أصابع الاتهام في الاغتيال إلى حزب الله وتقول العائلة إن الجماعة الشيعية هدّدت سليم أكثر من مرة أبرزها في ديسمبر/كانون الأول 2019 حين تجمّع أشخاص أمام منزله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت مرددين عبارات تخوين وألصقوا شعارات على سور حديقته بينها "حزب الله شرف الأمة" و"المجد لكاتم الصوت".

وحمّل سليم آنذاك الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حركة أمل نبيه بري (رئيس البرلمان) مسؤولية ما جرى وما قد يجري له ولعائلته ومنزله.

وكانت رشا سليم شقيقة الناشط الراحل قد اتهمت حزب الله باغتيال أخيها مبررة اتهامها بأنه "كان يخيفهم بأفكاره المؤثرة في العالم"، مؤكدة أنها لا تثق في القضاء اللبناني ولا تهمها الإجراءات بما أن النتيجة معروفة.
 وأوضحت أن شقيقها كان يرى أن حزب الله "لم يكتف بصدام إسرائيل بل وسّعه ليصبح في سوريا واليمن والعراق وإيران وفي العالم عبر شبكات التهريب واستيراد الكبتاغون (المخدرات) وتصديره وعبر نيترات الأمونيوم" التي تسبب تخزينها الطويل في انفجار مرفأ بيروت.