عادل امام يراهن بمستقبله على فيلم امير الظلام

للمرة الاولى منذ سنوات طويلة يغيب عادل إمام عامين كاملين عن جمهور السينما. فبعد أن قدم آخر أفلامه "الواد محروس بتاع الوزير" غاب عادل امام عن شاشات السينما. وفي نفس الوقت بدأ نجم ممثلين آخرين في البزوغ، وعلى رأسهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين، الامر الذي ادى لشيوع التكهنات عن أفول نجم عادل إمام وإنتهاء عصره. وبدأت المقارنات بين هنيدي وعادل تحسم لصالح الأول الذي حققت افلامه أرقاما قياسية.
ولكن هذا العام بدأ عادل إمام أكثر صلابة في عودته إلى السينما من خلال فيلمه الجديد "أمير الظلام" الذي يعود به مستعينا بكتيبة من الشباب، منهم ابنه رامي الذي اخرج الفيلم في أول تجاربه السينمائية بعد أن قدم مسرحية واحدة هي "جزيرة القرع".
وعودة عادل إمام هذه المرة تأتي أكثر قوة، اذ حجز لفيلمه ثمانين دار عرض في مصر ودول الخليج في وقت واحد وهو إجراء جديد على السينما المصرية. فهل يستفيد عادل إمام من كل هذه الدعاية لفيلمه ليثبت أن لا يزال موجودا؟
يقول الموزع محمد حسن رمزي عن عودة عادل إمام وتوقعاته لفيلم أمير الظلام "من الطبيعي واحتراما لتاريخ عادل إمام أن يبدأ فيلمه الموسم الجديد. وأعتقد أن أمير الظلام سوف يحقق ما بين 15 مليونا وعشرين مليون جنيه لانه سيعرض بعد موسم الإمتحانات مباشرة، وأول فيلم سوف يعرض بعده بأسبوعين، وأول فيلم كوميدي سيعرض بعد ثلاثة أسابيع لذلك فسوف يكتسح الفيلم دور العرض وإضافة إلى أن الجماهير بالفعل افتقدت النجم عادل إمام وتنتظر فيلمه بشوق كل هذه العوامل سوف تجعل عودة عادل إمام قوية تحقق الهدف منها".
الناقد عبد الغني داود يؤكد أن عودة عادل إمام سوف تكون سلاحا ذا حدين فإما تعيده إلى تصدر المقدمة كما كان من قبل وإما ان ينحدر تماما وتختفي أسطورته التي بقيت أكثر من عشرين عاما. وكل هذا مرهون بفيلمه الجديد أمير الظلام.
ويضيف عبد الغني: "انصرف الجمهور عن عادل إمام وكان هو السبب في ذلك. قدم في أفلامه الأخيرة تنويعات على لحن واحد وكرر من وجوده بصورة تستفز المتلقي ووصل إلى الدرجة التي تصور فيها أن أي شئ سوف يقدمه سوف يتقبله الجمهور وهو سعيد. وإن كان هذا تحقق في أعوام سابقة فهو لن ينجح هذه المرة. لذلك أعتقد أن عودة عادل إمام بفيلمه الجديد أمير الظلام سوف تحدد مصير النجم الكبير فلو كرر نفسه وقدم صورة باهتة للبطل الخارق الذي تدور الأحداث كلها حوله دون الإهتمام بأى شيء أخر سواه كعادة أفلامه الأخيرة فلن يفيده عرض الفيلم مبكرا أو قبل منافسات الشباب. فالجمهور لدينا أصبح واعيا وكثيرا ما رفض أفلاما نجومها وقعت في الاستسهال وحاولت خداعهم. إما إذا وضع النجم الكبير أخطاء الماضي في ذهنه ولم يحاول الاعتماد على تاريخه فقط وقدم عملا يحترم عقل جماهيره فأعتقد أن عادل إمام بما يمثل من خبرة كبيرة وسجل حافل بالنجاحات أقرب إلى تحقيق المعادلة الصعبة هذا العام الذي يبدو التنافس فيه على أشده. وفي النهاية الفيلم نفسه هو الذي سيحدد ما إذا كانت العودة ناجحة أو أنها ستكتب النهاية لنجم كبير".
الناقد رفيق الصبان لا يرى أن فيلم أمير الظلام سوف يحدد بشكل قاطع شكل المنافسة في السينما المصرية ولكنه يؤكد أن هذا الفيلم سوف يكون مثل الخروج من عنق الزجاجة للنجم عادل إمام الذي هو في حاجة إلى تأكيد نجوميته بعد أن بدأت تنسحب منه ويضيف: "للنجم الكبير عادل إمام رصيد ضخم من الجماهيرية لدى أوساط معينة ولكن الحقيقة أن هذه الاوساط لم تعد تشكل القوة الضاربة وسط جماهير السينما. وظهرت طبقات وأوساط أخرى هي التي تستطيع أن تحسم شكل الصراع بين النجوم، هذه الفئة تتشكل من الشباب والمراهقين الذين لم يتخطوا العشرين عاما. وهؤلاء وضعوا ثقتهم في الأعوام الثلاث الماضية في محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد السقا ومصطفى قمر ومحمد فؤاد وكل هؤلاء بإستثناء علاء لديهم أفلام في هذا الموسم وبالتالي أصبح لزاماً على عادل إمام أن يكتسب ثقة هؤلاء الشباب الذين يريدون سينما مختلفة عن التي قدمها عادل قبل ذلك. وأعتقد أن إستعانة عادل إمام بأثنين من الشباب لكتابة السيناريو لفيلمه الجديد هو خطوة مهمة جدا فهؤلاء الشباب يعرفون جيدا متطلبات السوق وما الذي يمكن أن يضحك الجماهير من الشباب والمراهقين لذلك أعتقد أن أمير الظلام سوف يكون مختلفا تماما عن أغلب أفلام عادل إمام وخصوصا الأخيرة. وربما يكون صفحة جديدة بين عادل إمام وجماهير السينما الجديدة".
ويضيف رفيق الصبان "أنا شخصياً متفائل لعودة عادل إمام في هذا التوقيت. وكما علمت فإن الفيلم أنتج بأفضل الطرق وتوفرت له كل عناصر النجاح وطبع وحمض وفقاً لأحدث نظم التكنولوجيا التي تصنع بها الأفلام العالمية الأميركية التي يقبل عليها الشباب فهم بذلك سوف يضمنون سماع الصوت بشكل نقي ومشاهدة الصورة بشكل جيد وهو ما لم يتوفر في أفلام عادل السابقة. إضافة إلى أن رامي إمام مخرج جيد سوف يحاول بشتى الطرق التأكيد على موهبته بعيداً عن كونه ابناً لعادل إمام".
الممثل والسيناريست تامر عبد المنعم يرفض إخضاع فيلم امير الظلام للمقارنة مع أفلام الموسم كما يرفض أن يكون الفيلم محددا لنجومية عادل إمام ويقول: "عادل إمام نجم كبير وله تاريخ يصعب أن نقلل من شأنه. وليس معنى أنه لم يقدم فيلماً العام الماضي أن نجمه بدأ في الأفول فلا يزال لعادل إمام شعبية كبيرة. وأي كلام آخر حول سقوطه وصعود آخرين هو من وحي الصحافة الرديئة التي تريد ملء صفحاتها بأي كلام. وهذا العام سوف توضع النقاط فوق الحروف بشكل كبير وأنا شخصيا أتوقع أن يكون أمير الظلام هو فيلم الموسم.
الجدير ذكره ان أحداث «أمير الظلام» تدور حول ضابط متقاعد بالقوات الجوية أصيب بالعمى بعد أن حصل على العديد من الأوسمة ويلجأ إلى معهد لرعاية المكفوفين ويرى معاناتهم وفي أثناء ذلك تخطط مجموعة من الإرهابيين لاغتيال رئيس الجمهورية باستقلال مكان المعهد فيتصدى لهم هذا الضابط ومجموعة العميان.