عالمية الصور العائلية بين أبوظبي وأسبانيا

مبادرة "لئلا ننسي" تضم برنامجا للأرشفة الرقمية يوثق الشهادات التاريخية الشفهية والمقتنيات الفنية الأصلية.
المعرض يُقام تحت الإشراف والتقييم الفني لمبادرة "لئلّا ننسى"، وبالتعاون مع الفنانة الإسبانية ماريا خوسيه رودريغيز إسكولار
استعراض ثلاث وجهات نظرٍ فريدة حول أوجه التشابه الموجودة بين الأشخاص ممن يعيشون في أجزاء مختلفة من العالم

"لئلّا ننسى" مبادرة لجمع جوانب من ثقافة وتراث المجتمع الإماراتي وتسجيلها وتصنيفها وحفظها من خلال البحث في الذاكرة وتحليل النتائج والدراسات الأكاديمية والتعبير الفني، وتدعم المبادرة مشاريع تعليمية وفنية في مجالات الأرشفة والأبحاث والمعارض والنشر والأعمال القديمة وإنتاج الأفلام والتسجيلات الصوتية والتصميم، وذلك من خلال التعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي. وتتكامل هذه المشاريع لتبحث في إرث التقاليد الإماراتية العريقة، وكيف حافظت على وجودها، ولا تزال حاضرة وبقوة في ثقافة وهوية المجتمع الإماراتي المعاصر.
تضم المبادرة برنامجا للأرشفة الرقمية يوثق الشهادات التاريخية الشفهية والمقتنيات الفنية الأصلية، ومختبرا إبداعيا للدراسات الأكاديمية والبحثية والأعمال الفنية المعتمدة على الأرشيف إلى جانب معرض وموقع إلكتروني لمشاركة نتائج نشاط الأرشيف الرقمي والمختبر الإبداعي مع المجتمعين المحلي والعالمي. ويعتبر برنامج التدريب عنصرا مهما في رسالة مبادرة "لئلا ننسى" في مجال الثقافة والتواصل مع المجتمع الإماراتي، حيث يكتسب المشاركون خبرات عملية وتدريبا مهنيا متطورا خلال مشاريع بحثية وإبداعية ويحصلون على شهادات تقدير عند إكمالهم البرنامج.  
ويستضيف معرض421، (وجهة الفنون والتصميم المحليّة في أبوظبي)، معرض "لئلّا ننسى: عالمية الصور العائلية"، والذي سيستكشف القواسم المشتركة في مجموعة واسعة من الصور العائلية غير المُترابطة بين الإمارات وإسبانيا، وذلك اعتباراً من يوم 12 يونيو/حزيران ولغاية 28 يوليو/تموز 2019. وستشهد أمسية افتتاح المعرض تنظيم ندوة حوارية لمناقشة أهمية الصور المحليّة، بالإضافة إلى إطلاق كتاب يُفهرس الأعمال المُشاركة في المعرض.
يُقام المعرض تحت الإشراف والتقييم الفني لمبادرة "لئلّا ننسى"، وبالتعاون مع الفنانة الإسبانية ماريا خوسيه رودريغيز إسكولار. ويضم المعرض صوراً متنوعة لا ترتبط ببعضها البعض، التقطتها عائلات تعيش في عالمين منفصلين، بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا، وذلك على مدى العقود الأخيرة من القرن العشرين. وعند مشاهدة الصور العائلية المعروضة بجوار بعضها البعض، تظهر روابط غير متوقعة فيما بينها، ليتكشّف بذلك قواسم مشتركة يتردد صداها عميقاً بين هذه الصور العائليّة المتباينة.
يسهم المعرض والكتاب الفني المرافق له في التأكيد على أهداف معرض421 في سرد القصص والحكايات ذات الصلة بالتراث والثقافة المحليّة، وذلك من خلال إلقاء الضوء على الإرث الإماراتي الفريد بالاعتماد على سياقٍ عالمي عبر أعمالٍ مُحفزة للتفكير والتأمل، يتم تسخيرها لتعزيز ترابط دولة الإمارات مع بقيّة أنحاء العالم.
قال فيصل الحسن، مدير معرض421: نحن نفخر للغاية بتعاوننا المستمر مع مباردة "لئلّا ننسى"، وخاصة على صعيد استكشافنا العميق لتاريخ منطقتنا وتراثنا الإنساني الذي يوحّدنا ويعزز التماسك والترابط فيما بيننا. ونؤكد أن هذه الجهود تنسجم تماماً مع قيم وأهداف معرض421؛ حيث نتطلع قدماً إلى تشجيع المجتمع المحلي على المشاركة في استكشاف قصص وحكايا الماضي العريق في دولة الإمارات من خلال محتوىً تصويري مميّز.
وتعليقاً على المعرض الجديد، قالت المديرة الإبداعيّة لمبادرة "لئلا ننسى" ميشيل بامبلينغ "تُعبّر الصور العائلية عن الاهتمام بالأشخاص والأماكن والأنشطة واللحظات الأكثر عاطفيةً وحميمية؛ ونحن ندرك جيداً أن الأشخاص الذين التقطوا تلك الصور وظهروا فيها وحافظوا عليها وشاهدوها يمثلون نقاطاً فاعلة لتعزيز التواصل البشري. يركز المعرض الجديد والكتاب الفني المُرافق له على عزل الصور العائلية عن خصوصية ألبوماتها، وعرضها بجوار بعضها الآخر لتقديمها مباشرةً إلى الجمهور، وذلك بهدف سبر القواسم المشتركة للتجربة والأفكار والمشاعر الإنسانية في جميع الصور؛ حيث سنرصد من خلال ألفة ودفء الصور وجود أوجه تشابهٍ بين الناس والثقافات المختلفة، وهو ما يمثل باعتقادنا احتفاءً مثالياً بعام التسامح في الإمارات".

هذا ويحتفي المعرض بعام التسامح، حيث سوف يتم تنظيم ندوة حواريّة مساء يوم الافتتاح بهدف استعراض ثلاث وجهات نظرٍ فريدة حول أوجه التشابه الموجودة بين الأشخاص ممن يعيشون في أجزاء مختلفة من العالم. وسيشارك في الندوة د. زكي أنور نسيبة، وزير دولة؛ والقيّمة الفنيّة د. ميشيل بامبلينغ؛ والفنانة ماريا خوسيه رودريغيز إسكولار؛ حيث يناقشون أهمية الصور المحليّة كتعبيرٍ عن الذاكرة الجمعيّة والهوية الثقافية، كما سيتطرقون إلى كيفية مشاركة الصور العائلية التي يمكنها إثراء التفاهم بين الثقافات وفق طريقةٍ قوية وفعّالة وفريدة.
كما يتزامن عام التسامح في دولة الإمارات مع الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس مبادرة "لئلّا ننسى" تحت رعاية مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان. وقد لعبت هذه المبادرة على مدى الأعوام القليلة الماضية دوراً مهماً في بناء محفظةٍ واسعة من المعارض والكتب الفنية التي تتطرق إلى الجوانب البارزة للهوية الثقافية الإماراتية. وخلال عامي 2015 و2016، نظّمت المبادرة معرض ’لئلّا ننسى: صور لعائلات إماراتيّة 1950-1999‘، الذي استضافه معرض421، والذي قدّم أرشيفاً حيّاً لصور وأفلام التقطها مواطنون إماراتيون هواة، وذلك خلال فترة تراوحت بين وصول الأفلام إلى الأسواق وحتى انتشار الكاميرات الرقمية التي حلّت مكان التكنولوجيا التناظرية التقليدية. 
وقد سلّطت مجموعة الصور الضوء على الحياة اليوميّة والتاريخ الاجتماعي في الإمارات من وجهة نظرٍ غير مسبوقة. كما اجتذب الكتاب الفني المرافق للمعرض انتباه الفنانة الإسبانية ماريا خوسيه رودريغيز إسكولار، والتي لاحظت تشابه تلك الصور مع ألبومات الصور العائلية الخاصة بها.
وتقول الفنانة إسكولار في هذا السياق: "في الوقت الذي كنت أستكشف فيه جذوري واستعرض الصور العائلية الخاصة بي، أدركت وجود نقاط تشابهٍ بين تكوين وسياق الصور التي يقدّمها المعرض، وبين تلك الموجودة في ألبومات الصور لدي. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى بدء تعاون مثمرٍ فيما بيننا لتنظيم معرضٍ جديد، وأعتقد أنه من الرائع فعلاً أن نرصد هذا التشابه العالمي الفريد بين الصور المستلهمة في سياق الثقافتين الإماراتيّة والإسبانية؛ حيث يبرهن ذلك على تشابهنا أكثر من كوننا مختلفين، وبأننا نتشارك روابط إنسانية عميقة".
ويُعتبر معرض "عالمية الصور العائلية" ثالث المعارض التي تنظّمها مبادرة "لئلا ننسى" في معرض421، وذلك بعد معرض "زينة إماراتية: ملموسة وغير ملموسة" في عام 2017. وسيرتكز المعرض الجديد على الصور الملهمة من معرض "صور لعائلات إماراتية 1950-1999".