عام اسود لصناعة الكمبيوتر في ألمانيا

تأمل شركات صناعة الكمبيوتر في ألمانيا في تحسن الاحوال، لكن وضع شركات صناعة الحاسب الشخصي قبيل معرض تكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات (سيبيت) لهذا العام، محفوف بالمخاطر.
ويؤثر ضعف الاقتصاد بالسلب على سوق الحاسب الشخصي، لكن هناك أسبابا تدفع شركات تصنيع الكمبيوتر الشخصية المخفضة الاسعار مثل "ميديون" و"جريكوم" للتفاؤل بشأن المستقبل أكثر من الشركات الاشهر والاعرق مثل "كومباك" أو "فوجيتسو- سيمنس".
ويقول المحلل بريان جماجه من معهد "جارتنر داتاكويست" لابحاث السوق في إشارة لشركات الكمبيوتر المخفضة الاسعار، "يتمتع مصنعو الاجهزة المنخفضة السعر بوضع قوي في ألمانيا".
ومر عام 2001 في تاريخ صناعة الكمبيوتر في ألمانيا كعام "أسود". فقد انخفضت مبيعات الكمبيوتر الشخصي بنسبة 7.3 بالمائة إلى 6.42 مليون، وهو ما يعد انتكاسة مريرة لهذا القطاع المهيأ أكثر من أي قطاع آخر لتحقيق نمو غير مشروط.
وتلقي شركات الحاسب الشخصي باللوم أساسا في هذا الانكماش على هجمات 11 أيلول/سبتمبر، لكن معظم الخبراء يتفقون على أنه حتى دون وقوع هذه الاحداث كانت صناعة الكمبيوتر ستسقط في أزمة.
وقال تيودور ويت رئيس شركة "جيتواي" الامريكية لصناعة الكمبيوتر الشخصية التي انسحبت من السوق الاوروبية، "لم يكن العام الماضي جيدا كثيرا".
ووفقا لارقام معهد داتاكويست، فإن شركة فوجيتسو-سيمنس، أكبر شركة في السوق الالمانية، تمكنت من بيع 1.31 مليون جهاز كمبيوتر لتحتفظ بتصدرها للسوق متفوقة على جميع منافسيها الامريكيين بحصة في السوق الالمانية بلغت 20.4 بالمائة. لكن هذه الارقام تقل بنسبة 22.4 بالمائة عن حجم مبيعات الشركة عام 2001
وتأثرت أيضا شركة كومباك بشدة، فقد تراجعت مبيعات الشركة التي يوجد مقرها في ولاية تكساس الامريكية في السوق الالمانية بواقع الثلث تقريبا العام الماضي لتتراجع حصتها في السوق حاليا إلى8.2 بالمائة فقط.
وتستحوذ شركة ميديون على حصة مماثلة تقريبا في السوق، وهي تبيع حاسبات شخصية منخفضة السعر من خلال سلسلة محلات البقالة "ألدي" ومنافذ أخرى.
وظهرت ميديون لاول مرة في إحصائيات داتاكويست في النصف الثاني من العام الماضي، وباعت الشركة في الربعين الثالث والرابع من العام 340 ألف كمبيوتر شخصي بنصيب في السوق بلغ5.3 بالمائة ولكن إذا تمت المقارنة وفقا لاحصاءات العام بأكمله، فإنه يعتقد أن حصة ميديون في السوق الالمانية تتخطى حصة كومباك.
وجاءت شركة جريكوم النمساوية التي تصنع الحاسبات المحمولة في المركز الثاني من حيث الزيادة في الارباح، فقد باعت الشركة 60 ألف حاسب محمول العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة مذهلة نسبتها 410 بالمائة عن عام 2000 الذي باعت خلاله الشركة عددا قليلا جدا من الاجهزة.
وقال جماجه من داتاكويست عن الشركة التي أدرجت حاليا في قسم السوق الجديدة ببورصة فرانكفورت، "لقد كان عاما ممتازا حقا بالنسبة لجريكوم".
وبالاضافة إلى جريكوم وميديون، تمكنت شركتا هيولت-باكارد وديل من زيادة أرباحهما في ألمانيا العام الماضي. فحققت هيولت زيادة نسبتها 25 بالمائة تقريبا لتحصل على نصيب في السوق قدره 6.8 بالمائة، فيما زادت مبيعات ديل - أكبر شركة كمبيوتر في العالم - بنسبة 35 بالمائة لتحوز نسبة ستة بالمائة من السوق وتحتل المركز الخامس في القائمة.
ولم يحدث طرح شركة مايكروسوفت لنظام التشغيل الجديد ويندوز اكس.بي أي تأثير يذكر حتى الان على مبيعات الحاسبات، وهو ما أصاب الكثير من شركات تصنيع الكمبيوتر بخيبة أمل حيث كانت تأمل في أن يؤدي طرح النظام إلى تنشيط المبيعات.
وقال جماجه "دون ويندوز اكس.بي، ربما كان الربع الرابع (من العام الماضي) أكثر سوءا حتى". وبينما يعد نظام اكس.بي نظام تشغيل جيدا، فإنه لم يقدم سوى القليل جدا من المزايا الجديدة التي ربما - لو كانت موجودة - لنشطت سوق الكمبيوتر بشكل واضح.
ولا يتوقع الباحثون حدوث تحول حقيقي في وضع السوق عام .2002
وقال جماجه "الامور ليست وردية تماما بالنسبة للاقتصاد الالماني، وهذا سيؤثر أيضا على سوق الكمبيوتر الشخصي".
لكن الوضع يبدو أفضل بالنسبة للسوق الاستهلاكي عموما، حيث أن هذا السوق حقق نموا العام الماضي بنسبة 3.6 بالمائة رغم كل الصعوبات.
ومن خلال هذا القطاع الاستهلاكي، يأمل صناع الحاسب الشخصي أن يقدموا حوافز جديدة للمشترين للاقبال على منتجاتهم.
وقال رئيس شركة مايكروسوفت، واصفا "عقيدة المحور الرقمي" الجديدة، "لم يعد الحاسب الشخصي مجرد حيوان إلكتروني يؤدي عملا شاقا، لكنه مركز عصبي لعالم رقمي جديد يضم الموسيقى والفيديو - ولكن أيضا المعلومات المفيدة". وهو الرأي الذي وافقه فيه ستيف جوبس الرئيس التنفيذي لشركة أبل.
ومن خلال هذه الاستراتيجية، تمكنت أبل من تحقيق أرباح. ولكن في ألمانيا لا تجد سوى أقلية خاصة من الناس متعة في "أسلوب الحياة الرقمية" الذي توفره شركة أبل.
فقد باعت الشركة التي يوجد مقرها في ولاية كاليفورنيا الامريكية 118 ألف كمبيوتر عالي الكفاءة لتشغيل الوسائط المتعددة في ألمانيا العام الماضي، وهو ما يمثل حصة لا تتجاوز 1.8 بالمائة في السوق الالمانية.