عبارة 'طاغوت' تجر راشد الغنوشي للتحقيق

رئيس حركة النهضة يعتبر الشكوى ضده بالتحريض على رجال الشرطة استمرارا لتصفية الحسابات السياسية.
انصار راشد الغنوشي يتظاهرون امام القطب القضائي لمكافحة الارهاب دعما لزعيم النهضة
إحالة نقيب الصحفيين التونسيين على التحقيق

تونس - مثل راشد الغنوشي رئيس أحد أكبر الأحزاب السياسية في تونس ورئيس البرلمان المنحل أمام قاضي تحقيق لمكافحة الإرهاب اليوم الثلاثاء لاستجوابه بشبهة التحريض على الشرطة عبر استخدام عبارة " طاغوت" وهو ما ينفيه هو وحزب النهضة.
وتأتي القضية المرفوعة ضد الغنوشي بعد موجة الاعتقالات الأخيرة لسياسيين معارضين للرئيس قيس سعيد بما في ذلك شخصيات قيادية عديدة في النهضة إضافة إلى معارضين آخرين.
وقال محامو الغنوشي إن الاتهام استند إلى شكوى من أفراد من الشرطة بشأن خطاب ألقاه زعيم النهضة العام الماضي في جنازة عضو بالحزب وقال فيه إن الفقيد "لا يخشى حاكما أو طاغوتا، إن كان يخشى الله فقط".
واعترض أفراد الشرطة على استخدام كلمة طاغوت معتبرين أنها نفس اللغة التي يستخدمها الإسلاميون المتشددون لوصف السلطات ورجال الشرطة.
ووصف الغنوشي (81 عاما) الدعوى المرفوعة ضده بأنها "فارغة وملفقة واستمرار للاستهداف السياسي لخصوم قيس سعيد". وكان في استقباله العشرات من مؤيديه ونشطاء خارج المحكمة.

وكان حزب النهضة، وهو الحزب الإسلامي الرئيسي في تونس، جزءا من حكومات ائتلافية متعاقبة إلى جانب الأحزاب العلمانية بعد ثورة 2011 التي جلبت الديمقراطية وأطلقت شرارة انتفاضات الربيع العربي.
وأصدر سعيد الذي انتخب في 2019 قرارا بحل البرلمان المنتخب في 2021  عقب اتخاذ الإجراءات الاستثنائية التي حظيت بدعم شعبي كبير وسط دعوات لتفعيل المحاسبة ومحاكمة رموز العشرية التي يصفونها بالسوداء.
ويقول سعيد إن أفعاله قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من الفوضى لكن الغنوشي وغيره من قادة الأحزاب السياسية اتهموه بالانقلاب على الديمقراطية مطالبين بالعودة الى دستور 2014.
وفي العام الماضي مثل الغنوشي عدة مرات أمام القضاة للرد على اتهامات غسل أموال بخصوص تمويل النهضة والمساعدة في إرسال جهاديين تونسيين إلى سوريا للقتال اضافة الى ملف الجهاز السري.
ونفى الغنوشي والنهضة كل هذه الاتهامات وقرر القضاة عدم احتجازه بينما اودع نائبه ورئيس الحكومة الاسابق علي العريض السجن.

وقد أحالت السلطات نقيب الصحفيين محمد ياسين الجلاصي على التحقيق بتهمة " هضم هضم جانب موظف عمومي والاعتداء على موظف عمومي أثناء مباشرته لعمله".
وقالت عضوة في النقابة لإذاعة "شمس اف ام" الخاصة اليوم الثلاثاء أن التحقيق يأتي على خلفية شكاية تقدم بها 8 من رجال الأمن.
كما تم التحقيق مع عدد من نشطاء في المجتمع المدني على خلفية وقفة احتجاجية مناهضة للاستفتاء على الدستور في يوليو/تموز الماضي بتهمة "تعطيل حرية الجولان والعصيان".
وأطلقت السلطات هذا الشهر حملة إيقافات بدأت بإلقاء القبض على عدد من السياسيين المعارضين لأسباب مختلفة من أبرزها الفساد وتهديد امن الدولة على غرار الوزيرين السابقين نورالدين البحيري ولزهر العكرمي والسياسي خيام التركي ورجل الأعمال النافذ كمال اللطيف ومدير إذاعة موزاييك بوطار والقاضيين العكرمي والطيبراشد وكذلك فوزي كمون مدير مكتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس إحدى النقابات الأمنية.
كما أصدرت المحكمة الابتدائية في ولاية أريانة الاربعاء الماضي بطاقة إيداع بالسجن بحق عاطف العمراني المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية (المخابرات) وذلك على خلفية ما عرف " بالغرفة السوداء في وزارة الداخلية".