عباس المحاصر داخليا يبحث عن دعم من شمال إفريقيا

زيارة الرئيس الفلسطيني إلى تونس تأتي بعد لقائه في الجزائر الرئيس عبدالمجيد تبون في إطار محاولات تصدير أزمات يعاني منها ابو مازن سواء مع مكونات الشعب الفلسطيني او داخل حركة فتح نفسها.
الجزائر تتحدث عن دعم عباس للرد على التقارب المغربي الاسرائيلي
محمود عباس يحاول تجاوز العزلة الخارجية بالبحث عن دعم من دول شمال افريقيا

تونس - تأتي زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تونس بعد لقائه في الجزائر الرئيس عبدالمجيد تبون في إطار محاولات تصدير أزمات يعاني منها ابو مازن سواء مع مكونات الشعب الفلسطيني او داخل حركة فتح نفسها.
ورغم ان محمود عباس حصل على وعود جزائرية مكررة بدعم القضية الفلسطينية وسمع شعارات رنانة تعود لسنوات السبعين حول نصرة القضية الفلسطينية وتحقيق دولة فلسطين من النهر الى البحر لكن ذلك لن يترجم واقعيا وميدانيا في خضم حالة الانقسام الداخلي ومع عزلة الرئاسة الفلسطينية عربيا ودوليا.
وقد ثمن محمود عباس ما وصفه بـ”المواقف الجزائرية الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل العربية والأفريقية والدولية وبخاصة تصدّيها لمحاولات إسرائيل الأخيرة اختراق الاتحاد الأفريقي”. ليحصل بعدها على مساعدات مالية قدرت بمائة مليون دولار.
وطرحت الجزائر نفسها وسيطا بين الفصائل الفلسطينية ودعت الى حوار بينها للخروج من حالة الانقسام وهو ما رحبت به حركة حماس مؤكدة “التزامها بموقفها وسياستها الثابتة بالترحيب بكل جهد عربي وإسلامي ووطني لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام”. في انتظار مواقف بقية الفصائل.
لكن هذا الطرح يراه كثيرون انه يأتي في إطار الخلافات مع المغرب التي تمكنت من تحقيق نجاحات دبلوماسية فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية واعتراف العديد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة بسيادتها على الإقليم.
كما يأتي استقبال عباس في مواجهة ما تراه الجزائر بأنه تقارب مغربي إسرائيلي يستهدفها خاصة بعد قيام الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط بل والحديث عن إمكانية ان تشهد منطقة المغرب العربي صراعا مسلحا.
ويجد عباس في لقائه بتبون او بلقاء الرئيس التونسي قيس سعيد وسيلة للتهرب من الاستحقاقات الداخلية ومن اصوات معارضة تدعو إليجاد حلول لحركة فتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية التي تعاني داخليا وخارجيا.
ويرى مراقبون ان محمود عباس يعتقد بان زيارته إلى دول في شمال أفريقيا والحفاوة التي يلقاها في منطقة ما تزال تطرب للشعارات فرصة الهروب من أزماته المتعددة وخاصة حالة العزلة.
ويريد عباس ان يحصل على دعم سياسي من دول شمال إفريقيا خاصة الجزائر وتونس بعد ان اصبح على هامش عملية السلام وتجاهل الإدارة الأميركية لدوره.
وتعهد الرئيس التونسي الذي تعاني بلاده من أزمة اقتصادية بتقديم الدعم للفلسطينيين في كافة المجالات لاسيما في قطاع الصحة والتدريب المهني، كما أعلن عن زيادة عدد المنح ومقاعد الدراسة للفلسطينيين في الجامعات التونسية.
لكن هذا الدعم يظل هامشيا في خضم العديد من التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة فيما يتعلق بتقارب في مختلف المجالات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.