عباس يعين حسن الشيخ نائبا له في قرار يفتح الباب لخلافته
رام الله - اختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم السبت القيادي في حركة فتح حسين الشيخ نائبا له في قيادة منظمة التحرير، في ما يرى فيه البعض استجابة لضغوط دولية لإجراء إصلاحات والتمهيد لخلافته، بينما تدفع دول غربية وعربية باتجاه إصلاح السلطة الفلسطينية من أجل تولي الحكم في قطاع غزة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبويوسف إن عباس رشّح خلال اجتماع عقدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ نائبا له وصادقت اللجنة التنفيذية على ذلك ومن شأن هذا التعيين أن يمهّد الطريق للشيخ لخلافة عباس.
ويقول عارف جفال، مدير مركز المرصد للرقابة على الانتخابات "يمكن أن تكون هذه الخطوة بالفعل تمهيدا لخلافة عباس"، مشيرا إلى أنها "أتت نتيجة ضغوط خارجية، لأن للأسف التغيير عندنا يجري دائما بضغوط خارجية"، مضيفا "للأسف الشديد، الضغوط الداخلية من أجل الإصلاح والتغيير معدومة".
وكان الرئيس الفلسطيني تعهّد في اجتماع القمة العربية الطارىء الذي عقد في القاهرة في الرابع من مارس/آذار بإعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة الفلسطينية، وضخ دماء جديدة في منظمة التحرير وحركة فتح وأجهزة الدولة. وأجرى عباس منذ ذلك الوقت تغييرات إدارية أبرزها داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وتبنّى القادة العرب خلال قمتهم خطة لإعادة إعمار غزة تلحظ عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. ودعوا إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة "منظمة التحرير" التي تضمّ ممثلين عن كل الفصائل باستثناء حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي اللتين تخوضان منذ 18 شهرا حربا مدمّرة مع إسرائيل في قطاع غزة.
ورحّبت السعودية بتعيين الشيخ وأشار بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بما في ذلك استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب رئيس دولة فلسطين وتعيين السيد حسين الشيخ في هذا المنصب"، متمنية له "التوفيق والنجاح في مهام عمله الجديدة".
ودعت أكثر من جهة عربية ودولية خلال الفترة الأخيرة الى إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية التي تعاني من جمود في الحركة السياسية الديموقراطية، تمهيدا لتسليمها إدارة غزة بعد الحرب.
ويرأس عباس منظمة التحرير التي تعتبر ممثلا شرعيا للفلسطينيين في كل أنحاء العالم. وهو أيضا رئيس دولة فلسطين التي أعلنت دول عدة اعترافها بها، ولكن لا وجود قانونيا لها بعد. كما يرأس السلطة التي تتولى، بموجب اتفاقات أوسلو، إدارة الأراضي الفلسطينية.
ويرى مسؤولون فلسطينيون ومحللون أن تعيين الشيخ يمهّد له الطريق لخلافة عباس في قيادة منظمة التحرير، وليكون مرشحا قويا لرئاسة السلطة الفلسطينية في حال إجراء انتخابات.
ويقول مدير المركز الفلسطيني للإعلام والأبحاث والدراسات هاني المصري إن هذا الإجراء "ليس إصلاحيا، إنما استجابة لضغوط خارجية، ومع ذلك لا يلبي المطلوب خارجيا. فالمطلوب نائب رئيس للسلطة تنقل له صلاحيات السلطة في حياة الرئيس".
وكان المجلس المركزي الفلسطيني المؤلّف من 188 عضوا والذي له ثقله في الحياة السياسية الفلسطينية، صوّت الخميس على استحداث منصب نائب الرئيس.
وأمضى الشيخ أكثر من عشر سنوات في السجون الإسرائيلية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات وصرّح مرارا خلال الفترة الماضية بأن أولوية العمل الفلسطيني "يجب أن تتركّز على إنهاء الحرب في غزة وفرض السيطرة والولاية لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية على قطاع غزة والضفة الغربية".
ويبلغ الشيخ المقرّب من عباس، 64 عاما، وهو من مواليد مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة لعائلة لاجئة من دير طريف.
وبرز خلال رئاسته الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية برتبة وزير، المكلّفة بتنظيم العلاقة مع الجانب الإسرائيلي في الشؤون الحياتية اليومية للفلسطينيين.
ويجيد الشيخ اللغة العبرية التي تعلّمها في السجن وتمّ تكليفه في العام 2022 بأمانة سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكان مسؤول دائرة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي عقب وفاة صائب عريقات في العام 2020 وعيّنه عباس قبل مدّة رئيسا للجنة السفارات الفلسطينية في الخارج.