عبدالمهدي في جولة خارجية تشمل إيران والسعودية وتركيا

إيران ترتبط بعلاقات وثيقة ومعقدة مع العراق في الوقت نفسه وتحظى بنفوذ واسع النطاق أيضا من خلال فصائل مسلحة وأحزاب سياسية شيعية مقربة منها.
عبدالمهدي يواجه معضلة إعادة التوازن لعلاقات العراق الخارجية
طهران أول محطة في جولة عبدالمهدي الخارجية
السعودية تريد علاقات أوثق مع العراق بعيدا عن النفوذ الإيراني
عبدالمهدي يزور واشنطن حليفة بغداد وخصم طهران

بغداد - يقوم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بجولة خارجية تشمل السعودية وتركيا وإيران قبل أن يتوجه إلى واشنطن.

وستكون طهران محطته الأولى في جولته الخارجية، حيث أعلن مسؤول من مكتب رئيس الوزراء العراقي أن الأخير سيتوجه السبت إلى إيران البلد الذي يلعب دورا مهما في العراق ويخضع لعقوبات أميركية مشددة، وفق ما أفاد مسؤول عراقي الأربعاء.

ويواجه عبدالمهدي معضلة تتعلق بإحداث توازن في علاقات بلاده مع حلفائها الذين يقفون على طرف نقيض من عدة ملفات دولية.

ويرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع إيران التي تواجه عقوبات أميركية وحملة ضغوط دولية لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. كما يرتبط بعلاقات وثيقة مع السعودية وهي أيضا خصم إقليمي لطهران.

وتطالب قوى سياسية وطنية عراقية رئيس الحكومة بإعادة العراق إلى حضنها العربي الطبيعي بعيدا عن النفوذ الإيراني الذي ارتهن سيادة الدولة العراقية وتغلغل في مفاصلها.

لكن طهران التي نجحت من خلال أحزاب وشخصيات وميليشيات شيعية من اختراق مؤسسات الدولة العراقية وأصبح التحرر من نفوذها أمرا صعبا، تقدم نفسها على أنها شريك تجاري مهم للعراق وأنها تسعى لعلاقات أوثق على أساس المصالح المشتركة.

وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي اليوم الأربعاء إن "الزيارة ستبدأ السبت ومن المقرر أن تستمر يومين وتتناول قضايا الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في ما يتعلق بشط العرب والتعامل بعيدا عن العقوبات الاقتصادية" المفروضة على إيران.

وتأتي الزيارة وسط ضغوط أميركية على بغداد للحد من العلاقات مع جارتها وخصوصا في مجال استيراد الطاقة، فيما أعلن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى واشنطن أن بلاده يجب أن تستمر بالاعتماد على إيران للحصول على الطاقة الكهربائية لمدة ثلاث سنوات على الأقل.

وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها عبدالمهدي خارج البلاد منذ توليه رئاسة الوزراء، بعد زيارته مصر نهاية الشهر الماضي.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تبادل العلاقات المشتركة، بعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني منتصف الشهر الماضي لبغداد، اتفق خلالها الجانبان على التعاون المشترك في قطاعات الطاقة والنقل والاقتصاد.

وذكر عبدالمهدي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقد الثلاثاء أنه يعتزم القيام بجولة تشمل عددا من دول المنطقة بينها تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران، قبل التوجه إلى واشنطن.

وإيران التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للعراق تعاني من عقوبات أعاد الأميركيون فرضها في أعقاب انسحاب واشنطن أحادي الجانب في العام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل إليه في 2015.

وتخطط إيران والعراق لرفع مستوى المبادلات التجارية السنوية من 12 مليار دولار سنويا حاليا إلى 20 مليار دولار، بحسب روحاني.

وتربط إيران علاقات وثيقة ومعقدة بالعراق في الوقت نفسه وتحظى بنفوذ واسع النطاق أيضا من خلال فصائل مسلحة وأحزاب سياسية شيعية مقربة منها.