عبدالناصر الجوهرى شاعر ينصت للكون

شاعر يرفض الأنين والشكوى، لا يحب التمزق والانحراف، قصيدته كاشفة، ومفتوحة على العالم.
ألمْ أقلْ لكمْ بأنَّ النِّيلَ لوْ ثارَ / استردَّ الأرضَ والأسلابَ، والرَّاياتِ.. غضبانا؟

هو صوتٌ شعرىٌّ مُخْتلفٌ، ينصتُ الكونُ - بكل ما فيه - لنبض حروفه الندية، لغته قوية ومعبرة عن الواقع المعاش، دائما يرفض الأنين والشكوى، لا يحب التمزق والانحراف، قصيدته كاشفة، ومفتوحة على العالم، عشْقهُ لوطنه منحهُ جمالاً، وحرية، وسيمفونية استمدت تفرّدها وعذوبتها من شخصيته الطيبة والجادة فى آن. 
إنه الشاعر المصرى عبدالناصر الجوهرى الذى ولد بمحافظة الدقهلية عام 1970، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة المنصورة عام 2017، هو عضو بالنقابة العامة لاتحاد كُتَّاب مصر، ورابطة الأدب الإسلامى العالمية، وجمعية الأدباء، وأتيليه القاهرة. كذلك هو محاضر مركزى بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ومن الشعراء المعاصرين الذين ضمهم معجم أدباء مصر الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2004، وأحد الشعراء الذين ضمهم دليل اتحاد كتاب مصر عام 2006، كما ضمته الموسوعة الكبرى للشعراء العرب بالمغرب عام 2016، ومن الشعراء الذين ضمهم معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين عام 2014 بدولة الكويت. 
يقول: (ألمْ أقلْ لكمْ بأنَّ النِّيلَ لوْ ثارَ / استردَّ الأرضَ والأسلابَ، والرَّاياتِ.. غضبانا؟ / وأن ميدانًا "لتحريري" سيعطى الشَّعبَ إلهامًا، ووجدانا؟ / ما كانَ للزُّرَّاع أنْ يدروا بأنَّ الفيضَ قدْ حانا / حتَّى نواطير البلادِ.. دبَّرتْ أمرًا؛ لكى تأتى لنا قنَّاصةٌ.. تعتادُ قتلَ البوحِ أزمانا!). 
نُشرتْ قصائدُ ونصوص عبدالناصر الجوهرى فى العديد من الدوريات المصرية والعربية، وصدر له مجموعة من الدواوين الشعرية هي: الشجوُ يغتال الربيع 1999، حبَّاتٌ من دموع القمر 2002، لا عليكِ 2006، المُهرجُ لا يستطيع الضحك 2006، لمن تُهدرين شجونى؟ 2006، مكْلومٌ هدَّهُ الشوق 2007، ماذا الآن أُسمِّيكِ؟ 2008، صرخةٌ لا تجفُّ 2015، دعوى لم تُرفعْ بعدُ 2015، على باب المليحة 2016، حديث البراءة 2016، أعدكِ ألا أحبّكِ 2016، برزخٌ يليق بالعشق 2016، موءودةٌ لا تُجيد الصراخ 2017، من وريقات الحنين 2020. كما له مسرحية شعرية بعنوان: الشمس تلملم أسمالها صدرت عام 2003 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومسرحية أخرى هي: فى الواق واق صدرت عام 2009 عن سلسلة أدب الجماهير، وكتاب فى النقد عنوانه: أقلام تحلق فى سماء الوطن، وصدر عام 2007. 
ويقول: (يا ابنَ أمِّى على بابِ قريتنا يطبقُ الجوعُ، والقتلُ، والاغتيالْ لا مفرَّ؛ تحاصرنا دانةُ الموتِ فوقَ البناياتِ، بينَ الأزقَّةِ.. فرَّقَنا الحُكْمُ، والبطشُ، والاغتيالْ فكلانا لديهِ شهيدٌ؛ ومتَّشحٌ بيتُنا بالحدادِ، وبالاشتباكِ، وبالاقتتالْ). 
حصل عبدالناصر الجوهرى على عدة جوائز منها: جائزة شعر الفصحى فى مسابقة إقليم شرق الدلتا الثقافي بمصر عام 2000، جائزة نادى تراث الإمارات عام 2003، الجائزة الأدبية المركزية عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر عام 2005، جائزة جمعية الأدباء بالقاهرة عام 2005، جائزة المربد الأدبية عام 2007، واختير ضمن أفضل 35 شاعرا بالوطن العربى فى مسابقة أمير الشعراء من دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2008، وحصل على جائزة شعر الفصحى من اتحاد كتاب مصر عام 2016. 
يقول: (أنا بينَ شقى الرَّحا؛ والأرضُ ما زالتْ سقيمةْ / أنا إنْ نجوْتُ مِنَ الذينَ تغوَّلوا فى نهبِ آثاري، وأعضائي، ومَنْ طمسوا علاماتِ الجريمةْ/ لمْ أنجُ مِنْ طردى مِنَ القدسِ القديمةْ). 
هكذا يُغنِّى عبدالناصر الجوهري، وهكذا يُحلم، يحلم بالخير والأمن والسلام والرخاء والحُبَّ، فالحياة عنده تتسع للجميع، ومن يقرأ مجموعاته الشعرية على مهل، سيجد نفسه أمام شاعر يحمل على عاتقه هموم الإنسانية قاطبة، وليس وطنه فحسب.