عدد قتلى زلزالي تركيا وسوريا يقفز إلى 20 ألف

حصيلة ضحايا الزلزالين في سوريا وتركيا تفوق توقعات سابقة وتشير إلى تضاؤل فرص انتشال أحياء من تحت الركام.

باب الهوى (سوريا) - تقفز حصيلة القتلى في الزلزالين الذين ضربا سوريا وتركيا بين دقيقة وأخرى مع تضاؤل الآمال في انتشال أحياء من تحت الأنقاض بعد 3 أيام من أسوأ كارثة تهز البلدين الجارين ولا يبدو أنها ستهدأ مع بلوغها عتبة الـ20 ألف قتيل وقد تتخطى هذا الرقم في الساعات القليلة الماضية، متجاوزة توقعات خبراء الزلازل والجيولوجيا.

وحسب آخر الأرقام الرسمية الصادرة من دمشق وأنقرة ومناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال البلاد، تم حتى اللحظة تسجيل مقتل 19863 شخصا، بينهم 16546 في تركيا و3317 في سوريا، بينما كانت حصيلة سابقة قد أشارت في الساعات القليلة الماضية إلى مقتل 17 ألف شخص في البلدين، أي بزيادة بنحو 3 آلاف قتيل في وقت يعتبر  وجيزا.

ويشير ذلك بوضوح أيضا إلى أن فرص انتشال أحياء من تحت الركام، تتضاءل بسرعة رغم تدفق عشرات فرق الإنقاذ والإمدادات من مختلف دول العالم وإن كان أكثرها موجه إلى تركيا.

ولم تحظ دمشق بالدعم الدولي والعربي الكافي لأسباب سياسية متعلقة خاصة بالمواقف الدولية الرافضة للتعامل مع النظام السوري، على الرغم من أن الأمر يتعلق بوضع انساني.  

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش.

وعبّرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجددا في سوريا.

وفي قرية تلول في شمال غرب سوريا، اضطر السكان إلى الفرار بعد انهيار سد ترابي بسبب الزلزال. وقال لوان حسين حماده، أحد السكان القلائل الذين بقوا في القرية المنكوبة، "وضعنا مأسوي. انظروا إلى المياه من حولنا".

ودخلت الخميس أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا في اليوم الرابع من عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا حيث خلّف الزلزال نحو 20 ألف قتيل.

وعند المعبر شوهدت قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن القافلة تتضمن أغطية ومراتب، وحاجات مأوى أخرى ومواد إغاثة أساسية بينها مصابيح تعمل على الطاقة الشمسية. وتغطي تلك المساعدات وفق المنظمة خمسة آلاف شخص.

وأمس الأربعاء، حذر مسؤول في الأمم المتحدة من أن مخزون المنظمة الأممية في شمال غرب سوريا بالكاد يمكن أن يطعم 100 ألف شخص لمدة أسبوع.

وخلال قمة أوروبية في بروكسل، وقف القادة الأوروبيون دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلزال. وأعربت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان الخميس عن "تضامنها" مع الشعب التركي بعد الزلزال وعرضت زيادة مساعداتها.

وسارع الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فرق إنقاذ إلى تركيا بعد الزلزال الهائل الذي بلغت قوته  7.8 درجة الذي ضرب البلاد الاثنين بالقرب من الحدود مع سوريا.

لكنه في بادئ الأمر قدم مساعدة صغيرة لسوريا من خلال برامج المساعدة الإنسانية القائمة بالأساس، بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة منذ العام 2011 على حكومة الرئيس بشار الأسد على خلفية قمع المعارضة الذي تحول إلى حرب أهلية.

وأعلن المفوض الأوروبي يانيز ليناركيتش أن سوريا تقدّمت بطلب مساعدة رسمي من الاتحاد الأوروبي بعد الزلزال. وبعدما تقدّمت دمشق بطلبها عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، دعت المفوضية الأوروبية، وفق ليناركيتش، الدول الأوروبية إلى "الاستجابة إيجابا لهذا الطلب".

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.

لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الخميس "حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى" عبر معبر باب الهوى، داعيا إلى "عدم تسييس" المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدّة من جراء زلزال الاثنين.

وأعلنت فرنسا الخميس أنها ستخصص مساعدات عاجلة لسكان سوريا بقيمة تصل إلى 12 مليون يورو إثر الزلزال العنيف.

لم تحظ دمشق بالدعم الدولي والعربي الكافي في مواجهة زلزال مدمر لأسباب سياسية متعلقة خاصة بالمواقف الدولية الرافضة للتعامل مع النظام السوري على الرغم من أن الأمر يتعلق بوضع انساني.  

وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح الأربعاء "الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضا أن الدمار في شمال غرب البلاد هائل أيضا وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه".

من جهتها، أعلنت تركيا أنها تعمل على فتح معبرين حدوديين مع سوريا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جارتها.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحافيين مساء الأربعاء "نهدف لأسباب إنسانية إلى فتح معابر حدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة" في دمشق.

ودُمرت آلاف المنازل على جانبي الحدود، فيما يواصل عناصر الإنقاذ جهودهم للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، رغم مرور 72 ساعة منذ بداية البحث عن ناجين.

في أديامان حاصر الزلزال مراهقين ورفاقهم في فندقهم المنهار تماما بعدما أتوا من "جمهورية شمال قبرص التركية"، المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى تركيا، للمشاركة في بطولة الكرة الطائرة.

ووفق وزير التربية في "جمهورية شمال قبرص التركية" ناظم جاويش أوغلو الذي زار موقع الفندق، عُثر على مدرّس وثلاثة أهالي على قيد الحياة مساء الأربعاء. وقال لوكالة فرانس برس "لا يزال 33 شخصا عالقين".

وجعل البرد القارس من ظروف العيش للناجين لا تُحتمل. في مدينة غازي عنتاب (جنوب)، هبطت درجات الحرارة في ساعة مبكرة من صباح الخميس إلى دون 5 مئوية.

وفي مخيمات شمال سوريا، كان اللاجئون يدركون أنهم محظوظون في محنتهم. وقالت فداء محمد من سكان مخيم دير بلوط "الزلزال كان مرعبا لكن السكان حمدوا الله على سكنهم في الخيام بعد رؤية ما حدث من حولهم".

ومنذ الزلزال، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رسائل من أشخاص يشتكون من بطء عملية نشر عناصر الإنقاذ وأوقف نحو 12 شخصا على خلفية منشورات تنتقد الحكومة.

وحُظر الدخول إلى موقع تويتر لنحو 12 ساعة على شبكات مزودي خدمة الهاتف المحمول الرئيسيين في البلاد قبل إعادته الخميس.

وخلال الأسابيع الأخيرة، حذّر المسؤولون الأتراك عدة مرات من كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية المقرر إجراؤها في 14 مايو والتي يسعى فيها أردوغان إلى الفوز بعد 20 عاما في السلطة.