عدنان الزرفي.. وأحزاب الإسلام السياسي

الأحزاب تعتبر الزرفي مرتداً عن الاسلام السياسي وحكم من يرتد لا يكون في السلطة ويرجع ذلك الى مخاوف في العقلية الإسلامية في العموم.

بقلم: جمعة سلمان

تفاجأ الوسط السياسي وعوام الشعب العراقي والمتظاهرين منهم بانتفاضة احزاب الاسلام السياسي الشيعي ضد الزرفي والحملة التي شنتها تلك الاحزاب بالقنوات الفضائية لتسقيط المرشح عدنان الزرفي كبيرة اضافة الى الالوف من المغردين والمعلقين في مواقع التواصل التي جعلت العراقيين يوقنون بصحة رواية الذباب الالكتروني وصحة تلك الغرف واعدادها والاموال التي تخصص لها .والسؤال لماذا توحد الاسلام السياسي الشيعي بشقية الراديكالي والمعتدل ضد من هو اسلامي الهوى وكان من اعضاء حزب الدعوة الاسلامية .

القصة وما فيها أن الأحزاب تعتبر الزرفي مرتداً عن الاسلام السياسي وحكم من يرتد لا يكون في السلطة ويرجع ذلك الى مخاوف في العقلية الإسلامية في العموم، ويعتقدون أن ليبرالية الزرفي متشددة وسوف تعقب وتلاحق فترة حكم الاحزاب وما فيها من فساد واهمال وهدر للأموال وسوء استخدام السلطة والتعمد في تخريب البنية التحتية للبلاد.

إن تحامل الأحزاب الإسلامية على الزرفي جاء بسبب تغير نزعته العقائدية من اسلامي معتدل الى ليبرالي له رأي مختلف في الحاكمية وولاية الفقيه وتدخل رجل الدين في تسير امور الدولة بصفته رجل دين، ويجد ان المرجعية العليا بقيادة الامام السيستاني فندت تلك النظرية، بفصل الدين عن الدولة وان تكون المرجعية الدينية روحية وابوية ومرجعيه للمسلمين في امور دينهم، وليس ولاية مطلقة .

اعتبر الزرفي عدالة الحاكم اهم من الانتماء العقائدي، والوطنية خيار وان تغيرت العقائد وتعددت المرجعيات. إن عقيدة الولي الفقيه الاممية الحقت ضراراً بالغاً بالشيعة العرب وجعلتهم وقوداً في صراعها، واننا كعراقيين غير ملزمين بشعار زوال إسرائيل وموت امريكا.

وجد الزرفي أن هنالك مشكلة في العقل الإسلامي لابد من معالجتها الامر الذي اقلق احزاب الاسلام السياسي وجعله يحتدم في صراعة ورفضة للزرفي وبعد أن تأكد دعمه لثورة اكتوبر.

الزرفي لم يستوطن في البيت الإسلامي مما جعله أكثر جرأة وانفتاح في طرح آرائه الليبرالية بطريقة رجل الاستخبارات لا بطريقة ليبراليي المهجر أو هؤلاء الذي يتهمهم الاسلام السياسي بانهم رجال امريكا ونسوا انهم رجال ايران ونتائج الانتخابات دليل ناصع يثبت ان العمالة لإيران اقمش من العمالة لأمريكا فرجال امريكا خسروا الانتخابات وفاز رجال إيران في انتخابات هي اشبه ببوكر المافيات الإيطالية، كيف لأمريكا المحتلة يخسر رجالها! بينما إيران بخطب ووصايا الولي الفقيه يربح كل رجالها وهي غير محتلة؟

فازت أحزاب الإسلام السياسي بأساليب الحيلة والدهاء وتسخير فتاوى دينية مزيفة اوهمت الناس بأهمية قوائم دون اخرى ومن يخالف ذلك الخيار تحرم عليه زوجته ويتبوأ موقعه من النار ويحضر جوابه لرب العالمين في كيفية عدم انتخاب قائمة الشمعة. السفارة لم تتدخل لصالح علاوي بعد ان فازت قائمته ووقفت مع القضاء في تفسير مازال محيراً ومشبوهاً عن القائمة الفائزة، والسؤال هل الجعفري خيار السفارة وهل المالكي رجل السفارة وهل العبادي رجل امريكا بعد نجاحه في تحرير العراق ومواجهة الازمة الاقتصادية.

إن أحزاب الاسلام السياسي التي ثار عليها الشعب بمكوناته كافة ودفع عشرات الالوف من الجرحى والشهداء قرباناً لا لكي تتحكم به عوائل نافذة وزعامات فاسدة فيصبح الخيار لها في اختيار الرئيس التنفيذي ونعود لنقطة الصفر في بيع المناصب من الفراش للوزير وعندما تتهيأ فرصة انقاذ البلد وتفشل الأحزاب الحاكمة في الاختيار ويختار الرئيس برهم صالح شخصاً غير جدلي وداعم رئيسي لانتفاضة تشرين الخالدة تنتفض الاحزاب بحرق البلد وقلب عليها سافلها وتحت شعار لو العب لو اخرب الملعب .

الزرفي خيار المظاهرات وخيار الشعب وخيار الانتقام من النظام السياسي الفاسد الذي قتل المتظاهرين وغيب الناس بين الخطف والاعتقال والاعتداء وهو نفسة الذي اهدر الاموال ودمر الزراعة والصناعة والسياحة والتعليم والصحة وجعل العراق فقيراً رغم خيرات النفط .

الزرفي خيار بناء الدولة بعد ان غيب الاسلام السياسي الدولة وأصبح العراق تحت مظلة وحماية الجماعات المسلحة الخاضعة للأحزاب والعوائل التي لا تريد لإرادة الشعب ان تعلوا على ارادتهم وتحرمهم من مغانم الفرهود والسرقة والبلطجة واللعب بمقدرات الشعب العراقي.

يريد العراقيون من الزرفي أن يكون نظام الحكم في العراق رئاسياً، والشعب من ينتخب الرئيس وليس التوافقات العائلية والحزبية والطائفية والإقليمية والدولية، والتي تبقى لأشهر لتنتج حكومات محاصصة فاسدة. نعم الشعب يختار من يحكمه وليس الأقلية التي دمرت مقدرات العراق طوال السنين المنصرمة .

كاتب عراقي