عراقجي في روسيا لبلورة موقف مُوحّد بشأن المحادثات النووية
موسكو/طهران - أرسل الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي وزير الخارجية عباس عراقجي إلى روسيا اليوم الخميس حاملا رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين بهدف حشد الدعم من موسكو قبل جولة ثانية من المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، فيما يبدو أن طهران تسعى إلى بلورة موقف موحد مع موسكو بخصوص هذا الملف.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران مرارا بالقصف وفرض رسوم جمركية ثانوية على دول تشتري النفط الإيراني في حال لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وأرسلت الولايات المتحدة طائرات حربية إضافية إلى المنطقة.
وردا على سؤال حول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يفيد بأنه تراجع عن فكرة أن تشن إسرائيل هجوما على إيران، قال ترامب "لست في عجلة من أمري للقيام بذلك لأنني أرى أن لدى طهران فرصة لتصبح دولة عظيمة".
وأجرت واشنطن وطهران محادثات في سلطنة عمان مطلع هذا الأسبوع وصفها الجانبان بالإيجابية والبناءة. وقبل جولة ثانية من المفاوضات مقرر عقدها في روما يوم السبت، قال عراقجي الأربعاء إن حق إيران في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض.
وتلعب روسيا، وهي حليف لطهران منذ فترة طويلة، دورا في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني مع الغرب بصفتها عضوا يتمتع بحق النقض في مجلس الأمن الدولي وأحد الدول الموقعة على اتفاق نووي سابق انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى في 2018.
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي "فيما يتعلق بالملف النووي، دائما ما أجرينا مشاورات وثيقة مع أصدقائنا في الصين وروسيا وهناك حاليا فرصة جيدة للقيام بذلك مع مسؤولين روس"، مضيفا أنه نقل رسالة إلى بوتين ناقشت قضايا إقليمية وثنائية.
وتقول قوى غربية إن إيران تخصب اليورانيوم إلى درجة نقاء أعلى من المستوى اللازم لبرنامج طاقة مدني وقريبة من المستوى المطلوب لإنتاج وقود القنبلة الذرية، فيما نفت طهران مرارا سعيها لامتلاك أسلحة نووية مؤكدة أن لها الحق في امتلاك برامج نووي مدني.
واشترت موسكو أسلحة من إيران لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، ووقعت اتفاقية شراكة استراتيجية لمدة 20 عاما مع طهران في وقت سابق من هذا العام، لكنها لم تتضمن بندا يتعلق بالدفاع المشترك.
كما تحالف البلدان في ساحة المعركة في سوريا على مدى سنوات حتى الإطاحة بحليفهما بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول. وحافظ بوتين على علاقة جيدة مع خامنئي، إذ ينظر الغرب إلى روسيا وإيران على أنهما عدوان، لكن موسكو حريصة على عدم إشعال سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
وقالت روسيا إن أي تحرك عسكري ضد إيران سيكون غير قانوني وغير مقبول. ورفض الكرملين يوم الثلاثاء التعليق عند سؤاله عما إذا كانت موسكو مستعدة للسيطرة على مخزونات طهران من اليورانيوم المخصب في إطار أي اتفاق نووي محتمل يبرم فيما بعد بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
وحسمت سلطنة عمان في وقت لاحق من اليوم الخميس، الجدل الدائر بشأن مكان عقد الجولة الثانية للمحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة، معلنة أن العاصمة الإيطالية روما ستستضيفها السبت المقبل.
ونقل بيان عن متحدث الخارجية العُمانية (لم يسمه) أن "روما ستكون مقر انعقاد الجولة الثانية من المحادثات بين ممثلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة السبت المقبل".
وأعرب وزارة الخارجية عن ترحيب سلطنة عُمان بتيسير عقد هذا الاجتماع وبوساطتها في روما، والتي اختيرت مقرا لاستضافة الجولة "لأسباب لوجستية" لم تذكرها.
وفي سياق متصل قال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة يجب أن تلعب دورا في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
وأجرى غروسي، الذي وصل إلى طهران الأربعاء، مناقشات مع عراقجي ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيراني بشأن سبل دعم الوكالة للمحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مؤكد أن المهلة قصيرة أمام البلدين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وقال "أنا على اتصال أيضا بالمفاوض الأميركي لمعرفة كيف يمكن للوكالة أن تكون جسرا بين إيران والولايات المتحدة، وتساعد في تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات"، مضيفا أن التحقق من قبل الوكالة سيكون ضروريا لإثبات صلاحية أي اتفاق نووي.