عراقيون يحتجون رفضا للتدخل الأميركي في تشكيل الحكومة

مئات المتظاهرين يرفعون لافتات حملت صور مبعوث الرئيس الأميركي للعراق كتب عليها "من يجلس مع مبعوث ترامب خائن لدماء الشهداء".

واشنطن وطهران تتنافسان سرا على تشكيل حكومة عراقية موالية لكل منهما
المئات يحتشدون أمام مدخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين
اتهامات لواشنطن بالإضرار بالوضع السياسي العراقي

بغداد - تظاهر مئات العراقيين الأربعاء أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد احتجاجا على "تدخل" الولايات المتحدة في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

ووصل مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك الثلاثاء إلى العراق في إطار جولة من المباحثات الخاصة بتشكيل الحكومة العراقية.

واحتشد المئات أمام مدخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد التي تضم مقار الحكومة والبرلمان والبعثات الأجنبية بما فيها مقر السفارة الأميركية.

ورفع المتظاهرون لافتات حملت صورا لمبعوث ترامب، كتب عليها "من يجلس مع مبعوث ترامب خائن لدماء الشهداء".

وقال مصطفى جلال أحد المتظاهرين إن "التدخل الأميركي في تشكيل الحكومة مرفوض على جميع المستويات، فالناس ذهبوا إلى صناديق الاقتراع واختاروا ممثليهم في البرلمان، لذلك يجب أن تُترك الأمور تسير وفق الإجراءات القانونية والدستورية دون تدخلات خارجية وخصوصا أميركية".

وأوضح جلال أن "الأميركيين يتدخلون بشكل يقود إلى الإضرار بالوضع السياسي في البلاد، فهم يبحثون عن مصالحهم أولا التي يصب في خدمتها بقاء الوضع السياسي في العراق مرتبكا".

الكتل الفائزة في الانتخابات تتباحث لتشكيل تحالف عريض داخل البرلمان يكون بإمكانه تمرير الحكومة الجديدة

وتتنافس الولايات المتحدة وإيران في الخفاء، لتشكيل حكومات موالية لها في العراق. وعادة، ما تحظى الحكومات بمباركة كل منهما منذ إسقاط النظام العراقي السابق في 2003 بيد قوات دولية قادتها أميركا.

وباتت نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي، قطعية بعد مصادقة المحكمة الاتحادية عليها في 19 أغسطس/آب.

ولا تزال الكتل الفائزة في الانتخابات تتباحث لتشكيل تحالف عريض داخل البرلمان يكون بإمكانه تمرير الحكومة الجديدة.

وسيكون أي تحالف بحاجة إلى غالبية عدد أعضاء البرلمان لضمان تمرير الحكومة، أي أصوات 165 عضوا من أصل 329 على الأقل.

ويخوض تياران شيعيان سباقا لتشكيل التحالف العريض المعروف باسم "الكتلة الأكثر عددا" لتشكيل الحكومة المقبلة: الأول يقوده تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والفائز بالمركز الأول برصيد 54 مقعدا وائتلاف النصر بزعامة العبادي، الذي حل ثالثا بـ42 مقعدا.

ويقود التيار الثاني ائتلافا الفتح الذي يضم أذرع سياسية لفصائل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري والذي حل ثانيا برصيد 48 مقعدا ودولة القانون بزعامة نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الذي حل رابعا بـ26 مقعدا.

وأمام الكتل الفائزة مهلة 90 يوما من موعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات لتشكيل الحكومة الجديدة.

وهادي العامري ونوري المالكي من أكثر الشخصيات العراقية الموالية لإيران. وينظر للعامري أمين عام منظمة بدر وقائد ميليشيات الحشد الشعبي والمالكي على أنهما من مرشحا إيران لقيادة الحكومة العراقية.