عراقيون يطالبون بتنصيب ناشط بارز عوضا عن علاوي

مرشح المتظاهرين علاء الركابي أحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية أطلق مؤخرا استفتاء بين المحتجين في المدن العراقية لتحديد ما إذا كانوا يريدونه رئيسا للوزراء.
الانقسامات داخل البرلمان العراقي تصعب مهمة علاوي في نيل الثقة

كربلاء (العراق) - تظاهر مئات العراقيين في مدينة كربلاء الأحد للمطالبة بتكليف ناشط بارز بتشكيل حكومة جديدة بدل رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي الذي اختارته الأحزاب الحاكمة ووعد بالإعلان عن تشكيلته الحكومية هذا الأسبوع.

وحمل المتظاهرون صور علاء الركابي الصيدلي المتدرب الذي تحول إلى أحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية مع قيادته للتظاهرات في مدينة الناصرية جنوب بغداد، مهد الاحتجاجات جنوب العراق.

وكان الركابي الذي يتابعه عشرات الآلاف من العراقيين على تويتر وينشر باستمرار تسجيلات مصورة تحظى بمشاهدة واسعة، أطلق مؤخّرا استفتاء بين المتظاهرين في الجنوب وفي بغداد لتحديد ما إذا كانوا يريدونه رئيسا للوزراء.

وقال في آخر تسجيلاته الخميس انه سيقبل تولي المنصب في حال "كان رأي الشعب ذلك". وأوضح "لا طمع لي بمنصب رئيس الوزراء ولا يمثل لي أي قيمة ولا أنظر إليه على أنه منصب أو غنيمة بل أنه مكان بمسؤولية عظيمة".

وفي التظاهرة في كربلاء المدينة المقدسة لدى الشيعة، قال الطالب سيف الحسناوي إنّه شارك ليعلن عن تأييده "لمرشح الشعب الدكتور علاء الركابي".

كما أكّد الطالب حسن القزويني أن لدى المتظاهرين "مجموعة مطالب بينها رئيس وزراء مستقل وغير تابع لأي حزب هو الدكتور علاء الركابي".

وقبل الركابي، قدّم النائب الليبرالي فائق الشيخ علي، المعروف بانتقاده للفساد المستشري في مفاصل الدولة، ترشحه رسمياً إلى رئيس الجمهورية، لكنه لم يتلق أي جواب.

والسبت أعلن علاوي أنه سيطرح خلال أيام تشكيلته الحكومية المنتظرة، متعهدا أن تكون 'مستقلة' ومن دون تدخل الأطراف السياسية، وهو ما طالب به الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وأمام علاوي الذي سمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسية، حتى الثاني من مارس/آذار المقبل للتصويت عليها في البرلمان وفق الدستور، علما أن مجلس النواب لم يعلن بعد عن انعقاد جلسة استثنائية خلال العطلة النيابية التي تنتهي في منتصف الشهر المقبل.

وتتحدث مصادر سياسية عن صعوبة نيل حكومة علاوي الثقة في برلمان تعصف به الانقسامات.

وعقد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الأحد لقاء مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اتّفقا فيه بحسب بيان على ضرورة أن تواصل الحكومة المقبلة "التعاون مع التحالف الدولي لمساعدة العراق لمواجهة خطر الإرهاب".

ويشير المسؤولان بذلك إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، علما أن الفصائل الشيعية المسلحة تطالب برحيل القوات الأميركية. وكان البرلمان صوت في وقت سابق على قرار ينص على ذلك، لكن الحكومة لم تعلن خطوات لتبنيه والمضي به.

ويأتي الإعلان عن قرب خروج التشكيلة الحكومية إلى العلن في وقت تتواصل التظاهرات المناهضة للسلطة الحاكمة والطبقة السياسية في العراق، والتي تسبّبت بعيد انطلاقها في بداية أكتوبر/تشرين الأول في استقالة حكومة عادل عبدالمهدي.

ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي الوزير السابق، باعتبار أنه قريب من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها ويطالبون برحيلها ضمن حركة احتجاجية غير مسبوقة تعرّضت للقمع وقتل فيها نحو 550 شخصا.

وتعهّد علاوي خلال لقاء مع عشرات من ممثلي الاحتجاجات الشهر الحالي بمنح ناشطين وزارتين كحد أعلى في تشكيلة حكومته، وبأن يأخذ برأي المحتجين في خمس وزارات ضمن مجلس الوزراء المقبل.