عزالدين البراري ينقل الأجواء التونسية إلى كنيسة سانت كروا

الفنان التونسي يستعد لافتتاح معرضه الجديد برواق كنيسة سانت كروا بالمدينة العتيقة.

يستعد الفنان عز الدين البراري لمعرضه الجديد برواق كنيسة سانت كروا بالمدينة العتيقة بإشراف بلدية تونس خلال منتصف شهر أبريل/نيسان الجاري بعد اختتام معرضه الحالي برواق القرماسي الذي يشهد الآن زيارة عدد من الفنانين وأحباء الأجواء التونسية وتقاليد البلد والمناسبات والمشاهد المختلفة منها مقهى الصفصاف وسيدي بوسعيد والمدينة العتيقة...

ومن جهة ثانية وخلال سهرة رمضانية ثقافية وضمن الأنشطة والفعاليات بمدينة تونس العتيقة افتتح رواق الفنون علي القرماسي بنهج شارل ديقول المعرض الشخصي الجديد للفنان التشكيلي عزالدين البراري الذي مر في الفترة الأخيرة بظرف صحي صعب، والمعرض متواصل إلى غاية يوم 16 من شهر أبريل/نيسان 2024، وذلك بعنوان "ألوان من تونس" و فيه حوالي 14 لوحة فنية تتمحور حول الأجواء التقليدية التونسية والتراث والعادات والتقاليد والأمكنة ومختلف الأجواء المميزة لها ومن ذلك لوحة "الصفصاف" ولوحة "عرس بسيدي بوسعيد"... حيث تتميز تجربة الفنان البراري ومنذ بداياتها قبل عقود بالخصوصية الثقافية من عادات وتقاليد تونسية.

هذا المعرض يأتي بعد سلسلة معارض فردية وجماعية ومنها معارض اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، ففي معرضه السابق وقبل سنة بفضاء النادي الثقافي الطاهر الحداد وضمن برامجه لـ"ليالي رمضان"، وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين وأحباء الفن وجمهور ورواد الفضاء انتظم المعرض الفني الشخصي للفنان التشكيلي عز الدين البراري متضمنا 15 لوحة فنية توزعت على جدران الفضاء.

في هذا المعرض الخاص وفق عنوان لافت هو "تونس الجميلة" وفي إشارة إلى عراقة المشاهد والأحياء التونسية من باب الجديد إلى باب سويقة... تجربة ولوحات وعمل متواصل لعقود... كاللمعان تبرز البهجة مبثوثة في القماشة حيث الذاكرة مفردة جمالية تبعث الفرح المزركش في التفاصيل والأشياء فكأن اللوحة مهرجان مفتوح على المشرق فينا من ماض وعادات ومناسبات وتواريخ مفعمة بالنشيد.. النشيد الماثل في المكان بل الأمكنة.. هذه الأمكنة بدلالاتها الحضارية والتاريخية..

وهكذا.. فإن السفر في هكذا عوالم هو ضرب من الاستعادة تجاه الجميل والمزهو بذاته خاصة في أيام الناس هذه التي تسعى العولمة إلى طمس المشرق والخاص وما يشير إلى التفرد والاختلاف والتميز لكي تستوي الألوان والثقافات كالقطيع المعنون بالفن المهيمن.

ومن هنا يقف الفنان شاهرا فكرته الفنية قولا بالجمال المخصوص وبالخصوصية وبالتراث العريق الملهم للفنان في عنفوان لحظاته الراهنة.. في عصره المتحول وفي هذا الكم من التجارب والتقنيات والتيارات..

باختصار.. الفنان التشكيلي عز الدين البراري الذي يشتغل هنا في هذه السياقات التشكيلية ظل على نهجه يبتكر ضمنه وفيه وبه تجدده مع اللون في لعبة الرسم الباذخة حيث الفن لديه هذا الذهاب عميقا في قول الأنا بصفاء نادر تخيره من ألوانه وتفاصيل حكاية الريشة مع القماشة كل ذلك وفق سرد رائق وحكايات مفعمة بالحميمية والحنين والحب..

اللوحة هي بمثابة حكاية من حكايات الجدة وهنا نلمس هذه البراعة في ملاءمة التشكيل مع ما هو أدبي ثقافي سيولوجي.. الحكاية في اللوحة كمعطى في الحقل الثقافي الاجتماعي وفي راهن متحرك ومغاير... العمل التشكيلي للرسام عز الدين البراري برز فيه وفاؤه لنهجه الفني..

المعرض الجديد بعنوان "ألوان من تونس" وفيه حوالي 14 لوحة فنية تتمحور حول الأجواء التقليدية التونسية والتراث والعادات والتقاليد والأمكنة ومختلف الأجواء المميزة لها، ومن ذلك لوحة "الصفصاف" ولوحة "عرس بسيدي بوسعيد".