دائرة العزلة تتسع على ناقلات النفط الايرانية

ناقلتان إيرانيتان لشحن البضائع لا تتمكنان من العودة من البرازيل بعد رفض شركة النفط البرازيلية إمدادهما بالوقود التزاما بعقوبات واشنطن.
ناقلتان ايرانيتان اخريان تعرضتا لنفس المشكلة في البرازيل بسبب العقوبات
شركة النفط البرازيلية تخشى ان تفرض واشنطن عقوبات عليها اذا زودت الناقلة الايرانية بالوقود
ايران تسعى إلى أسواق جديدة لبيع إنتاجها من البتروكيماويات للتعويض عن المفقود من مبيعات النفط
العزلة الدولية على الناقلات الايرانية ستزيد من تدهور الوضع الاقتصادي الايراني

ساو باولو - يضيق الخناق شيئا فشيئا على طهران وناقلاتها وتعاملاتها الاقتصادية وذلك بسبب تشديد الولايات المتحدة عقوباتها بعد إصرار المسؤولين على خرق الاتفاق النووي لسنة 2015.

وقد لا تحصل ناقلتان إيرانيتان أخريان لشحن البضائع السائبة على ما يكفي من الوقود للعودة من البرازيل، بعدما وصلتا إليها محملتين باليوريا مع توقعات بأن تعودا محملتين بالذرة، وذلك بسبب رفض شركة النفط البرازيلية المملوكة للدولة (بتروبراس) إمدادهما بالوقود بسبب العقوبات الأميركية.

وتظهر بيانات تتبع السفن أنه كان من المفترض إبحار الناقلتين إم.في ديلروبا وقانغ، الموجودتين حاليا قرب ميناء إمبيتوبا بجنوب البرازيل، في نفس مسار السفينتين الإيرانيتين الأخريين بواند وتمرة اللتين تعرضتا الخميس لمشكلة إعادة التزود بالوقود.

والسفن الأربع مملوكة للحكومة الإيرانية ومدرجة بالعقوبات التي تفرضها الحكومة الأميركية. وترفض شركة بتروليو برازيليرو، أو بتروبراس، بيع الوقود لها، وعزت ذلك للعقوبات. وذكرت الشركة أنها لو باعت الوقود للسفن فقد تتعرض لعقوبات بسبب عملياتها مع الولايات المتحدة.

والسفن الأربع، إضافة إلى السفينة داريابار التي تمكنت من مغادرة البرازيل محملة بالذرة، جزء من مسار تجاري جديد فتحته الحكومة الإيرانية التي تسعى إلى أسواق جديدة لبيع إنتاجها من البتروكيماويات للتعويض عن المفقود من مبيعات النفط.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية اعلنت في حزيران/يونيو فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف أساسا قطاع البتروكيماويات الإيراني ضمن جهود أميركية لقصقصة الأذرع المالية للحرس الثوري وكبح أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وتستهدف العقوبات شركة الخليج الفارسي للصناعات البتروكيماوية لتوفيرها الدعم المالي للذراع الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني وهو وحدة النخبة العسكرية في إيران والتي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي.

واستنفر العالم جهوده لمواجهة محاولات إيران تجاوز العقوبات التي فرضتها واشنطن.

نافلة النفط الايرانية غريس 1
سلطات جبل طارق احتجزت ناقلة ايرانية بتهمة تهريب النفط الى سوريا

وكانت البحرية البريطانية احتجزت ناقلة النفط الايرانية "غريس 1" قبالة ساحل جبل طارق في وقت سابق من يوليو/تموز للاشتباه في انتهاكها العقوبات على سوريا ما دفع القوات الإيرانية باحتجاز ناقلات وسفن بريطانية.

وأرسلت بريطانيا المدمرة "دنكان" لمواجهة التهديدات الإيرانية في الخليج وفي مضيق هرمز وسط تنديد دولي بالتجاوزات التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون.

ويظهر من خلال هاته المعطيات ان إيران تعيش مأزقا حقيقيا وعزلة دولية متنامية ستكون لها تاثيرات اقتصادية مدمرة ستنعكس دون شك على وضعها الداخلي.

وتجمع كل التقارير و المؤشرات على وجود أزمة خانقة بدت ملامحها ظاهرة للعيان مع تضرر القطاعات الحيوية كالقطاع النفطي والقطاع المصرفي والصناعات.

وتطاير شظايا العقوبات لتشمل قطاعات أخرى يعتمد عليها الإيرانيون في معاشهم اليومي كقطاع النسيج والسجاد والتجارة المحلية وسوق العمل.

وفي الفترة الماضية بدا تأثير العقوبات الأميركية واضحا في بازار طهران الذي يضم عشرات المتاجر التي يتزود معظمها بسلع مستوردة وبالتالي يحتاج التجار إلى إتمام معاملاتهم الخارجية بالعملة الصعبة.

وفرضت الحكومة الإيرانية قيودا صارمة على السلع المستوردة في مواجهة شح النقد الأجنبي، ما أثر على كثير من الأنشطة التجارية ودفع تجار بازار طهران للخروج في احتجاجات قمعتها أجهزة النظام.

وإلى جانب حالة التململ في أكبر الأسواق الإيرانية مثل بازار طهران، سلط تدفق العمالة الإيرانية على كردستان العراق (شمال) الضوء على حجم الأزمة المالية في إيران.

وتحاول الحكومة الإيرانية مداراة عجزها عن مواجهة تأثيرات العقوبات الأميركية بالترويج للصمود والوحدة والدعوة للمقاومة في الوقت الذي ظهرت فيه شروخ وانقسامات لعل أبرزها تعالي بعض الأصوات المنادية بإقالة وزير النفط بيغن زنغنة الذي يراهن عليها النظام للخروج من ورطة انخفاض الإيرادات النفطية.