عزمي بشارة يلقي محاضرة في اوسلو

اوسلو
بشارة يريد للمغتربين ان يؤسسوا حوارا مع اوروبا

بدعوة من جمعية أصدقاء فلسطين والجالية الفلسطينية في النرويج ألقى الدكتور عزمي بشارة رئيس التجمع الديمقراطي الوطني في فلسطين التاريخية محاضرة هامة وتاريخية تميزت عن كافة نشاطات الجمعيتين المذكورتين من حيث مضمون الندوة وما جاء فيها من كلام ومن حيث المشاركة والحضور والمكان .. أذ أن الحديث عن سلام اوسلو أخذ الكثير من وقت المتحدث ومن أسئلة الحضور.
وأفتتحت الندوة بكلمة قصيرة ومختصرة رحب فيها نضال حمد رئيس جمعية أصدقاء فلسطين في النرويج بالضيف, ثم رحب أيضا بالحضور العربي والفلسطيني الذي أحتشد لمتابعة أعمال الندوة. ثم ألقى محمد الزبيدي رئيس الجالية الفلسطينية كلمة رحب فيها بأسم الجالية بالدكتور بشارة وحيا مواقفه وكفاحه في سبيل القضية الفلسطينية العادلة.
هذا وقد بدأ الدكتور عزمي بشارة كلامه بتحية الحضور ومنظمي الندوة، نتمنى هكذا لقاءوكنا نود لو أن الوقت لم يكن ضيق لكن وبرغم ضيق الوقت (مدة زيارتنا يومين) وجدنا الوقت للقائكم.
وتحدث الدكتور عزمي قائلا "أنا أعتقد أننا هذه الأيام بحاجة للتركيز على الموضوع الفلسطيني, على اية حال الحالة الفلسطينية هي أنعكاس للحالة العربية وطول عمرها كانت أنعكاس لتلك الحالة العربية ومنذ بداية الحرب وهي كذلك.
الأوضاع التي تمر فيها الآن جماهيرنا في الداخل في فلسطين هي أوضاع مفصلية، نحن في مفترق طرق تماما وكدت أقول لأصدقائي هنا الذين كانوا معي ونحن نتصل بالهاتف على البلد لسماع الأخبار، كدت أقول لهم : فليدخلوا ويخلصونا الأحسن أن يحتلوها من جديد ويريحونا على الأقل تصبح المعركة أسهل بكثير ويصير حتى شرحها دوليا أسهل، بهذا المعنى أنا أقصد أنها مفصلية لأن أقنعة اوسلو تسقط نهائيا, تنتهي وفي نهاية المطاف تتضح طبيعة الصراع وطبيعة الصراع هي صراع بين قوة كولونيالية وبين شعب واقع تحت الأحتلال,هذا هو ما يجري الآن وأنتهت كل فترة الميكياجات وحالة التجميل للأحتلال التي كانت في السبع سنوات الأخيرة للأحتلال، سقطت نهائيا وكشف عن وجهه البشع,يعني كنا بجاجة لفترة شارون حتى يتضح أن المعركة في نهاية الأمر هي مع الأحتلال وهذا ما حاولنا شرحه وقوله هنا للأخوة النرويجيين والمسؤولين الذين ألتقيناهم وكذلك مع الأحزاب الأساسية في البلد التي أجتمعت فيهم اليوم في البرلمان النرويجي ومع كل قياداتهم. الذي كنا نحاول أن نوضع اليد عليه أمس في المحاضرة التي عقدت هنا بنفس المكان وكنا نحاول أن نؤكد عليه بأستمرار أنه لا توجد حالة عنف من الطرفين أو حالة صراع أو (كونفليكت) كما يسمونها هم، أو نزاع بين طرفين ولا توجد هنا قضية وقف أطلاق نار وقضية عنف ولا توجد هنا قضية أرهاب وما يوجد هنا حالة احتلال.
يجب أن تسمى الأمور بمسيماتها بأسمائها أو يجب أن تسمى المسميات بأسمائها لكي نستطيع التحليل، يعني لا نستطيع أن نأتي لواقع مثل الأحتلال في الضفة وغزة خاصة وحالة الآستيطان القائمة وأن نقارب مثل هذا الموضوع بمصطلحات ومفاهيم مثل ارهاب وعنف وغيره,طبعا يكون من غير الممكن فهم الصورة على الأطلاق وأصلا أنا أشك بفاعلية مثل هذه المفاهيم في حالات أخرى أيضا, يعني تقسيم العالم لأرهابيين ومكافحين للأرهاب هو تقسيم غير دقيق للعالم, على الأقل هذا التقدير غير دقيق,العالم لا ينقسم الى ارهابيين ومكافحين للأرهاب, هذه ليست هي الطريقة التي يفهم بها العالم ولا العالم ينقسم ألى ثقافات ولا حضارات, هناك تقسيمات أخرى بأعتقادي تعطينا أدوات أحدث وأكثر دقة لفهم العالم ولفهم حركة التاريخ ولكن في حالة فلسطين تحديدا مجرد القول أنه عنف من الطرفين أو أنه يجب وقف أطلاق النار, مجرد الحديث بهذا الشكل في حالة مثل حالة الشعب الفلسطيني, أستخدام مفاهيم مثل وقف العنف من الطرفين وأنا أتحدث معكم تحت أنطبعات أحاديثي مع ساسة غربيين أن كان احزاب أو غير أحزاب التعامل مع الموضوع الفلسطيني بهذه المفاهيم هو ليس مجرد خطأ هذا أيديولوجية يعني مقصودة يعني محاولة لتعمية الناس,هذا الواقع مجرد القول ألى حالة عنف من الطرفين ينقلنا ألى عالم آخر غير العالم الذي نعيشه في الضفة الغربية وقطاع غزة,لأننا نحن لا نعيش حالة نزاع أو حرب بين دولتين مختلفتين على الحدود مثلا لكي نقول هناك مناوشات أو أطلاق نار متبادل وأنه يجب آيقافه.هذه المفاهيم تصلح لوقف نزاعات حدودية بين دول, نحن لا نتحدث عن نزاع حدود بين دول بل نتحدث عن شعب واقع تحت أحتلال ونتحدث عن سلطة أحتلال غاشمة وعدوانية ولديها أهداف أستيطانية أقتلاعية، لذلك مفاهيم مثل عنف من الطرفين تطمس الحقائق. ودخول القيادة الفلسطينية أو أي فلسطيني في مهاترات حول من المسؤول عن أفشال وقف أطلاق النار ومن المسؤول عن العنف، الدخول في مهاترات من هذا النوع ومحاولة أقناع الرأي العام أنه نحن الفلسطينيين حاولنا وقف أطلاق النار وأن الأسرائيليين خرقوا وقف أطلاق الناروهذا يصب الماء على طواحين الدعاية الصهيونية.
أن الحقيقة هي أنه يوجد أطلاق نار من طرفين ويوجد عنف من طرفين وأن المسألة التي يجب أن يتفق عليها العالم أنه مدى أحترام كل طرف لألتزاماته, طبعا هذا منطق اوسلو للأسف الشديد يعني القبول بالأتفاقيات كما تمت وأدخلت الطرف الفلسطيني مضطرا الى ان يخوض النقاش بهذه اللغة, يعني أنت أصبحت من شعب تحت الاحتلال ألى طرف في أتفاقيات يسأل عن مدى أحترامه لهذه الأتفاقيات, أنت صنعت من لا طرف طرف وبالتالي أخذت العبئ الناتج عن تطبيق اللأتفاقيات دون أن تأخذ تحرر وطني وبدون أن تأخذ حق تقرير المصير وبدون أن تأخذ دولة فنتج واقع من هذا النوع الذي هو واقع مشوه ألى حد بعيد لذلك أيضا نجد أنه يوجد سوء فهم ويزداد بأستمرارعلى الساحة الدولية، الواقع الفلسطيني، نحن نريد أن نتصرف كأننا دولة قبل أن تكون لنا دولة ولذلك العالم يحاسبنا وكأننا دولة ونحن لسنا دولة يعني نريد أن نتصرف كدولة قبل أن نصبح دولة. هناك حاجة للتأكيد للأخوان هنا وفي كل دول العالم خاصة التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع اسرائيل, الموضوع أحتلال وليس عنف وأرهاب, الأحتلال حالة من العنف والعدوان وغير عادلة, أذا أتفقنا على أن هذا حالة شر, بدون هذا لا مكان للحوار, اذا لم نتفق على هذا المبدأ, بعد 11 أيلول هناك محاولة أسرائيلية لتثبيت حالة من الضباب تصب في مصلحة أسرائيل التي بعد 11 أيلول دخلت في أحتفالات، أقصد أحتفالات نفسية وحضارية، هو المقصود أن العالم أنقسم مع الأرهاب وضد الارهاب, العالم مقسوم لمكافح للأرهاب ولأرهابيين والسعي جاري حثيثا وبأستمرار لوضع الفلسطينيين في خانة الأرهاب. ما يجري الآن خطير للغاية وما جاء به سولانا وطريقة التعامل خطير، هذا كلام غير مقبول بسهولة ومرفوض تماما, ياسر عرفات ليس لحد ولن يكون ومرفوض أن يكون بوليس لاسرائيل.
الصورة طمست في السنوات السبعة الأخيرة، الشاب من حماس أو فتح والشعبية .. ألخ يموتوا في سيارة واحدة تقصفها اسرائيل وهؤلاء أولاد نفس المخيم. الشعوب تدخل في حرب أهلية بعد أن يصير عندها دولة, عندنا نقاش أخوي وسياسي على أفضل الأساليب للوصول الى أفضل الأهداف. كلام سولانا لعرفات : عليك أن تحل حماس والجهاد وكذلك المبعوث الدولي لارسين عن الشروط التي يجب أن ينفذها, هذا كلام مرفوض لأن الصورة ليست طرفين متوازيين وليس عنف بين الطرفين ولا أرهاب، شعب يناضل ضد الأحتلال بالمجمل. الأحتلال ليس فقط لم يتوقف منذ اوسلو بل كثف القصف وبناء المستوطنات وكل القوانين الدولية تكفل حقنا وعل العالم أن يميز بين الأرهاب والنضال الكفاح ومقاومة الأحتلال أنا ضد أستهداف المدنيين لكن مقاومة الأحتلال هي مقاومة الأرهاب. دعونا نعرف الأرهاب، ما هو الأرهاب؟
الأرهاب هو عمليات ضد المدنيين لدوافع سياسية وأمنية.. لا يستطيع أحتلال أن يبقى ويصمد دون قمع أرادة المدنيين.. الأحتلال هو أستخدام منهجي للعنف ضد المدنيين ومقاومته هو مقاومة للأرهاب. نحن علينا خوض صراع طويل مع الذي يقول العكس حتى لو كانت أمريكا ونستطيع أن نقنع في هذا المجال.
المعركة الجارية حاليا الى أين؟
لكي نكون واضحين لكيفية فهم الصورة، أعتقد أن الأوضاع ستتدهور في الأيام القادمة أكثر, لا أريد أن أبدأ في نقاش تاريخي لأنكم تعرفون ذلك.. المحطة التي نتحدث عنها حاليا هي ما بعد مؤتمر كمب ديفيد وأتهام الفلسطينيين برفض مقترحات ايهود باراك للسلام, هذه الحالة التي حاولوا فيها تصوير الفلسطينيين وكأنهم رفضوا برنامج السلام وتحويل الصراع على المستوى الداخلي كأنها حرب وجود وأجبارية لليهود, عام 1982 الرأي العام كان جاهزا لتضخيم كل خسارة هناك.. الحرب الحالية حرب وجود لأن الفلسطينيين رفضوا كمب ديفيد.. أعتبرت وعرفت أن كمب ديفيد فخ للفلسطينيين وقلت ذلك للرئيس عرفات, كان واضح لي أن الرئيس عرفات مجرور جر لكمب ديفيد وأنه كان عارف أن هناك أتفاق أمريكي أسرائيلي وكان سييحصل معه ما حدث مع الرئيس حافظ الأسد في جنيف, أذا رفض يعني هو ضد السلام. المشكلة كأنها حرب بين طرفين ونبحث في السلام، لو كنا مثل باقي شعوب العالم الثالث لكنا ناضلنا من أجل السلام, هذه عملية أزالة الأستعمار وليس مفاوضات سلام. الحقيقة ما تم طرحه في اوروبا كأن الفلسطينيين ضيعوا فرصة تاريخية غير صحيح وبعض العرب بالوشوشة كان يقولوا : أقبلوا كمب ديفيد .. حتى العاجز والمحبط: لو وافقتوا على كمب ديفيد. ما طرح في كمب ديفيد مجرد كلام على ورق لم يقله باراك بل كلينتون قاله ورفض باراك قوله لأنه أذا رفض من الفلسطينيين يكون هو باراك غير متحمل لموقف.. باراك ألتزم الصمت، فقط كلينتون تحدث، قال الكلام, كل الكلام عن 90% كلام كاذب بأكثر المقاييس تفاؤلا 80% مع ما سيبقى لهم وبلا حل لقضية اللاجئين ورفض موضوع التعويضات ولا نقول حق العودة وفي موضوع المستوطنات من ستبقى ومن لا ؟؟ أسرائيل مصرة على بقاء المستوطنات لا تراجع في موضوع القدس, اللاجئين والمستوطنات حتى لا نقع في فخ كمب ديفيد لا يوجد في كمب ديفيد ما هو للشرح لم يكن شيئ، باراك بعقلية الجنرال وكان قائد عمليات الوحدة الخاصة ويعتقد أن السياسة عمليات خاصة كأغتيال الناس, بهذه العقلية المغرورة ضرب حزب العمل والسلام.. هذه هي الشروط أذا رفض عرفات يعني لا يوجد شريك للسلام, أقتنع الناس في اسرائيل وصوتوا لشارون ونشر الوهم القائل بأن الفلسطينيين هم الذين رفضوا السلام.
هذه الأنتفاضة نوع مختلف عن الأنتفاضة الماضية, الأنتفاضة الآولى كنت كل المدة موجود في رام ألله والقدس وبير زيت، كانت أنتفاضة عفوية والفصائل في م. ت.ف حولتها لحالة سياسية وأخذت شكل آخر, هذه الأنتفاضة أنتفاضة سياسية, كان أسهل للغرب التعاطف أما الأنتفاضة الحالية حالة نابعة من وضع سياسي، ما هو : بعد كمب ديفيد الفخ جرت محاولات اسرائيلية امريكية لأقامة تحالف دولي واسع للضغط على الفلسطينيين لقبول كمب ديفيد وما تم بعده. القيادة التي كانت مقبولة اوروبيا وروسيا وعربيا بدأ يتبين أن الدور الآوروبي ليس بالضبط مؤيد للقضية الفلسطينية لكنه يمارس ضغط على الفلسطينيين والدور الاوروبي هو دور موظف عند أمريكا, أذهب، أقبل أقتراحات باراك, ضغط مخطط أو غير مخطط هذا رفض للضغط الدولي, الأنتفاضة أنطلقت من حالة سياسية كوظيفة سياسية وتقول يا قيادة فلسطينية أصمدي ولا تقبلي الأستسلام، الناس لما رجع عرفات بدون تنازل أستقبلوه وكأنه صلاح الدين لأنه رفض التنازل عن القدس .. كيف لو أنه كان محررها؟
الأنتفاضة لها مغزى وصلابة ودور سياسي, لأول مرة تطلق يد اسرائيل بهذا الشكل لأنه لا يوجد أتفاق مع العالم على ذلك، اوروبا, لذلك أيضا أنت في حالة حرب مع دولة، السلطة لا سيادة لها وهي تدخل ضمن سيادتك.
أكتسبت قوات الأحتلال شرعية لم تكن متوفرة لها بسبب الأنتفاضة, مستوى القمع أعنف بكثير منه في السابق ويزداد عنف, اسرائيل تتعامل مع السلطة وكأنها نظام طالبان.الهدف من أستخدام المصطلحات بهدف سياسي, نريد أن نوضح بعض الأمور حتى تكون الصورة واضحة، شارون لا يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين ولا مع العرب، هو من مدرسة شامير التي ترى حالة الحرب مع العرب حالة تكاد تكون أبدية واسرائيل ليس لها سوى الأعتماد على القوة الذاتية, ممكن فتح سلام بارد اسرائيل فيه أقوى من أن ينتصر عليها العرب.. أتمنى أن القيادة الفلسطينية تكون فاهمة الموضوع، ليس أذا كان عرفات شريك سلام بل أذا كان شارون شريك سلام؟ لا تصور سلام عند شارون أذا وافقت السلطة على شروط شارون ولا سمح الله فعلت الذي يريده شارون ماذا بعد؟ هو يقول يريد هدنة وقف أطلاق نار لفترة طويلة من الزمن تتضمن دولة على 40% ومحاولة بعض العرب أقناع عرفات بالقبول ستخسر عرفات الشارع الفلسطيني, شارون يعتمد بألأساس التفوق في سياسته : لماذا شارون يستخدم القوة والبطش ضد الأنتفاضة، هو يريد أستسلام الأنتفاضة.. أستخدام العنف الاسرائيلي ضد الانتفاضة لقمعها هو أنهاك للسلطة, اذا رفضت السلطة الخضوع للحل هو سيطور دينامية هدمها, شارون يريد حالة تخدم ما هو يفضله وهويفضل خضوع السلطة لشروطه وهو اذا كان لفترة طويلة يستطيع تجنب الخوض في موضوع المفاوضات لأنه لا مشروع لديه.. هدنة 1949 اسرائيل خرقتها, شارون لا زال في عقلية الجنرال وفصل القوات على غرار كمب ديفيد, يرفض أي شيئ آخر لأنه يرى في العرب أنهم غير ناضجين للسلام, هكذا يفكر جنرالات من نوع شارون وهذا يقود الى أستنتاج أن المعركة طويلة وهذا مهم فهمه لأنه يحدد :
الجماهير تريد صلابة, عندها الأنتفاضة المجيدة التي أنطلقت بها, تحميل الأنتفاضة كل الهم الفلسطيني، الذي يفكر هكذا ويعتبر أن الحل قريب هذا خطأ والذي يفكر هكذا مخطأ, حالة تحميل الجماهير ما لا تتحمل تقود للتيئيس.. الذي يسب كثيرا على اسرائيل والعرب ويقول أنه يساري وثوري ووطني في النهاية بصير يحب اسرائيل بحجة أن الوضع العربي سيئ، صحيح العرب سيئين لكنهم لم يعملوا نكبة فلسطين بل اسرائيل هي التي عملت النكبة والشعوب العربية هي ضحية أنظمتها نفسها.
الشعب الفلسطيني لا يوجد خلف المنعطف لآيجاد الحل بعد عبوره, من هو شارون : أمامنا وبش جلف يعتقد أن الحرب لم تنتهي مع العرب من سنة 1948، جيل الجنرالات وأرض اسرائيل الكاملة، مثلا رابين أقتنع بالتسوية وقال ممكن السلام مع العرب دون السيف.. أمامنا شارون وبوش صاحب السياسة الخارجية الخرقاء والوضع الاوروبي كما نراه الآن، لا حل دائم للقضية، آيقاع النضال يجب أن يكون متوازنا، يجب أن لا نقع في حالة أستشهادية كاملة بهدف الأستشهاد وليس الأنتصار, يا ليت أن يكون أجماع ووفاق وأتفاق وطني فلسطيني على عدم قبول حلول غير عادلة، حل دائم يعني غير مرحلي ويعني دائم. بدون تشكيك علينا أن نتفق على أستراتيجية واحدة في النضال ضد الأحتلال وليس بثلاثة او أربع أستراتيجيات, حتى الأرادة الموحدة للجماهير تكون موحدة وهذا بحاجة لصبر وأرادة. هذا النوع من العمليات(يقصد الأستشهادية) أذا تم أقناعنا بأنه يؤدي ألى حل, هذا هو الأمر الأساسي يجب توفير وضوح رؤية، لا يوجد استراتيجية ورؤية واضحة, بهذا الوضع الجماهيري العالي، أنت تقصف بظروف صعبة، هذا الشعب البطل يستحق وضوح رؤية واستراتيجية تحميه وتستثمر تضحياته ونضاله, نحن مدينين للشعب بوضوح رؤية.
انا أعتقد ان الأخوة العرب في المهجر في اوروبا بأمكانهم أن يقدموا في جانب الحوار مع اوروبا. نريد أن نقول: أهم شيء هو الحفاظ على الهوية القومية والثقافية وتوسيع المدارك والتقديم السياسي عبر الحوار مع الاوروبيين كل من موقعه, كذلك محاولة تعرية المصطلحات التي نشرتها الصهيونية, هذه مهمة أساسية لأنه كلما توسع فك القيود عن شارون كلما زاد بطشه. في هكذا ظروف هنا يمكن التأثير على خطاب اوروبا بخطاب يفهموه، يجب أن تؤثر بخطابك, استخدام خطاب بالمفهوم الدولي والكوني الذي يوحد كل العالم. يجب أن تتكلم مع الناس بعقلية مفهومة, نحن نتكلم مع ناس لهم خلفية سياسية فأذا توفرت الطاقة لا تستهينوا بأهمية هذا الدعم ولا نعني المالي للشعب الفلسطيني, يجب أن يكون الدعم مبني على فهم سياسي لعدالة قضيتنا، هذا اذا تأسس عليه بناء سيخدم القضية بالأساس.