عشاق آيفون يحبسون أنفاسهم في انتظار الجهاز الأذكى من آبل
واشنطن – يحبس ملايين من عشاق ايفون الاثنين أنفاسهم في انتظار اماطة ابل اللثام عن الجيل 16 من هاتفها الرائد والذي ينتظر ان يكون مدججا بميزات الذكاء الاصطناعي.
والفعالية المقامة بمقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا ستكشف خلالها ابل عن سلسلة جديدة من هواتف آيفون وعن تحديثات لأجهزة وتطبيقات أخرى.
والسبت ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن المعالج إيه18 الذي من المقرر أن يكون في أحدث هواتف آيفون، صنع باستخدام تصميم شريحة “في9″، وهو أحدث تصميم لشركة آرم التابعة لسوفت بنك.
كانت أبل قد وقعت اتفاقا مع آرم في سبتمبر/أيلول من العام 2023 "يمتد إلى ما بعد 2040"، وهو ما يمثل دفعة لقطاع تكنولوجيا الرقائق لدى آرم.
وقالت آرم في يوليو/تموز إن شريحتها “في9” تدر 50 بالمئة من العوائد المرتبطة بالهواتف الذكية.
دفعة لقطاع تكنولوجيا الرقائق لدى آرم
وآرم صاحبة الملكية الفكرية لمعمارية حاسوبية مستخدمة في أغلب الهواتف الذكية في العالم والتي ترخصها لأبل ولشركات كثيرة غيرها.
وتستخدم أبل تكنولوجيا آرم في عملية تصميم رقائق أجهزتها آيفون وآيباد وماك.
وتستعد العملاقة الأميركية لإعادة صياغة نفسها كشركة تركز على الذكاء الاصطناعي.
وفي بداية حزيران/يونيو، بعد عام ونصف عام من إطلاق شركة "أوبن إيه آي" الناشئة لموجة الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال برنامج "تشات جي بي تي"، كشفت آبل عن نظام "آبل إنتلجنس" Apple Intelligence الذي يتيح دمج التكنولوجيا الجديدة في أجهزتها.
وبحسب الشركة، سيكون الذكاء الاصطناعي الخاص بها قادرا على اقتراح ردود على رسائل البريد الإلكتروني وإنشاء الصور. وسيتمكن المستخدمون أيضا من طرح أسئلة أكثر تعقيدا على المساعد الصوتي "سيري"، على سبيل المثال للعثور على صورة في ألبوماتهم من خلال وصفها شفهيا.
وتشمل هذه الميزات "سيري" الأكثر ذكاءً، وتوليد الرموز التعبيرية المخصصة وقدرات تحرير الصور باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بالإضافة إلى شراكة تمنح المستخدمين إمكانية الوصول المجاني إلى شات جي بي تي من أوبن إيه آي والبنية الأساسية الجديدة "Private Cloud Compute" التي تهدف إلى تأمين بيانات المستخدم إذا تركت هواتفهم للاستفادة من نماذج "أبل"، وفق صحيفة "فاينانشال تايمز".
لكن متطلبات الكمبيوتر المتزايدة التي تأتي من تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على جهاز بحجم الجيب تجعل التقدم في تكنولوجيا الرقائق أمرًا ضروريًا. لا يمكن لـ Apple Intelligence العمل إلا على أجهزة ’يفون 15 برو، وبرو ماكس الأكثر تقدمًا التي تحتوي على شريحة A17 Pro، والتي تستخدم الجيل السابق من بنية آرم V8.
وتقدم غوغل وميتا (فيسبوك وإنستغرام) ومايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في أوبن إيه آي)، منذ أشهر أدوات تتيح إنتاج محتوى عالي الجودة بناءً على استعلامات بسيطة باللغة اليومية.
سيتمكن مستخدمو آبل من الإفادة من ميزات جديدة هذا الخريف، ولكن سيتعين عليهم الانتظار حتى عام 2025 لاستخدام ميزات أخرى. وسيتطلب بعضها بلا شك اشتراكا مدفوعا.
وأشار غاديو سيفيلا إلى أن "آبل ستوضح بالتأكيد أن أحدث الأجهزة فقط هي التي ستكون قادرة على الاستفادة الكاملة من ميزات +آبل انتلجنس+".
وأضاف "لهذه الاستراتيجية هدف مزدوج: نشر النظام الجديد بشكل أبطأ (...) يما يسهّل إدارته على نطاق واسع، كما أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الجديد سيشجع على شراء أحدث النماذج".
بالنسبة للمحلل في شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" دان آيفز، فإن رغبة محبي شركة آبل "في الحصول على هاتف +آي فون 16+ ستدفع باتجاه نهضة منتظرة بشدة في كوبرتينو (مقر المجموعة) خلال العام المقبل".
ويراهن المحلل أيضا على التعافي في الصين، وهي سوق استراتيجية لشركة آبل. فقد انخفضت إيرادات المجموعة في هذا البلد بنسبة 6,5% خلال الربع الذي شهدته الشركة خلال الربيع الفائت.
ومن المتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي المصنوعة من كل الشركات مجتمعة، بنسبة 344% هذا العام في جميع أنحاء العالم بحسب شركة "آي دي سي"، لتمثل ما نسبته 18% من إجمالي السوق بحلول نهاية عام 2024.
"حياة جديدة"
مع ذلك، يعرب بعض المراقبين عن شكوكهم حول قدرة آبل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويقول المحلل في شركة "فوريستر" ديبانجان تشاترجي إنه في حال "لاحظ عملاء أبل بعض الاختلافات الطفيفة" بين الطراز الجديد والطرازات السابقة، "فلن يكونوا في عجلة من أمرهم" لشراء النوع الجديد.
وفي وقت تروج الشركات المنافسة لخدمات المساعدة المزودة تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتركز الاهتمام خلال مؤتمر الاثنين، الذي يحمل عنوان "حان وقت التألق"، على تحديث سيري.
ويأمل ديبانجان تشاترجي أن تبث "آبل حياة جديدة في مساعدها الصوتي الذي أظهرت ثغرات في الاستخدام حتى الآن".
ويُفترض أن تصبح خدمات المساعدة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل جيميناي من غوغل، أو ميتا إيه آي، أو كوبايلوت من مايكروسوفت، تدريجيا ما يشبه المساعد الشخصي للمستخدمين، مع توافر مستمر وسعة اطلاع كبيرة تبعا لقدرة النفاذ إلى الملفات الخاصة بالمستخدمين كالرسائل والجداول الزمنية والصور.
ويعتقد الخبراء أن شركة آبل ستؤكد على أمن البيانات وسريتها في "آبل إنتلجنس"، خصوصا وأن النظام الجديد يعتمد جزئيا على شراكة مع شركة خارجية هي "أوبن إيه آي".
ومع ذلك، لن تكون هواتف آي فون بنسختها المقبلة ونظام الذكاء الاصطناعي الجديد متاحة للجميع.
ففي الاتحاد الأوروبي، أرجأت المجموعة إطلاق خدمات "آبل إنتلجنس" إلى أجل غير مسمى، بسبب "شكوك تنظيمية" مرتبطة بالقوانين الجديدة للأسواق الرقمية.
كما أن أسعار الهواتف الجديدة ستكون باهظة.
فقد ، أطلقت آبل العام الماضي هواتف "آي فون 15"، النموذج الأساسي للمجموعة، بالسعر نفسه للـ"آي فون 14" (يبدأ من 800 دولار)، في حين أن أغلى طراز احترافي،"آي فون 15 برو ماكس" (iPhone 15 Pro Max)، يكلف ما لا يقل عن 1200 دولار.
وسيراقب المستثمرون إطلاق الجهاز الجديد عن كثب للحصول على أي تفاصيل أخرى قد تقدمها أبل حول موعد وصول الميزات إلى المستهلكين. أشارت الشركة إلى أنها ستستخدم نهجًا متدرجًا، حيث ستقدم بعض الميزات أولاً ثم تضيف لغات ومناطق أخرى لاحقًا.
يجري حاليًا اختبار تجريبي للمطورين لنظام التشغيل iOS 18.1، وهو التحديث لنظام التشغيل iOS 18 الذي سيجلب ذكاء أبل إلى آيفون.
وتعوّل المجموعة العملاقة التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، بقوة على هذه الأجهزة الجديدة، في حين أن منافستَيها، الأميركية غوغل، وخصوصا الكورية الجنوبية سامسونغ الرائدة عالميا في مجال الهواتف الذكية، أطلقتا بالفعل هواتف محمولة مزودة تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتحتاج آبل إلى تزويد منتجاتها بمزايا جديدة لدعم مبيعات هواتفها في ظل تراجع نسبي في الزخم. ففي الفترة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو، انخفضت مبيعات آي فون بنسبة 1% على أساس سنوي إلى 39 مليار دولار.
وأكد المحلل في شركة "إي ماركتر" Emarketer غاديو سيفيلا أن "أجهزة آي فون الجديدة هذه مهمة للغاية، إذ إن هذه الفئة من المنتجات هي الأكثر ربحية لشركة آبل والعنصر الأساسي في عالمها الآخذ في التوسع من الخدمات والاشتراكات، ثاني أكثر أنشطة الشركة ربحية".