عفو رئاسي في سوريا بعناوين انتخابية

مرسوم العفو الرئاسي يأتي قبل فترة من الانتخابات الرئاسية ويتضمن استثناءات عدة بينها جرائم تهريب الأسلحة والخيانة والتجسس والتعامل مع العدو وجرائم الحرائق وجرائم الإرهاب التي تسببت بالوفاة.
المرسوم لا يشمل كل منتسب لجماعة الإخوان
المرسوم الرئاسي تضمن العفو عن جرائم متعلقة بقانون الإرهاب الصادر في 2012
المرسوم يخفض عقوبة الإعدام إلى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة في بعض القضايا

دمشق - أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد مرسوم عفو عام جديدا عن مرتكبي جرائم ومخالفات تشمل التآمر لارتكاب "عمل إرهابي" و"النيل من هيبة الدولة" والتعامل بغير الليرة السورية، لكنه يتضمن أيضا استثناءات كثيرة.

ويأتي قرار العفو الرئاسي بينما يستعد الأسد الذي يحكم سوريا منذ العام 2000 إلى خوض غمار الانتخابات الرئاسية وهي الانتخابات التي رفضتها الدول الغربية وشككت في شرعيتها كونه من غير الممكن إجراء انتخابات يغيب فيها أكثر من نصف الشعب عن التصويت، في إشارة  ملايين النازحين في الداخل واللاجئين في دول الجوار أو دول أوروبية.

وسبق للأسد أن أصدر عدة مراسيم عفو منذ بدء النزاع كان أكثرها شمولا الذي صدر في يونيو/حزيران 2014 عقب إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثالثة وتضمن جرائم متعلقة بقانون الإرهاب وآخر في العام 2019 استثنى من "حمل السلاح في صفوف العدو".

ويأتي المرسوم الجديد قبل أسابيع قليلة من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 مايو/ايار، في استحقاق تبدو نتائجه محسومة سلفا لصالح الأسد.

وأعلن حساب الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأسد أصدر "المرسوم التشريعي رقم 13 للعام 2021 الذي يقضي بمنح عفو عام عن مرتكبي الجنح والمخالفات والجنايات الواقعة قبل تاريخ 2/5/2021".

ويشمل مرسوم العفو الذي نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نسخة منه، كامل العقوبة عن جرائم مثل "النيل من هيبة الدولة"، أو الفرار من الخدمة العسكرية "الداخلي والخارجي" شرط أن يسلم الهارب نفسه خلال ثلاثة إلى ستة أشهر.

وتضمن العفو جرائم متعلقة بقانون الإرهاب الصادر في العام 2012، وبينها "المؤامرة" لارتكاب عمل "إرهابي". كما يشمل العفو "جرائم التعامل بغير الليرة السورية شريطة تسديد الغرامات المترتبة لمصرف سوريا المركزي".

وخفّض المرسوم عقوبة الإعدام إلى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة على جرائم معينة. ونص على العفو عن أي مصاب "بمرض عضال غير قابل للشفاء يجعله بحاجة إلى معونة غيره" أو الذي بلغ السبعين من العمر.

وتضمن المرسوم استثناءات عدة بينها "جرائم تهريب الأسلحة والخيانة والتجسس والتعامل مع العدو وجرائم الحرائق وجرائم الإرهاب التي تسببت بالوفاة".

كما لا يشمل المرسوم، القانون الذين يجرم كل منتسب لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن القانون الذي يمنع التعامل مع إسرائيل.

إلا أن الرئاسة اعتبرت أن المرسوم يشمل "أوسع شريحة من المحكومين والموقوفين وأوسع طيف من الجرائم"، كما "يمنح فرصة أطول للفارين والمطلوبين ليقوموا بتسليم أنفسهم".

وبالإضافة إلى مرسومي العامين 2014 و2019، أصدر الأسد مرات عدة مراسيم عفو أقل شمولا كان آخرها في مارس/اذار الماضي بحق "جرائم .. بقصد التملص من الالتحاق" بالخدمة العسكرية.