عقاب أوروبي لأردوغان يمنع تصدير الأسلحة إلى تركيا

قائمة الدول الأوروبية التي علقت بيع عتاد حربي لتركيا يمكن أن تستخدمه في عدوانها على أكراد سوريا، تتسع لتشمل بعد هولندا والسويد كلا من ألمانيا وفرنسا وقد تصل العقوبات إلى تعليق عضوية أنقرة في الناتو.

العدوان التركي على سوريا يسمم العلاقات التركية الأوروبية
تحرك أوروبي لكبح التهور التركي في سوريا
عناد أردوغان يضع تركيا على حافة الهاوية
أوروبا تدرس فرض عقوبات اقتصادية على تركيا
واشنطن تخطط لفرض حزمة عقوبات مالية تشلّ الاقتصاد التركي

باريس/برلين - اتسعت اليوم السبت قائمة الدول الأوروبية التي أعلنت تعليق بيع الأسلحة والمعدات لتركيا على خلفية عدوانها على شمال سوريا وغزوها للمنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد، لتشمل بعد هولندا كل من ألمانيا وفرنسا، في قرار ينذر بحزمة عقوبات أوروبية أشدّ تشمل تعليق عضوية أنقرة في حلف شمال الأطلسي.

وكان البرلمان السويدي قد تقدم الجمعة أيضا باقتراح يطالب بتعليق الحكومة بيع أسلحة لتركيا بسبب عمليتها العسكرية ضدّ أكراد سوريا.

وأعلنت وزارتا الخارجية والجيوش الفرنسيتان السبت أن "فرنسا قررت تعليق أي مشروع لتصدير معدات حربية إلى تركيا يمكن استخدامها في إطار الهجوم في سوريا".

وأوضحت الوزارتان في بيان أن "مفعول هذا القرار فوري"، لافتتين إلى أن "مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذي يجتمع في 14 أكتوبر/(شرين الأول) في لوكسمبورغ سيكون مناسبة لتنسيق مقاربة أوروبية في هذا الصدد".

وأضاف البيان أن "فرنسا تكرر إدانتها الشديدة للهجوم أحادي الجانب الذي تشنه تركيا في شمال شرق سوريا"، ملاحظا أنه "يهدد الجهود الأمنية والهادفة إلى إرساء الاستقرار التي يبذلها التحالف ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ويؤدي إلى تداعيات إنسانية مهمة، ما يعني أنه يلحق ضررا بأمن الأوروبيين".

وخلص البيان إلى أنّ "فرنسا تطلب عقد اجتماع سريع للتحالف ضد داعش لمناقشة استمرار جهود التحالف في هذه الظروف". وسبق أن أعلنت الحكومتان الهولندية والألمانية تعليق تصدير الأسلحة إلى أنقرة.

وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أيضا أن بلاده ستوقف تسليم تركيا أسلحة "يمكن أن تستخدم في شمال شرق سوريا" ضد المقاتلين الأكراد، وفق ما نقلت صحيفة 'بيلد' في عددها الذي يصدر غدا الأحد.

نبع السلام التركية ترسم بالدم والمآسي التمدد التركي في سوريا
نبع السلام التركية ترسم بالدم والمآسي التمدد التركي في سوريا

وقال بدون أن يحدد نوع هذه الأسلحة أو كلفتها "إنه مع استمرار الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا، لن تصدر الحكومة أي ترخيص جديد لبيع معدات عسكرية يمكن أن تستخدمها تركيا في سوريا".

وبلغت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية عام 2018 إلى تركيا 242.8 مليون يورو، ما يساوي ثلث القيمة الإجمالية لصادرات الأسلحة الألمانية (770.8 مليون يورو).

ووصلت قيمة مبيعات الأسلحة الألمانية لتركيا إلى 184.1 مليون يورو في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019. وتركيا هي أكبر مشترٍ للأسلحة الألمانية داخل حلف شمال الأطلسي.

ونددت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بشدة بالعملية التركية ضد القوات الكردية في سوريا، والتي يرى الأوروبيون أنها يمكن أن تزعزع بشكل إضافي استقرار المنطقة وتتسبب بعودة تنظيم الدولة الإسلامية. ويعيش في ألمانيا نحو 2.5 مليون شخص من أصول تركية.

وتعد ألمانيا إحدى أبرز الدول المصدرة للأسلحة في العالم إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.

وتطرق أبواب تركيا المستمرة في عدوانها على شمال شرق سوريا، عقوبات من دول أخرى قد تشمل حظر دخول الأسلحة إليها وتعليق مشاركتها بحلف شمال الأطلسي، فضلا عن عقوبات اقتصادية جديدة.

وكان برلمان السويد قد قرر الجمعة الماضي أن تمارس البلاد ضغوطا خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل كي يفرض التكتل حظرا على تصدير الأسلحة لتركيا.

وأدانت وزيرة الخارجية آن لينده الخميس الماضي العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، مضيفة على تويتر أن العملية التركية "تنتهك القانون الدولي وتزعزع الوضع وتخاطر بعواقب إنسانية كبيرة خاصة بالنسبة للأكراد. يتعين على مجلس الأمن أن يبحث القضية".

الناتو لم يخف قلقه من العملية العسكرية التركية في سوريا
دول أوروبية لا تستبعد دراسة تعليق عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)

وفي ذات السياق قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالين إن مسالة فرض عقوبات أوروبية على تركيا إثر تدخلها في شمال سوريا "ستبحث في القمة الأوروبية الأسبوع القادم".

وردت المسؤولة على سؤال عن احتمال فرض عقوبات أوروبية على تركيا بقولها "بديهي أن هذا مطروح للبحث في القمة الأوروبية الأسبوع المقبل"، مضيفة أنه "سيُناقش خلال اجتماع المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل".

ويستهدف الهجوم العسكري التركي الذي بدأ الأربعاء وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغرب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تركيا تعتبر الوحدات "مجموعة إرهابية".

وقالت الوزيرة الفرنسية "يمكنكم أن تتخيلوا أننا لن نقف متفرجين أمام وضع لا يشكل صدمة فقط للمدنيين الذين يتعرضون لهذا الأمر، الصادم كذلك لقوات سوريا الديمقراطية التي رافقت على مدى خمس سنوات أنشطة التحالف، لكنه مروِّع بشكل خاص بالنسبة لاستقرار المنطقة"، مضيفة "الإدانة صارمة لكنها لا تقتصر على الإدانة الشفهية. سنتحرك".

وردا على سؤال إن كان يجب تعليق مشاركة تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما اقترح الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، أجابت أميلي مونشالين دون توضيح "كل هذه المناقشات ستجري على المستوى الأوروبي. لا شيء في أيامنا يبقى مغلقاً، لأن كل شيء يطرح للبحث".

بدوره أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن "مخاوف جدّية" الجمعة بشأن العملية العسكرية التركية ضد الفصائل الكردية في سوريا، داعيًا أنقرة إلى "ضبط النفس".

وقال ستولتنبرغ للصحافيين في اسطنبول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو "أعربت عن مخاوفي الجدّية بشأن هذه العملية الجارية وخطر تسببها بزعزعة الاستقرار بشكل إضافي في المنطقة"، مضيفًا أنه "بينما لدى تركيا مخاوف أمنية جدّية، نتوقع منها التحلي بضبط النفس".