عقار لعلاج ضغط الدم ينتفض على الأمراض العصبية

عقار 'فيلوديبين' يمنع تراكم البروتينات السامة في الدماغ ويساهم في محاربة الشلل الرعاش والخرف والزهايمر.

لندن - أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن عقارا يستخدم على نطاق واسع لعلاج ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون علاجا واعدا للأمراض التنكسية العصبية، مثل باركنسون أو الشلل الرعاش، والخرفوالزهايمر. 
الدراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (NatureCommunications) العلمية. 
وأجرى الفريق دراسته لكشف التأثيرات العلاجية لعقار "فيلوديبين" (Felodipine)، وهو دواء يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم المرتفع. 
وراقب الباحثون تأثير هذا العقار على الفئران المصابة بالأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون، و"هنتنغتون"، وبعض أشكال الخرف. 
وأشار الفريق إلى أن السمات الشائعة للأمراض التنكسية العصبية، هي تراكم البروتينات السامة التي يمكن أن تسبب أضرارا بالغة للخلايا العصبية في الدماغ. 
وفي الأفراد الأصحاء، يستخدم الجسم لمنع تراكم هذه المواد السامة، آلية تعرف باسم "الالتهام الذاتي"، أما المصابون بالأمراض التنكسية العصبية فإن هذه الآلية ضعيفة وغير قادرة على منع تراكم البروتينات في الدماغ. 
وأظهرت الدراسة، أن عقار "فيلوديبين" حث آلية الالتهام الذاتي لدى الفئران المصابة بالأمراض التنكسية العصبية، على منع تراكم البروتينات السامة في الدماغ. 
وداء "هنتنغتون"، مرض وراثي يسبب تدهورا في الخلايا العصبية بمناطق معينة في الدماغ، وينتج عن خلل جيني في الكروموسوم رقم 4، وهذا الخلل ناجم عن حدوث تكرار غير طبيعي في جزء من المادة الوراثية "دي إن أي". 
ويسبب المرض إعاقة تزداد سوءا مع مرور الوقت، والمريض عادة ما يموت في غضون 15 إلى 20 عاما من ظهور الأعراض، وتحدث الوفاة في كثير من الأحيان بسبب العدوى، أو الانتحار. 

تأثر العقل بتقدم العمر
تأثر العقل بتقدم العمر

أما باركنسون، فهو أحد الأمراض العصبية التي تصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما، وتؤدي إلى مجموعة من الأعراض أبرزها الرعاش، وبطء في الحركة، إضافة إلى التصلب أو التخشب الذي ينتج عنه فقدان الاتزان والسقوط.
ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.
وقال باحثون إسبان إنهم اكتشفوا لأول مرة أن مرض الزهايمر يشكل خطرا على الأوعية الدموية للجسم، وأن هذه الآثار تظهر بشكل خاص بين الإناث المصابات بالمرض.