عقار مقاوم للايدز يثبت كفاءة في صدّ زيكا

دراسة أميركية تجد ان استهداف 'ريلبيفيرين' لانزيمات يعتمد عليها فيروس الإيدز وزيكا في الانتشار بوسعه السيطرة على تطور الوباء الخطر على صحة الأجنة.
العقار قد يساعد أيضا على كبح فيروسات حمى الضنك والحمى الصفراء وحمى النيل الغربي والتهاب الكبد سي

واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة بأن عقارًا يستخدم على نطاق واسع لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز، نجح في إيقاف عدوى فيروس زيكا.
الدراسة أجراها باحثون بكلية "لويس كاتز" للطب جامعة "تيمبل" الأميركية ونشروا نتائجا في دورية "Molecular Therapy" العلمية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف تأثيرات عقار "ريلبيفيرين" (Rilpivirine) وهو دواء موجود منذ عام 2012 لعلاج عدوى فيروس الإيدز، ومدى إمكانية استخدامه كعقار لعلاج زيكا.
وفي تجارب أجريت على الحيوانات المصابة بفيروس زيكا، وخلايا المختبر، اكتشف الباحثون أن هذا الدواء يوقف انتشار عدوى فيروس زيكا.
وأضاف الفريق أن العقار يعمل عن طريق استهداف الإنزيمات التي يعتمد عليها فيروس الإيدز وزيكا في الانتشار وتوجد تلك الإنزيمات في فيروسات أخرى ذات صلة وثيقة بـ"زيكا"، بما في ذلك الفيروسات التي تسبب حمى الضنك والحمى الصفراء وحمى النيل الغربي والتهاب الكبد سي.
وحسب الدراسة، فإن الأدوية الموجودة بالفعل والتي تعالج الأمراض، يمكن تكييفها لوقف تكرار الفيروسات المختلفة، وهذا من شأنه أن يعجل إلى حد كبير بعلاج الأمراض المعدية المختلفة.
واعتبر الفريق، أن مثل هذه الاستراتيجية ستمنع الآلاف من الوفيات كل عام من أمراض مثل حمى الضنك وإيبولا وزيكا.

عقار "ريلبيفيرين"
دواء موجود منذ عام 2012 لعلاج عدوى فيروس الإيدز

وقال الدكتور كامل خليلي، قائد فريق البحث إن الدراسة كشفت أن عقار "ريلبيفيرين" يمنع تكرار فيروس زيكا عن طريق منع التكاثر الفيروسي، وهذا يفتح الطريق أمام إمكانية أن نكون قادرين على علاج عدوى هذا الفيروس بسهولة.
وأضاف "لدينا الآن طريق واضح ونقطة انطلاق يمكننا من خلالها إيجاد سبل لجعل هذه الأدوية أكثر فاعلية لمكافحة الأمراض الفيروسية".
وأفادت دراسات سابقة، أن فيروس زيكا يسبب خطورة كبيرة على صحة الأجنة، وحذّرت من أن النساء الحوامل والأجنة في بطون أمهاتهم هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس “زيكا” خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، لضعف جهاز مناعة الأم.
وعثرت الدراسات على أدلة تشير أن زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكنه أيضًا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها، ويتسبب في صغر حجم الرأس.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في الأول من فبراير/شباط 2017، أن انتشار زيكا يمثل حدثًا طارئًا على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد ومتلازمة “جيلان – باريه” التي يمكن أن تسبب الشلل.
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، وارتبط زيكا بآلاف من حالات الولادة بعيوب بخلقية.
ويقول خبراء منظمة الصحة العالمية، إن حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أية أعراض، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها ارتفاع متوسط في درجة الحرارة والتهاب في العين وصداع وآلام بالمفاصل وحكة في الجلد.