عقوبات أميركية على ليبيين هربوا النفط والمخدرات من ميناء للوفاق

وزير خارجية مالطا يلتقي نظيرة التركي ورئيس حكومة الوفاق في طرابلس بالتزامن مع فرض واشنطن عقوبات على شركة يديرها مهربون ليبيون مقرها في مالطا.

طرابلس - أعلنت واشنطن الخميس فرض عقوبات على ليبيين هربوا مخدرات ونفط من ميناء تحت سيطرة حكومة الوفاق عن طريق شركة مقرها في مالطا التي اجتمع وزير خارجيتها اليوم مع فايز السراج في طرابلس.

وقال بيان لوزارة الخزانة الأميركية اليوم الخميس إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات مالية على ثلاثة أفراد وشركة مقرها في مالطا لتهريبهم المخدرات والنفط بطريقة غير شرعية من ميناء زوارة الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق وويبعد عن طرابلس غربا بحوالي 110 كلم.

وقال البيان الذي نشرته السفارة الأميركية في ليبيا عبر صفحتها على فيسبوك إن العقوبات استهدفت "شبكة من المهربين الذين يسهمون في عدم الاستقرار في ليبيا".

وأضاف أن "من بين هؤلاء الأفراد المواطن الليبي فيصل الوادي (وادي)، مشغّل السفينة "مرايا" وشركاؤه مصباح محمد وادي (مصباح) ونور الدين ميلود مصباح (نور الدين)، وشركة الوفاق المحدودة ومقرّها مالطا".

وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لها صنّف الوادي بموجب الأمر التنفيذي رقم (EO13726) وصنّف السفينة 'مرايا' كممتلكات محظورة".

وحسب الوزارة الأميركية فإن المدعوّ "وادي" عمل مع شبكة علاقات في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا لتهريب الوقود والمخدرات غير المشروعة عبر ليبيا إلى مالطا.

وقالت الخزانة الأميركية إن "التنافس على السيطرة على طرق التهريب ومنشآت النفط وسبل النقل محرك أساسي للصراع في ليبيا ويحرم الشعب الليبي من موارده الاقتصادية".

وتجمد العقوبات أي أصول للكيانات المذكورة في الولايات المتحدة، وتمنع الأميركيين من التعامل معهم.

وقال جاستن موزينيتش نائب وزير الخزانة إن "فيصل الوادي وشركاؤه هربوا الوقود من ليبيا واستخدمو البلاد منطقة عبور لتهريب المخدرات".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ملتزمة بكشف الشبكات غير المشروعة التي تستغل موارد ليبيا لمصلحتها الخاصة على حساب الليبيين".

وأكدت الوزراة أن الولايات المتحدة "عازمة على اتخاذ إجراءات ملموسة ضدّ أولئك الذين يقوّضون السلام أو الأمن أو الاستقرار في ليبيا".

ويأتي القرار الأميركي بالتزامن مع زيارة يقوم بها وزير خارجية مالطا إيفاريست بارتولو إلى طرابلس إلتقى خلالها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وأيضا وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو.

ونقلت وكالة الاناضول التركية الرسمية عن مكتب السراج قوله إن اللقاء يأتي في إطار "عملية التشاور والتنسيق المستمر في عدد من ملفات التعاون بين الدول الصديقة الثلاث (ليبيا وتركيا ومالطا)".

وأضافت أن المباحثات تطرقت إلى "تطورات الأوضاع في ليبيا، وأهمية عودة المسار السياسي بما يحقق الأمن الاستقرار في البلاد (..) ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر".

وفي 6 يوليو/ تموز الماضي، افتتح رئيس وزراء مالطا روبيرت أبيلا بحضور السراج مركزا في اللعاصمة فاليتا قيل إنه سيبحث "لتنسيق المشترك في مواجهة الهجرة غير النظامية".
وحسب وكالة الأناضول فإن السرج وأبيلا بحثا آنذاك "الخطوات التنفيذية لتفعيل برامج للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وفرص الاستثمار المشترك".

ي
 ميناء مليتة النفطي قرب زوارة من المنتج إلى المهرب

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية في بيانها عن العقوبات التي فرضتها على المهربين الليبيين إلى أن عمليات التهريب غير المشروعة التي كان يقوم بها المدعوّ وادي تتم في الموقع البحري المعروف باسم "بنك هيرد" الواقع خارج المياه الإقليمية لمالطا"، وهو موقع تحويل جغرافي معروف للمعاملات البحرية غير المشروعة.

وأوضحت أن وادي احتفظ بجميع الوثائق الرسمية خالية من اسمه، بينما كان هو المنظم الرئيسي لعمليات التهريب باستخدام سفينة "مرايا".

يذكر أن ميناء زوارة الذي قالت الوزارة الأميركية إن وادي كان ينقل منه المخدرات والنفط لتهريبها يقع بالقرب من حقل النفط "مليتة" الذي تسيطر عليه حكومة السراج.

وتمثل العقوبات الأميركية ضربة موجعة لحكومة الوفاق التي كانت تسعى خلال الأشهر الماضية وبتحريض من السلطات التركية إلى ممارسة ضغوط في الداخل والخارج في محاولة لاستئناف انتاج النفط وذلك لاستغلال عائداته في تمويل الميليشيات الموالية لها.

وسبق وأن حذر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من استغلال الإرهابيين والميليشيات للفوضى والتسيب في طرابلس لتهريب النفط ونهب ثروات ليبيا، مشددا على أن التدخل العسكري التركي دعما لحكومة السراج عزز ذلك طمعا من انقرة للحصول على نصيب من تلك الثروات.