عقيلة صالح: لا نتلقى أوامر ولا نتسول من تركيا

رئيس مجلس النواب الليبي يؤكد على جهوده في التواصل فقط مع الدول الفاعلة في ملف الأزمة الليبية لإرساء السلام، مكذبا ما تناولته وسائل إعلام بخصوص إرساله مبعوثا شخصيا إلى أنقرة.

طرابلس - نفى رئيس مجلس النواب الليبي المتمركز في مدينة طبرق عقيلة صالح، ما تناولته عدد من وسائل الإعلام حول إرساله مبعوثاً شخصياً إلى تركيا، قائلا "نحن لا نتسول ولا نتلقى أوامر من تركيا أو من غيرها".

وقال صالح حسب بيان نشر على الموقع الرسمي لمجلس النواب الليبي، السبت "نحن نعمل من أجل أمن واستقرار ليبيا وليس لدينا ما نخفيه والشعب يشارك ويتابع في خطواتنا أولا بأول".

وأكد صالح على أن "مصلحة الشعب الليبي فوق كل اعتبار وأمن واستقرار ليبيا هدفنا الذي لن نحيد عنه".

 واختتم رئيس مجلس النواب الليبي تصريحاته قائلا "لن نتردد في التواصل مع الدول الفاعلة في ملف الأزمة الليبية لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا ولكن ليس على حساب مصلحة الليبيين ودون مساس بالسيادة الوطنية".

وفي الأيام الأخيرة تناقلت وسائل إعلام عربية تصريحات لعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، باكير أتاجان، جاء فيها أن عقيلة صالح أرسل مبعوثين إلى أنقرة "لتلقي أوامر" حول المرحلة القادمة لتسوية الأزمة في ليبيا.

وتتوجس تركيا بعد هدوء نسبي شهدته ليبيا على إثر الهدنة التي وُقعت بين طرفي الصراع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من اتفاق ليبي ليبي بدعم دولي يحجم نفوذها ويستثنيها خارجا ويفشل مخططاتها في بقاء أطول بالأراضي الليبية الغنية بالمحروقات، حيث اعتادت أنقرة في السنوات الأخيرة على غرار ما حدث في وسوريا، تغذية الصراعات وشق جهود السلام للاستثمار في الفوضى.  

وبعد أن اختتمت أعمال الجولة الأولى من الملتقى التي انعقدت بشكل مباشر في تونس وأعلنت خلالها البعثة الاتفاق على إجراء انتخابات عامة بالبلاد في ديسمبر/كانون الأول 2021، كثفت تركيا تحركاتها ومددت بقاء قواتها في الأراضي الليبية لدعم حكومة الوفاق سعيا لتثبيت حكم الإخوان المسلمين لحفظ نفوذها.

وصادق البرلمان التركي في ديسمبر/كانون الأول الماضي على قرار تمديد مهمة القوات العسكرية المنتشرة في ليبيا، في خطوة تشير إلى تجاهل أنقرة دعوات المجتمع الدولي والليبيين إلى انسحاب القوات الأجنبية وإفساح المجال لحوار ليبي ليبي بن الفرقاء.

وقام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بزيارة مفاجئة إلى العاصمة طرابلس، ووجه خلالها تهديدا مباشرا لقوات الجيش الوطني الليبي الذي أعلن بقيادة المشير خليفة حفتر ضرورة التحرك لطرد "الاحتلال التركي" من ليبيا.

ويسود ليبيا منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقف لإطلاق النار، لكن تحركات القوات والميليشيات التابعة لكل من تركيا وحكومة الوفاق في طرابلس تهدد بنسف الهدنة في ليبيا.