علاء مشذوب ضحية جديدة في مسلسل اغتيال صناع الجمال 

إدامة عمليات النهب المنظم لثروات العراق والمضي بشعبه إلى غياهب التخلف والجهل والتقهقر في مختلف المجالات.
لا حرية حقيقية في ظل سطوة المجاميع المسلحة التي تعمل فوق سلطة القانون
إننا بحاجة ماسة إلى الجمال وإلى من يصنعه عبر أي نافذة من نوافذ الإبداع وسط مساحات من هذا القبح غير المسبوق

بقلم: قاسم ماضي 

يبدو أن قصص الفقد يُراد ُلها أن تتكرر بأساليب متنوعة، ولكن الهدف واحد وهو إخماد جذوة الجمال في بلدي الذي بات منصة لصراع ملوك الطوائف التي لم تستطع تحقيق أي منجز في العراق على مدى 16 عاما ًسوى إدامة عمليات النهب المنظم لثروات العراق والمضي بشعبه إلى غياهب التخلف والجهل والتقهقر في مختلف المجالات، بعد أن إستساغ صنّاع القرار في العراق فكرة تغييب القانون وإطلاق العنان إلى منطق اللادولة واللاقانون، وإستهداف كل من تسول له نفسه بإبداء رأي يختلف مع آرائهم. 
وما يثير الغضب أنهم حين يظهرون على شاشات الفضائيات يتبجحون بأن ثمة حرية وتعددية وديمقراطية تم ترسيخها في الحياة السياسية والاجتماعية في عراق اليوم ، بينما الاحداث تنبأنا بأن تلك الإدعاءات ليست سوى محاولات لتضليل الرأي العام عبر بوابة الاعلام وغيرها، وبعد سلسلة من شهداء الرأي في عراق اليوم إشتملت على تغييب الناشطين والفنانين المفكرين رواد مواقع التواصل الاجتماعي يأتي دور الأدباء الذين يحاولون إعادة ربيع الحياة إلى الواقع المتصحر في العراق بسبب إقحام ثقافات جديدة ودخيلة على المجتمع العراقي والتي بدأت مخرجاتها تظهر من خلال البيانات والإحصاءات التي تنقل حالة الخراب التي لا يزال العراق يعيش تحت وطأتها، ولعل جريمة إغتيال الروائي العراقي د. علاء مشذوب لن تكون الاخيرة في مسلسل تغييب الأصوات التي تحاول أن تعبر عن ذلك الواقع ولكنها تأتي لتؤكد أن لا حرية حقيقية في ظل سطوة المجاميع المسلحة التي تعمل فوق سلطة القانون، وبإمكانها إستهداف أي شخص لا يروق لها سواء ًبمواقفه أو بآرائه، وهي بذلك تحاول إعادة إنتاج دكتاتورية العهد البائد. 

إنتزاع وردة من بستان الأدب العراقي لن يثني َالاخرين عن إيصال رسالة الحب والجمال التي تريد فرق الموت التي تنفذ أجندات الساسة الفاسدين محوها لتسود ثقافتهم الرثة العفنة التي أنتجت هذا الخراب في العراق

وما يجعل خسارتنا كبيرة بفقدان هذا الاديب هو أننا بحاجة ماسة إلى الجمال وإلى من يصنعه عبر أي نافذة من نوافذ الإبداع وسط مساحات من هذا القبح غير المسبوق الذي يخيم على العراق، حيث الفساد والطائفية وفرض الثقافات الدخيلة الطاردة لأي طيف جمالي قد يسهم في إعادة الحياة وقيمها النبيلة، فسلطة الموت لا تزال تسيطر على عرش البلاد الحزينة، بيد إننا كمواطنين نؤمن بقيم الخير والجمال نقول إنه مهما مضت ماكينة الموت في اجتثاث إيقونات الجمال في بلادي فإن قاطرة الفن والجمال والفكر سوف تنتصر وسيبقى وهجها متألقا ًلمجابهة مجاميع الظلام المتخلفة، وأن تغييب الراحل الروائي د. علاء مشذوب جسدا ًسوف لن يغيّب كلماته وأفكاره التي جسدها عبر منجزه الروائي فهي الإرث الذي سوف يديم علاقته بالمجتمع وستبقى أفكاره وأفكار نخبة الفكر والثقافة المخلصة للعراق تجلجل في ميدان المعرفة، وإن إنتزاع وردة من بستان الأدب العراقي لن يثني َالاخرين عن إيصال رسالة الحب والجمال التي تريد فرق الموت التي تنفذ أجندات الساسة الفاسدين محوها لتسود ثقافتهم الرثة العفنة التي أنتجت هذا الخراب في العراق .