علاقات إستراتيجية تمكن المغرب من شراء أسلحة أميركية بمليار دولار

إدارة الرئيس ترامب أبلغت الكونغرس بصفقات محتملة مع المغرب تشمل طائرات مسيرة وأسلحة موجهة عالية الدقة وذلك بعد يوم من الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
الاسلحة الاميركية من شانها تعزيز قوة المغرب في المنطقة
المغرب يشدد على تضامنه مع القضية الفلسطينية رغم قرار التطبيع

الرباط - يبدو ان العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة قد وصلت إلى مراحل إستراتيجية ووثيقة وذلك بفضل واقعية وقدرة الدبلوماسية المغربية على التأثير والأهمية الكبيرة التي تحظى بها الرباط في المنطقة.
وفي هذا الصدد أفادت وسائل إعلام أميركية، الجمعة، أن البيت الأبيض يمضي قدما في تطبيق خطته لتصدير أسلحة بقيمة مليار دولار إلى المغرب، بعد يوم من الإعلان عن توصل المملكة وإسرائيل إلى اتفاق على إقامة العلاقات.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن مصادر قالت إنها "مطلعة على الموضوع" تأكيدها أن "إدارة الرئيس دونالد ترامب أبلغت الكونغرس يوم الجمعة بصفقات محتملة مع المغرب تشمل طائرات مسيرة وأسلحة موجهة عالية الدقة".
وأوضحت الوكالة أن "الصفقة تشمل أربع طائرات مسيرة من طراز إم كيو-9بي سي جارديان من صنع شركة جنرال أتوميكس المملوكة للقطاع الخاص وذخائر موجهة بدقة من نوع هيل فاير، وبيف واي، وجي دي أيه إم. من صنع شركات لوكهيد مارتن وريثيون وبوينج".
وياتي القرار كذلك بعد يوم من توصل المغرب وإسرائيل، بوساطة أميركية، إلى اتفاق على إقامة العلاقات الدبلوماسية، واعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء.
والجمعة احتفى المغرب الجمعة بنجاحه الدبلوماسي وكسب الاعتراف الاميركي.
وجاء الإعلان الاميركي الخميس عبر تغريدة مزدوجة لترامب، أشادت الأولى بـ "تقدم تاريخي" تمثل في "إقامة علاقات دبلوماسية كاملة" بين إسرائيل والمملكة المغربية في ما وصفه بأنه "اختراق هائل في سبيل السلام في الشرق الأوسط"، وأعلنت الثانية اعترافه بسيادة المملكة على الصحراء.
ورحبت الصحافة المغربية بالاجماع بما وصفته "الانتصار" بنيل الاعتراف بـ"مغربية الصحراء"، في إشارة إلى المستعمرة الإسبانية السابقة التي يتنازع المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر على السيادة عليها منذ عقود في حين نددت جبهة البوليساريو بالقرار الاميركي الذي مثل صدمة للانفصاليين.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مساء الخميس إن الاعتراف بـ"مغربية الصحراء" هو "اختراق دبلوماسي تاريخي" في حين أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل "جزء من استمرارية" مرتبطة بـ"خصوصية المغرب من خلال الروابط بين الملك والجالية اليهودية.
ويطالب المغرب بسيادته على المستعمرة الإسبانية السابقة وكذلك جبهة البوليساريو التي تحظى بدعم الجزائر، جارة الرباط والمنافسة الإقليمية الكبرى لها. وقد توقفت المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل للمنطقة منذ ربيع العام 2019.
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، عزز المغرب الذي يسيطر على ثلثي مساحة الصحراء المغربية وواجهتها البحرية الغنية بالأسماك ومخزون الفوسفات، تواجده عبر إرسال قواته إلى منطقة عازلة كانت تسيطر عليها الأمم المتحدة، بهدف تأمين الطريق الوحيد إلى غرب إفريقيا في أقصى الجنوب. ومنذ ذلك الحين، والوضع متوتر بعدما انتهكت جبهة البوليساريو اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة.

المغرب حقق انتصارات عسكرية بتحرير معبر الكركرات من سطوة الانفصاليين
المغرب حقق انتصارات عسكرية بتحرير معبر الكركرات من سطوة الانفصاليين

وبحسب وزير الخارجية المغربي، فإنه في نهاية "سنوات عدة من العمل والتواصل النشط"، توّجت الجهود الدبلوماسية المغربية في ما يتعلق بقضية الصحراء "باعتراف الولايات المتحدة، القوة العظمى لمجلس الأمن واللاعب المؤثر على الساحة الدولية".
ونتيجة هذا الإعلان، ستفتح الولايات المتحدة قنصلية في الداخلة، الميناء الكبير للصحراء الغربية، والمغرب "سيعيد فتح مكتب دبلوماسي" كان موجودا بين عامي 1994 و2002 فيما كان الملك حسن الثاني مؤيدا لعملية السلام التي شهدت توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، كما أكد مسؤول دبلوماسي مغربي رفيع المستوى.
وتضم المفاوضات فتح خط جزئي مباشر بين المغرب واسرائيل حيث يعيش 700 ألف يهودي من أصول مغربية، وأيضاً "العمل من أجل الاستثمار" من الجانب الأميركي، وتطوير "التعاون الاقتصادي" مع اسرائيل، وفق المصدر نفسه.
ويعتبر المغرب القضية الفلسطينية قضية وطنية شأنها في ذلك شأن قضية الصحراء المغربية حيث جددت الحكومة المغربية، مساء الجمعة، رفضها لخطة "صفقة القرن" الأميركية، والمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد مدينة القدس.
جاء ذلك في تصريح لرئيس الحكومة، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، سعد الدين العثماني، خلال ندوة لمؤسسة "عبد الكريم الخطيب للدراسات والفكر" (غير حكومية)، بمقر الحزب في الرباط.
وقال العثماني "الخميس قام الملك محمد السادس بالاتصال بالرئيس محمود عباس، ليقول له بأن موقف جلالته الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، وأن المغرب يضعها في مرتبة قضية الصحراء".
وأضاف أن "هذا المبدأ أيضا نتبناه في الحكومة، بتأكيدنا المستمر على رفض صفقة القرن، وأي انتهاكات لسلطات الاحتلال الإسرائيلية، وخصوصا محاولات تهويد القدس في الآونة الأخيرة".
وأكد أن "الموقف المغربي عموما يبقى باستمرار داعما للقضية الفلسطينية".
و"صفقة القرن" خطة تسوية سياسية مجحفة بحق الفلسطينيين ومنحازة لإسرائيل، ولذلك رفضتها القيادة والفصائل الفلسطينية.