علاوي يفشل والفراغ الحكومي يترسخ في العراق

رئيس الوزراء العراقي المكلف يتهم من أسماهم بأصحاب المصالح الضيقة بعرقلة تشكيل الحكومة.
الرئيس العراقي يبدأ المشاورات لتكليف مرشح بديل

بغداد - أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلّف محمّد علاوي الأحد اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة وهو ما يزيد حالة عدم اليقين في البلاد التي تشهد أزمة سياسيّة.
ولدى رئيس الجمهورية برهم صالح، بعد اعتذار علاوي، مهلة من 15 يومًا لاقتراح مرشّح لتشكيل حكومة جديدة. وسيكون لرئيس الجمهورية هذه المرّة الحقّ الدستوري في فرض مرشح جديد لتشكيل حكومة، من دون أن يطلب رأي الكتل البرلمانيّة الكبرى.
وسيبدأ رئيس الجمهورية مشاورات لاختيار مرشّح بديل خلال المهلة الدستوريّة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه. وبين المرشحين رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، وفقا لمصادر سياسية.
ولا يزال العراق بلا حكومة منذ استقالة عادل عبد المهدي، سلف علاوي، تحت ضغط الشارع قبل شهرين. وأدّت استقالة عبد المهدي إلى أزمة قانونيّة لأنّ الدستور لا يحدّد بوضوح الحالات المتعلّقة باستقالة الحكومة.
واعتذر علاوي في كلمة متلفزة عن عدم تشكيل حكومة. وقبل ذلك وجّه رسالة إلى الرئيس صالح قال فيها "رأيتُ أنّ بعض الجهات السياسيّة ليست جادّة بالإصلاح والإيفاء بوعودها للشعب".
وأضاف علاوي أنّ "وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلّة تعمل من أجل الوطن كان واضحا".

كان واضحا وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلّة تعمل من أجل الوطن

وكان مجلس النواب العراقي أرجأ الأحد من جديد جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة علاوي. وأعلن المجلس تأجيل الجلسة لعدم اكتمال النصاب القانوني. وحضر جلسة الأحد 108 نواب فقط من أصل 329 مجموع أعضاء المجلس.
وسبق ذلك، تأجيل انعقاد جلستين الخميس والسبت، لحسم منح الثقة لحكومة علاوي.
وتحقّق السلطة القضائية في مزاعم قيام أطراف بدفع مبالغ طائلة لقاء "بيع وشراء" وزارات ومناصب. وتسلّط هذه المزاعم الضوء على الفجوة الواسعة بين القادة السياسيين ومطالب المواطنين في البلد الغني بالنفط المصنف في المرتبة 16 على لائحة الدول الأكثر فسادا على مستوى العالم.
وكلف علاوي الرجل الذي شغل منصبين وزاريين في السابق، تشكيل الحكومة اثر ضغوط مارستها الأحزاب السياسية، دون الاخذ برأي المتظاهرين الذين اعلنوا رفضهم لعلاوي باعتبار أنه قريب من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها.
ويطالب المحتجون بشخصية مستقلة لم تشغل منصبا سياسيا في السابق، لتشكيل الحكومة، على الرغم من أنّ علاوي كان وعد مراراً بتشكيل حكومة "تاريخية" من وزراء غير حزبيين وخبراء في مجالهم فقط.
وقال علاوي في رسالة وجّهها إلى صالح "للأسف الشديد، كانت بعض الجهات تتفاوض فقط من أجل الحصول على مصالح ضيّقة دون إحساس بالقضيّة الوطنيّة".

'حبّ العراق أوحى لك بالانسحاب'
'حبّ العراق أوحى لك بالانسحاب'

من جهته، قال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان تعليقا على اعتذار علاوي "حبّ العراق أوحى لك بالانسحاب. فجُزيتَ عن العراق خيرا".
وأضاف "إلى متى يبقى الغافلون، ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن يتلاعبون بمصائر الشعب؟ وإلى متى يبقى العراق أسير ثلّة فاسدة؟"
وتنتظر الشخصية التي ستُكَلَّف تشكيل حكومة جديدة، مهمّة شاقّة تتمثّل في التوفيق بين الحكومة والشارع الغاضب بعد أشهر من الاحتجاجات التي خلفت نحو 550 قتيلاً و30 ألف جريح معظمهم من المحتجّين.
ميدانيا، سقط صاروخان ليل الأحد الإثنين في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد قرب السفارة الأميركية، في الاعتداء العشرين الذي يستهدف المصالح الأميركية في العراق في غضون أربعة أشهر.
ومنذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر أسفرت الهجمات الصاروخية ضد جنود ودبلوماسيين ومنشآت أميركية في العراق عن مقتل متعاقد أميركي وجندي عراقي.
وعلى الرغم من عدم تبني أي منها، تحمّل واشنطن فصائل مسلّحة موالية لإيران مسؤولية هذه الهجمات.