علماء يعثرون على مفتاح الشهية في مكان غير متوقع
واشنطن - اكتشف باحثون في جامعة روكفلر بالولايات المتحدة دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران ولها تأثير مدهش على شهيتها أيضاً.
وخلال الدراسة، استخدم الباحثون عملية تُسمّى علم البصريات الوراثية لتنشيط الخلايا العصبية لعامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ في بعض الفئران، مما تسبّب في فقدان القوارض تقريباً أي اهتمام بالطعام. ظلّ عدم اهتمامها ثابتاً سواء كانت ممتلئة أو جائعة. لقد تجاهلت حتى إغراء تناول وجبة خفيفة دسمة وسكرية تعادل كعكة الشوكولاته اللذيذة.
وتقول عالمة الأعصاب المتحدة كريستين كوسي "من المدهش أن تكون هذه الخلايا العصبية مرتبطة بالتحكم الحركي. لم نتوقع أن تعمل الحركة الجسدية المحدودة للفك بصفتها نوعاً من مثبطات الشهية"، وفقاً لموقع ساينس ديلي.
ويسبب تلف منطقة تحت المهاد البطني الأوسط في الدماغ السمنة لدى البشر، حيث أظهرت دراسات سابقة أن الاضطرابات في التعبير عن بروتين يُسمّى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ كانت مرتبطة بالتمثيل الغذائي والإفراط في تناول الطعام والسمنة، لذلك ألقت كوسي وزملاؤها نظرة فاحصة على الخلايا العصبية في هذا الجزء لدى الفئران.
حركة الفك تثبط الشهية
وتشير الدراسة إلى أن الخلايا العصبية "بي دي أف" تحتل مكاناً أبعد في مسار صنع القرار بين المضغ وعدمه. وتوضح كوسي "كان هذا في البداية اكتشافاً محيراً لأن الدراسات السابقة أشارت إلى أن هذا الدافع اللذيذ لتناول الطعام من أجل المتعة يختلف تماماً عن دافع الجوع لقد أثبتنا أن تنشيط هذه الخلايا العصبية يمكن أن يقمع كلا الدافعين".
وأبرز فريق البحث أن تثبيط الدائرة العصبية في الفئران أدى إلى زيادة كبيرة في رغبتها على تحريك فكها وقضم كل شيء، ومنها ماهي غير قابلة للهضم مثل زجاجة المياه ومعدات المراقبة، بل عندما كان الطعام متاحاً استهلكت منه 1200 في المائة أكثر من المعتاد في فترة زمنية محددة.
وتشير النتائج إلى أن هذه الخلايا العصبية والمواد الكيميائية التي تنتجها عادة ما تقمع الشهية ما لم تخبرها إشارات الجسم الأخرى، مثل الجوع، بعكس ذلك.
ووفق بيانات لمنظمة الصحة العالمية، فإن واحدا من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم يعاني من زيادة الوزن، ما يجعل علاج السمنة أحد أبرز الأسواق حاليا. وكشفت تقديرات للمنظمة ومجموعة من الباحثين الدوليين أن أكثر من مليار شخص يعتبرون الآن مصابين بالسمنة وهي حالة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة.