عمار باطويل يكسر تابوهات العبودية في 'سالمين'

د. عبدالحكيم باقيس
صنعاء

منذ كتابة روايته الأولى "سالمين" 2015، استطاع عمار باطويل  أن يلفت إليه الأنظار، بوصفه كاتبًا روائيًا من جيل الشباب ممن يشتغلون على رؤية خاصة في نتاجهم الروائي.

كَتب باطويل بعد ذلك روايته الثانية "عقرون 94"، وقبل ثلاث سنوات أصدر روايته الثالثة "طريق مولى مطر" 2019، وفي أثناء ذلك تخيَّر لنفسه خطًا متميزًا في الكتابة، يعيد فيه تسريد البيئة المحلية الحضرمية بما تختزنه من موروث وتاريخ وخصوصيات.

وبالنسبة لي كانت روايته "سالمين" بداية الاكتشاف لتجربة روائية آخذة في التشكل والوعي بوظيفة الكتابة الروائية وجمالياتها، تناول فيها موضوع العبيد (السود) في حضرموت، وبقايا نظام الرق الذي استطاع أن يعيد نفسه في صورة اجتماعية أبوية، على الرغم من انتهاء نظام العبودية في كل أجزاء اليمن منذ ستينيات القرن الماضي، بقيت له خيوط وظلال خفيفة في كل من حضرموت وشبوة التي كتب عنها عيدروس الدياني روايته "نخلة وبيت"، وكانت عقدة اللون الأسود، التي تحيل إلى العبودية وكل عوامل الانتقاص في الموروث الاجتماعي هي المحرك في السرد، وقد استطاع باطويل أن يرسم أبعادًا عديدة لشخصية العبد الأسود سالمين ومشاعرها وانفعالاتها، وكيف ظلت عقدة اللون الأسود تلاحق سالمين على الرغم من تحرره وهجرته من حضرموت إلى السعودية وتحقيقه للمال الذي يؤهله للانتقال إلى وضع اجتماعي جديد، ظلت العبودية كابوسه الطويل.

ويقول: "العبودية تلاحقني منذ الصغر، وهي عقدة الماضي والحاضر، فلا تتركني في سبيلي، كلما أحاول نسيانها تلاحقني في المنام، حلمت أكثر من مرة بمحمد سالم [سيده ومالكة القديم] يجوب بي شوارع كبيرة، ليست "بضة" في دوعن، وإنما مدينة كبيرة، وهو يقول بصوت متقطع وأكثر وحشية من قبل، عبد للبيع من يشتري؟! هذا سالمين العبد للبيع بسعر مغرٍ".

وحين يتحول سالمين إلى أحد الأثرياء الكبار تكون وصيته لأولاده وأحفاده من بعد ذلك، أن يتجنبوا الزواج من نساء سود، وكأنما أرد أن يقتل العبد الذي يسكن تحت جلده إلى الأبد، أراد ينال أحفادًا لا يشبهونه، ولا يعانون مما يعاني منه.