عمر البشير.. سيرته وتحالفه مع الترابي

عمر البشير قاد انقلاباً على الحكومة المنتخبة السنة 1989 بالتنسيق والتأييد من قبل الجبهة الإسلامية (الإخوان) وللتمويه عن كونه انقلاب إسلامي اعتقل حسن الترابي في يوم الانقلاب ثم خرج شريكاً في الحكم والآن وصل الحكم الإسلامي لنهايته.

ولد عمر البشير في 1944 في قرية حوش بانقا شمال الخرطوم، وسط أسرة من المزارعين. دخل الكلية الحربية وترقى في المناصب ثم انضم إلى فوج المظليين، وشارك في حرب 1973.

في عام 1989، قاد انقلابا سلميا ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا برئاسة الصادق المهدي. ودعمته حينها الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي الذي توفي في 2016، بعد أن أصبح من أشد المعارضين للبشير.

تحت تأثير حسن الترابي، قاد البشير السودان نحو حكم إسلامي أكثر تشددا. واستضاف في التسعينيات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ثم عاد وطرده بطلب من الولايات المتحدة.

وردا على اتهامات عدة بانتهاك حقوق الإنسان، فرضت واشنطن حصارا تجاريا على السودان في العام 1997.

في 1993، أدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب". وبعد أربع سنوات فرضت على الخرطوم حظرا تجاريا على خلفية اتهامات عدة من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان، رفعته في 2017.

وصلت التوترات بين البشير والترابي إلى أعلى مستوى في أواخر التسعينيات. وفي محاولة لإخراج السودان من عزلته، عمد البشير في العام 1999 إلى إقصاء الترابي من دائرته المقربة.

لكن تنفيذ الحكومة حملة عنيفة عام 2003 للقضاء على تمرد في منطقة دارفور الغربية عرّض البشير لمزيد من الانتقادات. وأدى النزاع في دارفور إلى أكثر من 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2.5 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

منذ العام 2011، واجه البشير حركة تمرد بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان - شمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

يتحدى الرئيس عمر البشير حركة احتجاجات تعمّ السودان منذ أسابيع بعد أن تحدى منذ سنوات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في حقه مذكرتي توقيف.

ويشهد السودان منذ 19 كانون الأول/ديسمبر تظاهرات بدأت احتجاجا على رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، لكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكم البشير، وسط أزمة اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم. وهي التظاهرات الأكبر ضد البشير منذ تاريخ وصوله إلى السلطة في 1989 بعد انقلاب.

وليست المرة الأولى التي يشهد فيها السودان تظاهرات ضد البشير (75 عاماً)، فقد حصلت تحرّكات احتجاجية ضدّه في أيلول/سبتمبر 2013 وفي كانون الثاني/يناير 2017، لكن محللين يؤكدون أن التظاهرات الأخيرة تشكّل أخطر تحدٍّ يواجه الرئيس السوداني.

​وعلى الرغم من اتّهام المحكمة الجنائية الدولية له والتحديات الداخلية الكثيرة التي تواجهه، تمكّن الرئيس السوداني من البقاء في الحكم.

ومنذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّه في 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور غربي السودان، أعيد انتخاب البشير مرّتين رئيسا للسودان في انتخابات قاطعتها المعارضة.

وانتخب البشير لولاية رئاسية ثانية في نيسان/أبريل 2015، بعد أن حصل على 94 بالمئة من أصوات الناخبين.

ومنذ صدور المذكرتين بحقّه، قام البشير بزيارات خارجية عدة إلى دول إقليمية، كما زار روسيا.

وقبل أيام من بدء الاحتجاجات، التقى في دمشق نظيره السوري بشار الأسد في أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع النزاع فيها في 2011.

والعام الماضي، استضاف البشير محادثات بين الزعيمين الخصمين في جنوب السودان، الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، توصلت إلى اتفاق لإنهاء الحرب في هذه الدولة.

واستقل جنوب السودان في 2011 بعد أن فاجأ البشير أشد منتقديه بتوقيعه اتفاق سلام أنهى نزاعا كان قائما بين الشمال والجنوب منذ أكثر من عقدين.

وانضم البشير إلى التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمرّدين الحوثيين في اليمن، معززا الروابط مع دول الخليج الغنية بالنفط، في تطوّر لقي انتقادات من معارضيه.

البشير ضابط عسكري برتبة لواء يعتمد نهجا شعبويا، فيؤكد قربه من الشعب ويخاطبه بالعامية السودانية. وللبشير زوجتان، لكن لا أولاد له.