عندما يعتقد أردوغان أنه رئيس دولة عظمى!

أخوية الإخوان مع قطر لكسب مزيد من المليارات السائبة هناك إمكانية التمدد المتاحة لها لم تجد نفعاً في كل الاتجاهات الأخرى لعلها تظفر ببعض السيطرة الجغرافية والسياسية بل وحتى الدينية.

بقلم: مساعد العصيمي

حقائق التاريخ تقول إن "تركيا أردوغان" قد فشلت أن تكون كياناً مؤثراً لدى أوروبا، ولذلك تبدد حلم الانضمام إلى المجموعة الأوروبية، ولم تستطع أن تستمر حليفاً موثوقاً لأميركا فضاع حلم القوة الفارغة في المنطقة، وعليه فإن المسار التركي قد فقد بوصلته وبدأ يتخبط بتحالفات ضعيفة وذات مردود سلبي كما هو مع إيران وقطر.

تركيا أردوغان تُمثل الآن الضياع بعينه، فهي عبر خطاباته تبدو وكأنها إحدى الدول العظمى المؤثرة على العالم، وفي الواقع الحقيقي خلاف ذلك تماماً، حتى أن الاستجداء بكل الاعتذارات والتوسل لروسيا قد بلغ مداه بعد إسقاط الطائرة الروسية 2015، والتي حضر ثمنها كثير من التنازلات؟! والأمر نفسه مع أميركا التي تملك بوصلة اقتصادها طلوعاً ونزولاً، وكذلك مع أوروبا، وحتى تجربتها التاريخية الخائبة في قبرص؟!

لم يعد هناك من مسار لتركيا سوى أن تتجه جنوباً بعد أن دلقت ماء وجهها شمالاً، ولا بأس من استهداف المناطق الرخوة كما هي سورية وليبيا لعلها تجد صيتا يضعها بين المؤثرين، لم يأبه بها أحد فتمسحت بالفرس نكاية بالخليج، وأعادت أخوية الإخوان مع قطر لكسب مزيد من المليارات السائبة هناك، إمكانية التمدد المتاحة لها لم تجد نفعاً في كل الاتجاهات الأخرى، لعلها تظفر ببعض السيطرة الجغرافية والسياسية بل وحتى الدينية على مناطق رخوة أخرى، تريد نفوذاً رغم أن عليها أن تصلح داخلها المهلهل قبل ذلك.

العرب لا يثقون بها أبداً، ماضياً كمستعمر مستبد وحاضراً كدولة عدائية تدعم فكراً إخوانياً تدميرياً، وما قرار الجامعة العربية الأخير إلا مثال قائم على الخيبة التركية وتواري النفوذ لدولة تعاني من اقتصاد هش وسياسة مضطربة، لم تستطع أن تعترف أنها في الصفوف المتأخرة أوروبياً، ليكون موقفها محرجاً وخائباً وهي تقتحم أراضي سورية، وبما يدل على العنجهية البليدة التي لم تبـنَ على قوة اقتصادية حقيقية أو تأثير عسكري وأيدولوجي مقنع كما هي الدول العظمى.

تفرغت للصغائر لتعمل على تسويفات غير مبنية على حقائق من الرهبة من كل ما هو عربي أو كردي، وللأخير ملاحقته والقضاء عليه، رغم أن قادة الأكراد في سورية يعلنون عن عدم رغبتهم مواجهتها ولا يعنيهم إلا بلادهم في سورية، لكن هيهات فهي تتوجس من كل شيء ولأنها لم تقدر على الآخرين فهي تضع كل غضبها على الأبرياء.

الأهم في القول إن أوراق أردوغان تكشفت ويبدو أن أحلامه تبددت بأن يكون الزعيم الأوحد والسلطان الأعظم وهو الذي اعترف بذلك خلال إحدى خطبه لتبريره تمسكه بالنظام الرئاسي الذي يريده حينما أشار إلى قوة ألمانيا النازية بزعامة هتلر وكأنه يريد أن يكون هتلر، دولة الحزب الوحيد والرئيس المتفرد، هو ما يزال يحلم بذلك لكنه سيكتشف أنها كوابيس بددها إجماع جامعة العرب الأخير على رفضه والعمل على طرده بعيداً عن بلاد العرب.

نُشر في الرياض السعودية