الرصاص الحي لا يمنع العراقيين من التوافد على ساحات التظاهر

قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية لتفريق المحتجين في بغداد وتحاول فض الاعتصامات في المحافظات الجنوبية.

بغداد - استخدمت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي اليوم الأحد لتفريق متظاهرين في العاصمة وجنوب البلاد لليوم الثاني على التوالي، ما أثار مواجهات مع المحتجين العازمين على مواصلة حراكهم.

وقال شاهد عيان ومصادر أمنية إن قوات الأمن العراقية اشتبكت مع مئات المحتجين في وسط بغداد اليوم الأحد بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية.

يأتي ذلك بعد مساع لفض اعتصام في قلب العاصمة العراقية وسط استجابة كبيرة من قبل طلاب الجامعات والمدارس للمشاركة في التظاهرات التي دعا لها ناشطون السبت.

واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق تجمعات صغيرة في ساحتي الخلاني والوثبة، القريبتين من معسكر الاحتجاج المركزي في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد ، بحسب مصدر في الشرطة.

وقال المصدر إن 17 متظاهراً على الأقل أصيبوا بجروح، بينهم ستة بأعيرة نارية.

من جهتهم، رشق المتظاهرون الشباب قوات مكافحة الشغب بالحجارة وألقوا زجاجات المولوتوف عليها.

وأمس السبت، قتل أربعة متظاهرين في البلاد ، بينما أعادت السلطات فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية بحسب ما صرح به شهود عيان وأكّدته الحكومة، مما أثار مخاوف المحتجين من اتساع الحملة وفض الاحتجاجات المطلبية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.

لذلك، عاد المحتجون بأعداد كبيرة خلال المساء وصباح الأحد، وحاولت قوات الأمن تفريقهم مجدداً.

وفي  محافظة ذي قار، جنوب البلاد قال شهود عيان إن المحتجين يتمكنون من التصدي لقوات الأمن وطردهم خارج المدينة وإحكام السطيرة على كافة مداخل ساحة اعتصام "الحبوبي".

وأضافت المصادر أن 50 متظاهرا أصيبوا بجروح خلال إطلاق النار من قبل قوات الأمن في ذي قار.

وتجمع المتظاهرون هناك بأعداد كبيرة بعدما أعادت الشرطة فتح الشوارع الرئيسية في المدينة وتلك المؤدية إلى ساحة الحبوبي المركزية.

وفي الناصرية استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي أيضاً، لكن لم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات.

كما أطلقت قوات الأمن في البصرة كما في كربلاء النار على مئات الطلبة الذين خرجوا الأحد للتظاهر في الشوارع، تنديدا بفض قوات الأمن للاعتصامات وإحراق خيام المحتجين.

و بدأ عدد من المحتجين بنصب خيام جديدة في الساحات في عدد من المحافظات التي حاولت قوات الأمن فضها بالقوة.

وفي بغداد شوهد جموع من المتظاهرين وهو يوصلون الطعام والأدوية لدعم المعتصمين في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها حيث من المنتظر أن تمتلئ بالمحتجين دعما لمسيرة الأحد.

ويشهد العراق منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي حركة احتجاجات مطلبية، تراجعت في الآونة الأخيرة بعدما اغتالت الولايات المتحدة بطائرة مسيّرة مطلع كانون الثاني/يناير الحالي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس قرب بغداد.

ويعيش العراق فراغاً دستورياً منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، جراء الخلافات العميقة بشأن المرشح.

ويدعو المتظاهرون بعد أن أجبروا حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون أول الماضي،  إلى إجراء انتخابات مبكرة بموجب قانون انتخابي جديد، ورئيس وزراء مستقل ومساءلة المسؤولين الفاسدين وأولئك الذين أمروا باستخدام العنف ضد المتظاهرين.