عنف طالبان يدفع مفاوضات السلام الى حافة الانهيار

دبلوماسي غربي في كابول: مقاتلو طالبان يبعثون برسالة مفادها أن بإمكانهم مواصلة الحرب والتفاوض في نفس الوقت وأنهم يتفاوضون من موقع قوة.

عنف لا يهدأ يلقي بظلاله على محادثات أفغانستان المتعثرة
خليل زاد يعبر عن خيبة أمله إزاء استمرار هجمات طالبان
هجوم كابول يعجل بانتهاء الجولة السادسة من مفاوضات الدوحة

كابول - قال المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد اليوم الجمعة إن محادثات إنهاء حرب أفغانستان تحرز تقدما مطردا، لكن بطيئا، مشيرا إلى خيبة أمل متزايدة إزاء عنف طالبان الذي لا يهدأ.

وقال مسؤول في طالبان إن جولة سادسة من المحادثات انتهت أمس الخميس في قطر محرزة "بعض التقدم" بشأن مسودة اتفاق انسحاب القوات الأجنبية.

وتسعى الولايات المتحدة إلى الحصول على ضمان من طالبان بأنها لن تسمح لمتشددين باستخدام الأراضي الأفغانية في شن هجمات.

وبدأت المحادثات وهي أكثر جهد متواصل لإنهاء أطول حرب أميركية في العام الماضي.

وبدأت الجولة السادسة يوم 30 أبريل/نيسان في العاصمة القطرية الدوحة. وقال مسؤول كبير مطلع على سير المحادثات إنها انتهت قبل الأوان بسبب هجوم لطالبان على منظمة إغاثة أميركية في العاصمة كابول يوم الأربعاء.

ولم يقل خليل زاد الذي يقود المحادثات عن الجانب الأميركي في تعليقات نشرها على تويتر، إن المحادثات انتهت قبل الأوان، لكنه عبر عن خيبة أمله إزاء عنف طالبان الذي لا توجد بوادر على أنه ينحسر.

وكتب "حققنا تقدما مطردا لكن بطيئا بشأن جوانب إطار العمل لإنهاء حرب أفغانستان. نخوض في التفاصيل. والشيطان يكمن دائما في التفاصيل".

وأضاف "مع ذلك، الوتيرة الراهنة للمحادثات غير كافية عندما يحتدم الصراع ويموت أبرياء. نحتاج إلى تقدم أشمل وأسرع. أيضا لا يزال اقتراحنا لجميع الأطراف بخفض العنف على الطاولة".

وقتل تسعة أشخاص وأصيب 20 على الأقل عندما فجر مقاتلو طالبان قنبلة كبيرة على باب مكتب المنظمة الإغاثية كاونتاربارت إنترناشونال في كابول ثم خاضوا قتالا مع قوات الأمن الأفغانية استمر سبع ساعات.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن مقاتلي الحركة هاجموا المنظمة لأنها نشرت "الثقافة الغربية" بما في ذلك الاختلاط بين الجنسين.

وقال ثلاثة مسؤولين كبار إن هجوم كابول أثار إحساسا بعدم الارتياح بين المفاوضين الأميركيين ومفاوضي طالبان في قطر.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين طالبا ألا ينشر اسمه "كانت الخطة الأصلية تقضي بمواصلة المحادثات. انتهت فجأة بسبب الهجوم".

ويوجد في أفغانستان نحو 17 ألف جندي أجنبي، معظمهم أميركيون، تقودهم الولايات المتحدة تحت لواء حلف شمال الأطلسي. وتنحصر مهمتهم في تدريب القوات الأفغانية ومعاونتها وتقديم المشورة لها. وتنفذ بعض القوات الأميركية عمليات لمكافحة الإرهاب.

وكررت طالبان رفضها وقف إطلاق النار وترفض إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية وبدلا من ذلك كثفت الهجمات.

وقال دبلوماسي غربي في كابول "إنهم بوضوح يبعثون برسالة مفادها أن بإمكانهم مواصلة الحرب والتفاوض في نفس الوقت وأنهم يتفاوضون من موقع قوة".