عوالم فسيفسائية في تجربة الفنان الطيب زيود

الفنان التونسي اصيل جزيرة الأحلام جربة حرفي بعين تواقة للإبداع وعقل يمضي مع التجديد وروح حالمة كل ذلك في اطار الوعي الفني بالخصائص التقنية لهذا الفن، فن الفسيفساء.

الفسيفساء فن عريق فيه ممكنات ابداعية شتى حيث الفنان يقترح وفق خياله الشاسع ما به تزدهر الحكاية لتنبت لها من التاريخ والقدم أجنحة لتحلق بالنهاية في عوالم الجمال والابداع.

الفنان الطيب زيود يستعير من الموزاييك عناوين أخرى تنبت في الراهن بمياه الذاكرة وهواء النظر لتبرز في حالات من الجمال بها الزخرفة والتجريد وما يشي بالحلم... هذا العنوان الكبير الكامن في شغل وحرفية فنان هام بالحجارة وجزيئاتها ينحت منها وبها هيئات مختلفة لأعمال فنية رائقة نظرا وتأملا وتقبلا جماليا.

في هذا السياق نجد عددا من اللوحات الفنية المنجزة وفق تلوينات الجمال وتقنيات الفسيفساء التي اشتغل عليها الفنان الطيب زيود ابن جزيرة جربة ومن سنوات، من هذه الأعمال عناوين شتى هي"المخاض" و"الصراع" و"إفتخار" و"البسكري" و"متاهات" و"الصرخة" وغيرها.

في اشتغالات الفنان والمكون الحرفي الطيب زيود سياق هو"مجاز وذاكرة" يبرز من خلاله صاحبه هذه الأعمال التي تضم الجديد بينها في اطار العمل والتجربة الفنية مع الحرص على التجدد والابتكار للمواءمة بين ما هو تشكيلي ومقتضيات الخصوصية الفنية للموزاييك وكسرا لنمطية هذا الفن الذي جعله البعض محدودا وخاصا بالأساطير والتاريخ والأحداث الرومانية وغير ذلك .

الطيب زيود فنان وحرفي بعين تواقة للإبداع وعقل يمضي مع التجديد وروح حالمة كل ذلك في اطار الوعي الفني بالخصائص التقنية لهذا الفن.. فن الفسيفساء.

من جربة الأعماق.. قادته شؤون الحرفة وشجونها الى عوالم الفن الفسيفسائي يزخرف ويزين مساحات عمله الفني وفق تصاميم متعددة ومواضيع بين المشاهد والتقاليد وغيرها من الأجواء الجربية.

عمل لسنوات جاهدا وباحثا عن آفاق جديدة لعمله الفني فبدت في أطوار منه رغبات البحث عن التجديد والقطع مع الصورة النمطية لفن الفسيفساء بما يحيل اليه من تناول مأخوذ بالتاريخ والتراث وما هو قديم من أزمنة وعصور غابرة.

في أعماله الفسيفسائية جانب فني بين الزخرفة والتجريد عموما، وهو ما يستدعي قراءات متعددة وتقبل جمالي مختلف وقد عمل الفنان الطيب زيود على أن تكون أعماله قابلة لوضعيات شتى منها اللوحات والجداريات والديكور وتجميل الفضاءات غايته في ذلك استعادة الفن الفسيفسائي بروحه الجمالية في هامش التقبل الجمالي للناس عامة ومنهم أحباء الفنون .اشتغل على عديد المشاريع في التزيين والتزويق لأفراد ومؤسسات من خلال ابداء قدرات فنية في التعاطي الابداعي مع الموزاييك وفق روح تجديدية فيها حرفية عالية ونزوع بين نحو الابتكار، هذا كله قاده الى بعث مهرجان، وأحلامه الأخرى في أرض الأحلام.جربة.

الفنان الطيب زيود
حرص على التجدد والابتكار للمواءمة بين ما هو تشكيلي ومقتضيات الخصوصية الفنية للموزاييك

"حرفي – فنان" الذي كان يرمي من ورائه الى النهوض بالملكات الابداعية  لدى الحرفيين لتجديد أساليب الابتكار في حرفهم من خلال الافادة من الفنانين التشكيليين المبدعين وحصل ذلك في دورات كانت بداياتها بجربة جمعت الحرفيين بالفنانين التشكيليين من خلال ورشات ومعارض وندوات بحضور مجالات للشعر والموسيقى.

تعددت أعمال الطيب زيود لتحيل الى حرصه الدفين على التجدد في هذا الفن العريق من خلال تخريجات فنية فيها الكثير من التخييل فالمساحة الفسيفسائية عنده مجال شاسع للجمال والتلوين والابتكار.والفنان التشكيلي الطيب زيود أصيل منطقة مليتة بجزيرة جربة حيث أسس ورشة لإنجاز الفسيفساء الفني وهومؤسس وصاحب فكرة ملتقى"حرفي- فنان"الذي انتظم بجزيرة الأحلام لثلاث دورات ودورة بولاية نابل. تم عرض أعماله برواق العلاني بمناسبة مهرجان المدينة بالرياض بجزيرة جربة لعدة دورات وتم عرض أعماله برواق دار الثقافة ابن خلدون المغاربية بتونس الى جانب عرض لوحاته الفنية من الفسيفساء بالرواق الثقافي بفضاء الفندق بجربة سنة 2020 يشارك ضمن معارض اتحاد الفنانين التشكيليين بتونس العاصمة.

كما أنه عرض عددا من أعماله برواق الفنون علي القرماسي وعن فنه وتجربته يقول الفنان التشكيلي الطيب زيود "رغم اختصاصي في صناعة المصوغ  اخترت الحجارة والرخام وتخليت وابتعدت عن الحجارة الكريمة والمعادن الثمينة . اخترت الفسيفساء لأنني أرى في الحجارة الألوان والمواد التي تجذبني أكثر من غيرها من المعادن الأخرى. الكثيرون يرونفي الفسيفساء صنعة بسيطة بينما أنا أرى فيها فنا وحرفية وابتكارا. الفن مجال شاسع للإبداع والابتكار وقد وجدت في المواييك ذاتي التي نهلت من جمال جربة وقدمها وعراقة أحوالها.. الفسيفساء عالم بأسره فيه الإبداع وهو ما أعمل عليه وفيه التأثيث الجمالي ومنه تجميل الفضاءات منها الخاصة والتجارية وغيرها حيث أعمل وفق طلبيات تمنح المكان عبر منجزها الفني حالات من الجمال الذي يسر الناظرين وهذا بدوره ف .. الفن الفسيفسائي يجمع الحرفي والفنان بما يجعل منهما بالنهاية ينجزان عملا يحبه الناس ويرون فيه ذواتهم وشيئا من أحوالهم المتعددة...".

هذا حيز من الشغف الجمالي للفنان الطيب زيود تجاه لون فني أحبه وسار في دربه يبتكر ضمنه حالاته