عودة التوتر إلى البحر الأحمر باستهداف سفينة تجارية
دبي – هاجم مسلّحون على متن قوارب صغيرة بقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة سفينة تجارية في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، وفق ما أفادت هيئتان بحريتان الأحد، في أحدث تطور من هذا النوع يشهده خط الشحن الحيوي.
وسجّلت الواقعة على بعد 51 ميلا بحريا (94 كيلومترا) جنوب غرب ميناء الحديدة، وفق هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية. وجاء في بيان للهيئة أن "قوارب عدة هاجمت السفينة بواسطة أسلحة خفيفة وقذائف صاروخية"، وتابعت الهيئة "الفريق الأمني رد بإطلاق النار والواقعة ما زالت جارية".
وخلال الأشهر الأخيرة انخفض معدل حوادث مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر التي ينفذها الحوثيون، لكن هذه الحادثة تشير إلى احتمالية عودتها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تأكيد الجماعة استمرار حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر "لحين إنهائها حرب الإبادة بقطاع غزة".
وأفادت الهيئة الأمنية البريطانية آمبري بأن السفينة التجارية أصيبت في هجومين لمسيّرتين بحريتين غير مأهولتين ما ألحق ضررا بشحنتها، فيما تم صد هجومين آخرين بمسيرتين أخريين غير مأهولتين. وأوضحت أن السفينة التجارية "تواصل مسارها".
وذكر مصدر في الأمن البحري أن السفينة التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لجهات يونانية اسمها ماجيك سيز وأن المياه تسربت إليها، وقال الجيش البريطاني إن المياه بدأت تتسرب إلى داخل السفينة التي تعرضت لهجوم في البحر الأحمر وطاقمها يستعد لمغادرتها.
وهذان هما أول تقريرين من نوعهما تصدرهما الهيئة والشركة عن هذه المنطقة منذ منتصف أبريل/نيسان. ولا يزال التوتر في الشرق الأوسط متصاعدا بسبب حرب إسرائيل على غزة وما تلاها من حرب على إيران استمرت 12 يوما والغارات الجوية الأميركية على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران.
ويسيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على ميناء الحديدة، وعلى الرغم من عدم تبني أي جهة الهجوم، قالت آمبري إن السفينة تنطبق عليها المواصفات التي يستهدفها الحوثيون.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ المتمردون الحوثيون في اليمن عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يؤكدون ارتباطها بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للفلسطينيين.
وخلال تلك الفترة أغرقت الجماعة سفينتين واستولت على أخرى وقتلت أربعة بحارة على الأقل في هجوم عرقل حركة الشحن العالمية وأجبر الشركات على تغيير مساراتها، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى تكثيف هجماتها على الجماعة هذا العام.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب في مايو/أيار توقف بلاده عن قصف الحوثيين في اليمن قائلا إن الجماعة وافقت على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن المهمة في الشرق الأوسط.
وذكرت سلطنة عمان في بيان أصدرته في ذلك الحين أنه بموجب هذا الاتفاق لن يستهدف أي من الولايات المتحدة أو الحوثيين الطرف الآخر، وهو ما يتضمن السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ومنذ مطلع 2024 تشنّ الولايات المتّحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، ضربات ضدّ الحوثيين تشاركها فيها أحيانا المملكة المتحدة. وردا على ذلك بدأ الحوثيون مهاجمة سفن مرتبطة بهذين البلدين.
وأدّت هجمات المتمردين المتكررة إلى تقلص حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادة حوالى 12 بالمئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر الكثير من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الأحد، وإن صفارات الإنذار أطلقت في عدة مناطق.
وأفاد متحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في بيان بعد ذلك بساعات إن الجماعة أطلقت صاروخا باليستيا على يافا بوسط إسرائيل.
وهددت إسرائيل الحوثيين في اليمن بحصار بحري وجوي إذا استمروا في شن هجمات على إسرائيل.