عودة القتال الى طرابلس بعد شهر من الهدوء

الجيش الليبي يعتبر الحل العسكري الطريق الامثل لتسوية النزاع عبر انهاء وجود المتشددين وحلفائهم في العاصمة ومحيطها.

طرابلس - قال شاهد إن ثلاثة على الأقل من أفراد القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة قُتلوا في هجوم السبت كان يستهدف دفع الجيش الوطني الليبي إلى التراجع.
ورفضت قيادة الجيش السبت دعوة مبعوث الامم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة للعودة إلى طاولة الحوار، مؤكّدة على لسان المتحدث باسمها أحمد المسماري أن الحل العسكري للنزاع هو الطريق الأمثل.
وجاءت الاشتباكات بين قوات الحكومة والجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر صباح السبت لتنهي هدوءا استمر لنحو شهر.
وشن الجيش الوطني الليبي هجوما مفاجئا على طرابلس في أوائل شهر أبريل/نيسان في محاولة للسيطرة على العاصمة التي يقع بها مقر رئيس الوزراء فائز السراج المدعوم من الأمم المتحدة وحكومته.
وقال الشاهد، وهو من مدينة مصراتة الساحلية الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي طرابلس، لوكالة رويترز للأنبار "قُتل ثلاثة من المقاتلين المتحالفين مع حكومة الوفاق من مصراتة في طرابلس هذا الصباح".
وقال مصدر عسكري في الجيش الوطني الليبي إنه صد الهجوم وحافظ على المواقع التي يسيطر عليها.
وأضاف أن خمسة من أفراد الجيش أصيبوا فيما لم يشر أي من الطرفين إلى تحقيق أي تقدم يذكر.

السراج وجد نفسه عالقا في وسط الارهابيين

ونشر المكتب الإعلامي لقوات حكومة الوفاق الوطني على موقعه الالكتروني صورة تظهر قصفا مدفعيا مكثفا استهدف الجيش الوطني الليبي في مناطق وادي الربيع ومثلث القيو والسبيعة بجنوب طرابلس.
وأمام مجلس الأمن الأربعاء، قال سلامة أن فريقه يسعى إلى الحصول على "الدعم الوطني والدولي لوقف الاعمال العدائية وتجديد الحوار"، مضيفا "بدأت كذلك حملة مكثّفة لدى أصحاب العلاقة الدوليين لعقد اجتماع دولي يوجّه رسالة مفادها إنهاء النزاع واستئناف المسار السياسي".
لكن المسماري أكّد أمام الصحافيين في أبوظبي تعليقا على تصريحات سلامة أنّ "زمن العودة الى الحوار انتهى لان حتى السراج الذي كنا نأمل أن يكون جزءا من العملية السياسية وبعيدا من الارهابيين، وجد نفسه عالقا في وسط الارهابيين".
وتابع "عندما تتحدث المدافع تصمت الدبلوماسية"، معتبرا ان "الحل العسكري هو الحل الامثل لاستتباب الامن وفرض القانون".
وتدعم تركيا وقطر السراج في حين يلقى حفتر دعما بمستويات مختلفة من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا ومصر والامارات.
وتحدّث المسماري عن اقتراب الحسم العسكري في طرابلس، رغم ان قوات حفتر لم تدخل المدينة بعد أكثر من خمسة أشهر من بدء الحملة التي قتل وأصيب فيها آلاف.
وقال المتحدث العسكري "وصلنا الى نهايات هذه المعركة"، مضيفا "أهدافنا واضحة من هذه المعركة وهي قطع رؤوس الارهاب، وإنهاء الفوضى المسلحة".
وتشهد ليبيا، العضو في منظمة أوبك، حالة من الفوضى منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.