عودة مئات المقاتلين الموالين لتركيا من قره باغ إلى سوريا

عودة أكثر من 900 مقاتل سوري من بين 2580 إلى ديارهم تأتي بعد أيام من توقيع أرمينيا وأذربيجان اتفاقا لوقف النار في ناغورني قره باغ.
المرصد السوري يؤكد مقتل نحو 300 مرتزق سوري في معارك قره باغ

بيروت - عاد أكثر من 900 مقاتل سوري موال لتركيا إلى سوريا بعد توقف القتال في منطقة ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، وفق ما أفاد الأربعاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووقعت أرمينيا وأذربيجان اتفاقا لوقف إطلاق النار بوساطة روسية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني بعد ستة أسابيع من القتال في ناغورني قره باغ. وبموجب الاتفاق، تستعيد أذربيجان ثلاث مناطق سيطر عليها الانفصاليون الأرمن منذ التسعينات.

واتهمت أرمينيا تركيا بإرسال مئات المقاتلين السوريين للقتال إلى جانب القوات الأذربيجانية رغم نفي أنقرة ذلك.

من جانبه أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، مقتل 293 مقاتلاً من أصل 2580 أرسلوا لدعم باكو في القتال.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "أكثر من 900 مقاتل من الفصائل الموالية لأنقرة عادوا إلى سوريا على دفعات"، كان آخرها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني/ ، ومن المتوقع عودة باقي المقاتلين خلال الفترة المقبلة.

وكشف عبدالرحمن أن المقاتلين العائدين، عادوا إلى مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا، ضمنها عفرين والباب وجرابلس.

ودعت فرنسا في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني روسيا، إلى تبديد "الغموض" حول عودة المقاتلين الأجانب وبدء المفاوضات بشأن وضع قره باغ.

وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي حينها أن "رحيل المقاتلين الأجانب المنتشرين في إطار هذا النزاع عنصر أساسي لاستقرار المنطقة".

ومثلت الهدنة الأخيرة في قره باغ بمثابة الاستسلام لأرمينيا أمام انتصارات أذربيجان، ما دفع الأرمن للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان على خلفية استسلامه.

ورفع جنود أذربيجانيون للمرة الأولى منذ نحو ثلاثين عاماً الثلاثاء علمهم في إقليم لاتشين، الثالث والأخير الذي سلّمته أرمينيا قرب ناغورني قره باغ، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى معارك دامية استمرّت ستة أسابيع وأودت بحياة المئات بينهم مدنيين ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح.

وشكل تسليم لاتشين آخر الأقاليم الثلاثة التي سلمتها يريفان لباكو تنفيذا لاتفاق حول وقف لإطلاق النار نهاية المرحلة الأولى من عملية السلام برعاية موسكو.

وترى المحللة في مجموعة الأزمات الدولية أوليسيا فارتانيان أن انسحاب أرمينيا من الإقليم الأخير هو دليل على أن اتفاق وقف إطلاق النار "سارٍ"، لكنها تحذّر من أن الوضع الجديد لا يزال "غير واضح".

والثلاثاء أعلنت وزارة الدفاع التركية أن تركيا وقعت مع روسيا اتفاقاً حول إقامة مركز مشترك ستكون مهمته مراقبة وقف إطلاق النار في الإقليم.

وتسعى تركيا لبقائها في منطقة ناغورني قره باغ ضمن محاولات مزاحمة النفوذ الروسي الشاسع في القوقاز، وفي إطار خطط أنقرة لمواصلة تمددها في مناطق أوسع إلى جانب تحركاتها في المتوسط.

وفي مقترح أُرسل إلى البرلمان التركي في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، طلب الرئيس رجب طيب اردوغان الموافقة على إرسال جنود إلى أذربيجان بهدف المشاركة في المهمة الروسية التركية.