عودة وشيكة لدراكولا!

بوخارست - من كاثرين لور
استمتع بقبلة خاصة من مصاص الدماء!

يبدو أن الكونت دراكولا، أمير الرعب وصاحب الدماء الملكية، لن يهدأ له بال ويكف عن البحث عن المزيد من الضحايا، فرائحة الدماء المفضلة له والمنعشة لروحه لازالت تقض مضجعه و لا يستطيع المقاومة.
ويؤكد العارفون ببواطن الامور أن ضحيته التالية هي مدينة سيهيساورا بكامل سكانها والتي يرجع تاريخها للعصور الوسطى بمسقط رأسه ترانسيلفانيا في رومانيا.
ولان لوزير السياحة الروماني دان ماتي اجثون أسلوبه الخاص في الاقناع ، سيقام قريبا متنزه دراكولا الترفيهي بالقرب من سيهيساورا.
ويأمل اجثون في جذب الملايين من السياح سنويا لقلعة الرعب، ومركز البحوث الخاصة بشخصية وسلوك مصاصي الدماء خاصة أثناء الليل، والملاهي الافعوانية، والمطاعم والفنادق وغرف الاستضافة والنوم الخاصة باللون الاحمر القاني والمستوحاة من حياة الكونت الشهير الذي عاد إلى الحياة من جديد بقوة.
وتمثل الفكرة "كابوسا" بالنسبة لراود مدينة سينبينبورجين (التل السابع) الذين شيد أسلافهم مدينة شاسبرج التي تنعم بالهدوء والسلام منذ قرون مضت، والتي تستقبل بضعة مئات من السائحين فحسب كل يوم ليغيروا المناخ في الجانب الضيق المتعرج القديم من المدينة الذي أعلن رسميا منذ عامين جزء من التراث العالمي لمنظمة التعليم والعلوم والثقافة اليونسكو التابعة للامم المتحدة.
هذا إلى جانب أنه من بواعث القلق حقيقة أن حديقة الرعب المفتوحة والمغلقة التي ستكون مساحتها 60 هكتار ستقام على مستوى مرتفع جاري الان صيانته وعلى مسافة كيلومترين فقط من شاسبرج التي تعتبر حتى الان موقعا شهيرا.
ويتساءل النحات هيلموت فابيني حيث استفزه السؤال "لماذا علينا أن نتمسك بشخصية دراكولا دائما؟"
ويقول "شاسبرج جوهرة في ذاتها. إننا نريد سياحة محسوبة .. وتلك كذبة تاريخية على أية حال".
يذكر أن فابيني واحد من بين 500 شخص من الساكسونيين الذين قرروا البقاء في المدينة التي يقطنها قرابة 300 ألف شخص.
وفي الحقيقة فإن رواية برام ستوكر المرعبة لا علاقة لها بتاريخ سينبورجين أو منطقة ترانسيلفانيا، وإنما استعار ستوكر اسم شخصيته المرعبة من الامير الروماني فلاد دراكولا.
وكان ابن دراكول فلاد تيبيس قد ألهم ستوكر أفكارا أخرى عن الشخصية. فيقال أن فلاد تيبيس كان يقتل أعدائه بغرس أداة حادة في أجسادهم حتى يفارقوا الحياة.
وطبقا للاسطورة أن تيبيس ولد في شاسبرج. وهناك بناية عتيقة في الجانب القديم من المدينة يقال للسائحين أنها قلعة الرعب الحقيقية التي كان يعيش فيها دراكولا على دماء ضحاياه على الرغم من أنها لم تكن موجودة في عام 1431، وهو العام الذي ولد فيه ابن الامير.
وبغض النظر بين الواقع والخيال فإن وزير السياحة الروماني سعيد بما وصفه بأنه "أضخم مشروع سياحي في العالم على مشارف القرن الجديد".
ويؤكد اجثون "إننا ترغب في أن نجعل الكونت يفعل شيئا، وسيستطيع أن يفعل كل ما يحلو له في حديقتنا الترفيهية .. فلماذا ينتفع غيرنا دائما من أسطورة دراكولا؟"
وعلى الرغم من ذلك فإن المنتزه سيقدم فرص عمل لثلاثة آلاف شخص في المنطقة، وسوف يعزز نحو 51 في المائة من الدخل السنوي المتوقع أن يصل إلى 27 مليون دولار أميركي (30.7 مليون يورو) خزانة المدينة، ويستخدم في التجديدات الطارئة للجدران القديمة الآيلة للسقوط.
ومن جهة أخرى فإن المنتزه جزء من برنامج لتنمية البنية التحتية في المنطقة أقره مجلسي البرلمان في بوخارست. وتقدر تكلفة الانشاءات بنحو 31.5 مليون دولار أمريكي وسوف يتم تمويله من اعتمادات وسندات الدولة. وستقوم شركات ألمانية وأمريكية بالعمليات الانشائية.
وتأتي مؤشرات احتجاج من جماعة شاسبرج في ألمانيا المؤلفة من 400 شخص، والذين تقدموا بالتماس ضد منتزه دراكولا. وللاسف فإنه يبدو أن رفاقهم في الدولة قد تخلوا عنهم.
وكان القس اللوثري برنو فرويليخ قد احتج مؤخرا في محاولة فاشلة ضد المشروع الوشيك خوفا من إزهاق أرواح أتباع الابراشية بمص دمائهم. ومنذ ذلك الحين، يبدو أن الممثلين السياسيين للساكسونية قد استسلموا.
وتراود الشكوك هاينز ولف نائب رئيس المنتدى الالماني المحلي. وعلى الرغم من ذلك يقول ولف 66 عاما"لا نستطيع السباحة عكس اتجاه التيار الجارف".