عون وميقاتي يفككان عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية

ميشال عون ونجيب ميقاتي يوقعان مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة بعد عام من فراغ نتج عن انقسامات سياسية حادة ساهمت في تعميق أزمة اقتصادية غير مسبوقة يتخبط فيها لبنان منذ عامين.
ميقاتي: لا ثلث معطلا واضحا أو مستترا لأي فريق في الحكومة الجديدة
الحكومة الجديدة جاءت بعد عام من الجمود السياسي
مسؤول كبير في مصرف لبنان المركزي سيتولى وزارة المالية

بيروت - أنهى لقاء جمع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، بحصور رئيس مجلس النواب نبيه بربي، حالة الاستعصاء التي لازمت تشكيل الحكومة على مدى 13 شهرا، بالإعلان عن توقيع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة.

وأفاد حساب رئاسة الجمهورية على تويتر عن لقاء الرجلين، في خطوة تسبق عادة إصدار مراسيم تشكيل الحكومة، التي ينتظر اللبنانيون ولادتها منذ أكثر من عام، في خضم انهيار اقتصادي غير مسبوق صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

وضمت التشكيلة الحكومية الجديدة، نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة وسعاده الشامي كنائب له. وجرى تعيين عبدالله بو حبيب وزيرا للخارجية، وعباس الحلبي وزيرا للتربية والتعليم العالي، وجورج القرداحي وزيرا للإعلام، وهنري خوري وزيرا للعدل، ثم بسام مولوي وزيرا للداخلية.

كما عين جورج كلاس وزيرا للشباب والرياضة، وموريس سليم وزيرا للدفاع الوطني، وعصام شرف الدين وزيرا للمهجرين، ويوسف خليل وزيرا للمالية. وجرى اختيار نجلا رياشي لمنصب وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية، وهيكتور الحجار وزيرا للشؤون الاجتماعية، وفراس أبيض وزيرا للصحة، ووليد فياض وزيرا للطاقة.

وخلال الأسابيع الماضية، سبقت أجواء ايجابية لقاءات عدة جمعت الرجلين، قبل أن تحول عقبات برزت في اللحظات الأخيرة دون تشكيل الحكومة.

ويأتي ذلك بعد أكثر من عام على استقالة حكومة حسان دياب بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 أغسطس 2020 وخلافات على تقاسم المقاعد الوزارية بين القوى الرئيسية.

وتعمّقت خلال هذه الفترة الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي بدأت معالمها صيف عام 2019، وبات معها 78 في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

وحالت خلافات على شكل الحكومة وتوزيع المقاعد بين القوى الرئيسية دون ولادتها خلال الأشهر الماضية، رغم محاولتين سابقتين لتأليفها منذ انفجار المرفأ، الذي أدى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح ودمر أحياء في المدينة.

ونقل موقع "لبنان 24"  عن ميقاتي قوله الجمعة "سبق وقلت إنني لا أشكل حكومة بل وضعت فريق عمل في خدمة لبنان".

وعرقلت الخلافات بين السياسيين حول توزيع الحقائب الوزارية تشكيل الحكومة أكثر من مرة.

وكلّف رئيس الجمهورية ميقاتي، رجل الأعمال المتحدر من مدينة طرابلس (شمالاً) تشكيل الحكومة في 26 يوليو، بعد اعتذار الزعيم السني سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، بعد تسعة أشهر من تكليفه عن عدم تشكيلها جراء خلافات حادة مع عون.

واتهم بعض السياسيين من خصوم عون الرئيس بمحاولته هو والتيار الوطني الحر الذي ينتمي له بالسعي لأن يكون لهم سلطة حق النقض فعليا في الحكومة الجديدة بالمطالبة بثلث المقاعد فيما يُطلق عليه "الثلث المعطل".

وردا على تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية عن أن فريق عون يحظى بأكثرية في الصيغة المقترحة، جزم ميقاتي أنه "لا ثلث معطلا واضحا أو مستترا لأي فريق في الحكومة الجديدة"، فيما قال تلفزيون الجديد " "تم تخطي عقدة الثلث المعطل من خلال الاتفاق على أن يكون الإسمان المسيحيان المتبقيان من خارج حصة الأحزاب وأن يتوافق عليهما عون وميقاتي".

وتنتظر مهمات صعبة الحكومة المقبلة التي يقع على عاتقها التوصل سريعاً إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية المتمادية.

ومنذ أكثر من عام، ربط المجتمع الدولي تقديمه أي دعم مالي للبنان بتشكيل حكومة من اختصاصيين تنكبّ على إجراء إصلاحات جذرية، من شأنها أن تضع حداً للانهيار المتسارع. واكتفى في الانتظار بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية، رغم تكرار السلطات مناشدتها الجهات المانحة عدم ربط دعمها للبنان بتشكيل حكومة.