عون يدعو إلى حكومة تصريف أعمال عقب استقالة الحريري
بيروت - طلبت رئاسة الجمهورية اللبنانية الأربعاء من الحكومة "الاستمرار في تصريف الأعمال" إلى حين تشكل حكومة جديدة، وذلك غداة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري تحت ضغط الشارع، بعد نحو أسبوعين من احتجاجات طالبت برحيل الطبقة السياسية.
وبموجب أحكام البند 1 من المادة 69 من الدستور اللبناني التي تنصّ على أن الحكومة تُعتبر مستقيلة في حال استقال رئيسها، أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان أن رئيس الجمهورية ميشال عون "طلب من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تُشَكَّل حكومة جديدة".
وأضاف البيان أن الرئيس أعرب عن شكره لرئيس الحكومة والوزراء كافة.
وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن الرئيس عون سيوجه كلمة للبنانيين غدا الخميس يتناول فيها التطورات الراهنة.
وذكرت الرئاسة، عبر حسابها على موقع تويتر، أن "عون سيوجه رسالة إلى اللبنانيين عند الساعة الثامنة من مساء غد الخميس (1800 بتوقيت غرينتش)، بمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه سلطاته الدستورية، يتناول فيها التطورات الراهنة".
وتزامنا مع موقف الرئاسة قال مسؤول بارز مطلع إن سعد الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم تكنوقراطا قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة.
وياتي موقف الحريري وفق مقربين منه نظرا لدور وزراء في الحكومة في تازيم الأوضاع على غرار وزير الخارجية جبران باسيل الذي تعرض لانتقادات كبيرة من قبل المحتجين ورددت هتافات ضده.
وكان الحريري طلب الاسبوع الماضي مهلة 72 ساعة لتقديم حل يرضي الشارع والمجتمع الدولي ولكن الاحتجاجات داعية الى إسقاط الحكومة ونظام المحاصصة الطائفية.
وقال الحريري في مؤتمر صحفي من مقر إقامته في 'بيت الوسط' في العاصمة بيروت الثلاثاء في خطاب استقالته، "حاولت كل هذه الفترة إيجاد مخرج نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والمعيشية"، مضيفا "لا أخفي أني وصلت إلى طريق مسدود لحل الأزمة ويجب القيام بصدمة ايجابية للشارع".
ويبدو ان الحريري اليوم يشترط حكومة بعيدة عن التجاذبات الحزبية والطائفية وقادرة على تلبية مطالب الشعب الاقتصادية التي تشغل بال اللبنانيين المتضررين من ازمة مالية حملوا المصارف جزء من المسؤولية فيها.
وشكلت استقالة الحريري التي حظيت بترحيب شعبي واسع وسيلة ضغط حقيقية لدفع المسؤولين اللبنانيين على اتخاذ قرارات يرضى عنها الشارع الغاضب من التدهور الاقتصادي وانتشار الفساد والطائفية ورهن السيادة الوطنية.
وطالبت الولايات المتحدة الأميركية الزعماء اللبنانيين بتسهيل تشكيل حكومة جديدة تستجيب لاحتياجات المواطنين سريعا.في موقف يزيد الضغوط الدولية على القيادات اللبنانية.