عين بريطانية تلتقط جمال البيوت التقليدية القديمة في لبنان

العديد من المباني المهجورة منذ سنوات في العاصمة اللبنانية يجذب الأنظار خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت القاتل.
بعض البيوت يتم المحافظة عليها جيدا وتسكنها عائلات
منازل لبنان القديمة تنتشر في أنحاء الساحل وعبر جبال البلاد مع أروقة فيها أعمدة
أذهان الناس تتجه إلى العمارة في لبنان بعد انفجار المرفأ

بيروت - في داخل قصر مهجور بمنطقة البسطة في بيروت يقف المصور الفوتوغرافي البريطاني جيمس كيروين وراء كاميرته ليلتقط صورا فوتوغرافية للنوافذ الطويلة والمتصدعة بالمبنى ولسقوفه المنقوشة ولأسطحه الذابلة.
والقصر، الذي يقع في أحد أحياء بيروت العتيقة، واحد من مواقع عديدة رصدها المصور البالغ عمره 39 عاما والمغرم بالتراث.
ويقول كيروين، وهو أصلا من بريطانيا لكنه يقيم في تفليس بجورجيا، إنه يجوب لبنان منذ أيام حيث يرصد المنازل التقليدية القديمة من الشمال للجنوب.
وعلى الرغم من أن العديد من المباني القديمة في بيروت مهجورة منذ سنوات فإنها تجذب الأنظار الآن بعد الانفجار القاتل الذي دمر عددا هائلا من المنازل والمباني العام الماضي وتسبب في مقتل مئات وإصابة ألوف.

وقال كيروين وهو واقف في القصر المهجور "نظرا للتركيز على هندسة العمارة خلال العام الماضي حقا، أو أقل من عام قليلا، بسبب ما جرى في بيروت، اتجهت أذهان الناس إلى العمارة في هذا البلد في تلك اللحظة.
"أعتقد أنه أمر إيجابي، أتصور أنه خطوة للأمام قد تساعد لبنان".
والتقط كيروين قبل ذلك صورا لأطلال في أماكن مختلفة بينها في دول الاتحاد السوفيتي السابق والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. ويأمل في أن يصدر قريبا كتابا حول البيوت التقليدية المهجورة في لبنان.
وتنتشر منازل لبنان القديمة في أنحاء الساحل وعبر جبال البلاد مع أروقة فيها أعمدة مفردة وثنائية وثلاثية وأسقف من القرميد.
وبينما تعرض كثير منها للإهمال أثناء وبعد الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما فأن بعض البيوت يتم المحافظة عليها جيدا وتسكنها عائلات.
وقال كيروين "كل الجمال الذي يحيط بنا يشبه إلى حد ما السفر عبر الماضي ومحاولة تخيل ما كان هناك من قبل. حتى بدون وجود أثاث فإنه يمكن للمرء أن يتخيل أنه كان بيتا جميلا، فيه ميزات جميلة وتجهيزات وأثاث وما إلى ذلك".