عُمان تدعو واشنطن وطهران لتغليب الحوار والدبلوماسية

وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي قدَّم تعازي السلطنة لإيران في مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

مسقط – دعت سلطنة عمان الأحد الولايات المتحدة وإيران إلى “تغليب لغة الحوار” لتهدئة التوتر بينهما بعد أن قتلت ضربة أميركية بطائرة مسيرة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد يوم الجمعة.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية في بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية أن “السلطنة تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة المؤسفة لحالة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتدعو الطرفين إلى تغليب لغة الحوار والبحث عن الوسائل الدبلوماسية لحل القضايا الخلافية بشكل ينهي الصراع في المنطقة”.

وأضاف البيان “كما تدعو السلطنة المجتمع الدولي لاغتنام ما عبر عنه الطرفان بعدم رغبتهما في التصعيد وذلك بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأمس السبت، قدَّمت سلطنة عمان التعازي لإيران في مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أجرى اتصالاً بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تباحثا فيه حول التطورات الجارية بالمنطقة، مشيرة إلى أن بن علوي قدم التعازي في مقتل سليماني.

وتوسطت عمان من قبل بين الدولتين إذ تربطها علاقات ودية بكل من واشنطن وطهران التي تعهدت بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

في الماضي، أبقى قادة إيران الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية لتحقيق أهدافها، ولا سيما عندما يتعرض اقتصادها لضغوط شديدة بسبب العقوبات الأميركية الهادفة إلى إضعاف قيادتها.

وقال دبلوماسي إقليمي كبير "سبق أن عملت إيران وأميركا معا في أفغانستان والعراق ومناطق أخرى. لديهما مصالح مشتركة وأعداء مشتركين. سيدفع الجانبان ثمنا باهظا في المواجهة العسكرية لكن بوسع الدبلوماسية حل الكثير من المشاكل كما أنها خيار".

واستبعدت إيران في السابق إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ما لم تعد واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وترفع كل العقوبات التي عاودت فرضها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق في عام 2018.

وفي مؤشر على أن الباب مفتوح للدبلوماسية، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد مقتل سليماني إن واشنطن ملتزمة بخفض التوتر في المنطقة.

وكتب للرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة لافته في هذا الاتجاه على تويتر بعد مقتل سليماني قال فيها إن "إيران لم تكسب حربًا أبدا، لكنها لم تخسر مفاوضات"، في إشارة إلى إمكانية عودة واشنطن إلى التفاوض مع طهران وحثها على ذلك.

وقال كريم سجادبور الباحث وخبيرٌ في الشأن الإيراني "في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون حربا عالمية ثالثة، فإن العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ إيران تبرز أن الشيء الأهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو بقاؤها. طهران لا تتحمل حربا شاملة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي ترزح فيه تحت وطأة عقوبات اقتصادية مرهقة واضطرابات داخلية، ولا سيما من دون سليماني".