غارات أميركية تستهدف ميليشيات إيران في العراق وسوريا

المرصد السوري يؤكد مقتل 7 عناصر وإصابة آخرين من الحشد الشعبي جرّاء استهداف طائرات أميركيّة لمقرّات عسكريّة وتحرّكات لتلك الميليشيات قرب الحدود العراقيّة وداخل الأراضي السوريّة.
الضربات الاميركية استهدفت منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة بموقعين في سوريا وموقع واحد في العراق
الضربات الجوية هي ثاني هجوم أميركي من نوعه على الميليشيات في سوريا منذ تولي بايدن منصبه
الحشد الشعبي يعترف بمقتل عدد من مسلحيه في الغارات الاميركية
ايران تصف الغارات الاميركية بانها مزعزعة لاستقرار المنطقة
العراق يعتبر الضربات الأميركية 'انتهاكا سافرا' لسيادته

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة الأحد أنها شنت غارات جوية موجهة استهدفت "منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران" على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرة على المصالح الأميركية.
وتأتي الضربات في مرحلة حساسة، إذ تُلقي الولايات المتحدة باللوم على فصائل عراقية مرتبطة بإيران في الهجمات الأخيرة على منشآت عراقية تؤوي أفرادا أميركيين، بينما تأمل أيضًا في العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان انه "بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية"، مضيفا أن الضربات تأتي في أعقاب "هجمات جماعات مدعومة من إيران، تستهدف المصالح الأميركية في العراق".
وقال كيربي "بالنظر إلى سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران والتي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، وجّه الرئيس بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع هجمات كهذه".
واستهدفت هذه الضربات منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة بموقعين في سوريا وموقع واحد في العراق. وتابع المتحدث باسم البنتاغون "تم اختيار هذه الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق".
وبينما لم تُقدّم الولايات المتحدة معلومات عن سقوط قتلى جراء الغارات، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين بأنّ خمسة عناصر على الأقلّ من فصائل موالية لإيران قُتلوا في ضربات جوّية أميركيّة على الحدود العراقيّة السوريّة.
وأعلن الحشد الشعبي العراقي في بيان الاثنين مقتل عدد من مقاتليه في ضربات نفذتها الولايات المتحدة، قال الحشد إنها "استهدفت مقرات اللواء الرابع عشر" على الحدود العراقية السورية فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان  بسقوط  سبعة  قتلى من "الحشد العراقي".

وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان صحفي اليوم ، إن القتلى سقطوا جميعاً في الاستهداف الجوي الأميركي بريف دير الزور الشرقي عند الحدود العراقية مشيرا أن القصف تسبب بتدمير مستودع للذخيرة والسلاح بالإضافة لتدمير نقطة عسكرية أخرى ، لافتا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنّ "المنطقة الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي تعرضت لعدوان جوي بطائرات حربية بعد منتصف الليلة تسبب باستشهاد طفل وإصابة 3 مدنيين".

ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، الضربة الجوية الأميركية  بأنها "تزعزع أمن المنطقة ولن تصب في صالحها".
جاء ذلك في تعليق من طرف المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زاده، بمؤتمر صحفي حيث افاد بان "الإدارة الأميركية الجديدة تتبع نهج إدارة دونالد ترامب السابقة، ليس فقط فيما يتعلق بفرض العقوبات على إيران، ولكن أيضًا بشأن القضايا الأخرى في المنطقة".
وتابع قائلاً "أفعال أميركا تزعزع أمن المنطقة وهذا لن يصب في صالحها".
وأضاف "يجب على الإدارة الأميركية الجديدة أن تصحح مسارها، بدلاً من انسياقها خلف السلوكيات العاطفية، وفعل الزلات التي تسبب الأزمات والاضطراب لشعوب المنطقة".
وأكد المتحدث الإيراني على ضرورة ترك الخيار لشعوب المنطقة لتحديد مصيرها دون تدخلات خارجية.

الميليشيات صعدت من هجماتها ضد القواعد الاميركية سواء عبر الصواريخ او الطائرات المسيرة المفخخة
الميليشيات صعدت من هجماتها ضد القواعد الاميركية سواء عبر الصواريخ او الطائرات المسيرة المفخخة

بدوره ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين بالضربات الأميركية معتبرا أنها "انتهاك سافر لسيادة العراق".

وقال في بيان صادر عن مكتبه "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على اراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات داعيا إلى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله".

كانت المصالح الأميركية في العراق هدفاً لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة. ونسب الأميركيون هذه الهجمات التي لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها إلى فصائل موالية لإيران في العراق.

وهذه الضربات الجوية هي ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.
منذ بداية العام، استهدف أكثر من أربعين هجوماً مصالح الولايات المتحدة في العراق، حيث ينتشر 2500 جندي أميركي في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويُشكل استخدام طائرات بلا طيار خلال الآونة الاخيرة مصدر قلق للتحالف لأن هذه الأجهزة الطائرة يمكنها الإفلات من الدفاعات التي عمد الجيش الأميركي الى تركيبها للدفاع عن قواته ضد الهجمات الصاروخية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن ضربات يوم الأحد تشكل "عملا ضروريا ومناسبا ومدروسا للحد من مخاطر التصعيد، ولكن ايضا من اجل بعث رسالة ردع واضحة لا لبس فيها".
مصلحة وطنية
وعلى الجبهة الدبلوماسية، تأتي الضربات التي شنتها الولايات المتحدة، بعد يومين على تحذير واشنطن وباريس لإيران الجمعة من أن الوقت ينفد أمام العودة إلى الاتفاق النووي، معبّرتين عن القلق من أن أنشطة طهران الذرية الحساسة يمكن أن تتطور في حال طال أمد المفاوضات.
والعودة إلى الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 هو أحد الوعود الرئيسية لبايدن، بعدما كان سلفه دونالد ترامب انسحب منه أحادياً.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن "لدينا مصلحة وطنية في السعي لإعادة المشكلة النووية إلى حيث وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة"، مستخدماً الاسم الرسمي للاتفاق الدولي حول النووي الإيراني.
يأتي ذلك فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة أنها لم تتلق "ردا" من ايران حول احتمال تمديد التسوية الموقتة حول عمليات تفتيش منشآتها النووية والتي انتهت مدتها الخميس.
وكان هجوم بثلاث طائرات مسيرة مفخخة استهدف ليل الجمعة قرية واقعة على أطراف أربيل في إقليم كردستان في شمال العراق، في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية، في هجوم جاء عشية استعراض عسكري للحشد الشعبي، وهو تحالف من فصائل موالية لإيران ومنضوية في القوات الرسمية.
وقال كيربي الأحد "كما يتّضح من الضربات التي شُنّت مساء اليوم، كان الرئيس بايدن واضحاً في أنّه سيعمل على حماية الأفراد الأميركيّين".
وجاء الإعلان عن الضربات قبل يوم من لقاء بايدن نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في البيت الأبيض.