غارات أميركية تنهي سيطرة طالبان على غزنة

القوات الأفغانية تبدأ حملة تمشيط واسعة في مدينة غزنة بعد طرد مقاتلي طالبان منها بإسناد جوي أميركي، فيما تعد غزنة ثاني عاصمة لولاية تجتاحها الحركة المتشددة خلال أقل من ثلاثة أشهر بعد فاراه التي استعادها الجيش بسرعة في  مايو.

القوات الخاصة الأفغانية تنتشر في غزنة
مقتل 16 جنديا أفغانيا في أكبر هجوم لطالبان

  

غزنة (أفغانستان) - بدأت القوات الأفغانية حملة تمشيط بحثا عن مقاتلي حركة طالبان في غزنة الجمعة بعد ضربات جوية أميركية استهدفت هؤلاء أثناء محاولتهم السيطرة على المدينة.

وانتشرت القوات الخاصة الأفغانية في غزنة الواقعة في جنوب شرق البلاد. ويأتي الهجوم في وقت يزداد فيه الضغط على الحركة للبدء بمحادثات سلام.

وغزنة هي ثاني عاصمة لولاية تجتاحها طالبان خلال أقل من ثلاثة أشهر بعد فاراه التي استعادها الجيش بسرعة في 15 مايو/ايار.

وتسلم المستشفى المدني في غزنة "16 قتيلا بينهم 14 جنديا و33 جريحا هم 25 عنصرا من قوات الأمن وثمانية مدنيين" كما أعلن المسؤول في المستشفى باز محمد همت.

وبحسب القوات الأميركية التي شنت "غارات إسنادا للقوات الأفغانية" فإن "المعارك توقفت منذ الساعة الثامنة صباحا" لكن مصادر في المدينة قالت إنها لا تزال تسمع طلقات من أسلحة رشاشة.

وقال أيضا أحد التجار ويدعى آصف بناهي (31 عاما) "لا نزال نسمع النيران من كل الاتجاهات. مقاتلو طالبان يجوبون المدينة وهم بالعشرات. ومبنى إدارة إعادة الاعمار تشتعل فيه النيران".

من جهته، قال قائد الشرطة المحلية فريد أحمد مرشال صباح الجمعة إن "مقاتلي طالبان شنوا هجومهم حوالي الساعة 23:00 من أمس (الخميس) وهاجموا الحواجز الأمنية التي تطوق بالمدينة"، موضحا أن "المعارك مستمرة مع قوات الأمن".

وأفاد حاكم الولاية عارف نوري إن مسلحي طالبان "تقدموا في المدينة وأطلقوا عددا من قذائف الهاون على منازل"، مشيرا إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود الأفغان. وتحدث أيضا عن "جثث حوالي ثلاثين من مقاتلي طالبان على الأرض".

وقال اللفتنانت كولونيل مارتن اودونيل الناطق باسم القوات الأميركية "حصلت عدة هجمات ضد المواقع الحكومية الليلة الماضية لكن المعارك توقفت حوالى الساعة الثامنة صباحا. القوات الأميركية ردت بتقديم إسناد جوي عبر مروحيات هجومية وشنت غارات" من طائرات مسيرة.

وأضاف أن "القوات الأفغانية لا تزال مسيطرة على الأرض. حصلت محاولة جديدة من طالبان، لكن بدون جدوى لتحقيق تقدم ميداني وتصدر العناوين".

من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة شاه حسين مرتضوي إن "وحدات القوات الخاصة في طريقها" إلى المنطقة.

وأشار شهود إلى أن سحب الدخان ترتفع فوق المدنية بسبب حريق على الأقل.

وأوضح الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان أن "هذا الهجوم يندرج في إطار هجوم الربيع" الذي بدأ مطلع مايو/أيار "في عدة اتجاهات".

وقال إن "مئات المجاهدين المزودين بأسلحة ثقيلة استولوا على نقاط التفتيش ومراكز الشرطة في المدينة".

وأضاف مجاهد أن "140 من أفراد القوات المعادية قتلوا أو جرحوا لكن الخسائر في صفوف المجاهدين قليلة". ومعروف أن حركة طالبان تعمد إلى تضخيم حصيلة خسائر القوات الأمنية.

وعلى فيسبوك روى أحد سكان غزنة أن مقاتلي طالبان في المدينة يستخدمون مكبرات الصوت في المساجد ليطلبوا من الناس البقاء في بيوتهم"، مضيفا "نسمع دوي انفجارات وأصوات رصاص نحن خائفون".

وقال تاجر آخر يدعى محمد حليم (49 عاما) "لا يمكننا الخروج، عناصر طالبان منتشرون في كل مكان، يمنعوننا من الخروج ونحن خائفون على حياتنا".

وذكر مصدر أمني أن القوات الخاصة "كان تم نشرها بشكل احتياطي الشهر الماضي على طول الطريق السريع بين كابول وقندهار" الذي يمر عبر غزنة "تحسبا لهجوم لطالبان"، مشيرا إلى أن هذه القوات "تتحرك لعرقلة تقدمهم".

ومنذ سقوط قندوز، العاصمة الاقتصادية لشمال أفغانستان لفترة وجيزة بأيدي حركة طالبان في أكتوبر/تشرين الأول 2015 ثم مجددا في الشهر نفسه عام 2016، ركزت القوات المسلحة الأفغانية جهودها في محيط العواصم المحلية.

ويأتي دخول عناصر طالبان لغزنة بعد أقل من ثلاثة أشهر على اقتحامهم فاراه ليوم واحد قبل أن يطردوا منها، بعد شهرين على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أعلن بالاتفاق مع الجيش.

وأشارت عدة معلومات صحافية إلى محادثات جارية بين طالبان ومسؤولين أميركيين في قطر حيث هناك "مكتب سياسي" للحركة.