غارات إسرائيلية لمنع حزب الله من إعادة بناء مواقعه

الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه لن يتسامح مع محاولات حزب الله العمل داخل الموقع وسيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل.

بيروت – قتلت امرأة وأصيب عشرون شخصا آخرين الجمعة في سلسلة غارات اسرائيلية على جنوب لبنان، قالت إسرائيل إن عددا منها استهدف موقعا عسكريا لحزب الله، بعد رصد "محاولات لإعادة إعماره"، في تصعيد أثار تنديدا رسميا لبنانيا.

وقتلت امرأة وأصيب 11 بجروح الجمعة جراء ضربة شنّتها مسيّرة اسرائيلية على شقة في مبنى في جنوب البلاد، وفق ما أوردت وزارة الصحة، بينما أفادت اسرائيل إن غاراتها استهدفت مواقع لحزب الله.

ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ تشرين الثاني/نوفمبر، أنهى مواجهة مفتوحة لشهرين بين حزب الله واسرائيل بعد نحو عام من تبادل القصف، تشنّ اسرائيل باستمرار غارات على لبنان، خصوصا في الجنوب موقعة قتلى. وتكرر أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبد فيها خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية.

وجاء استهداف مدينة النبطية بعيد تنفيذ الطيران الإسرائيلي "سلسلة غارات" استهدفت أحراجا في مناطق مجاورة، علي الطاهر ومرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا، ألقى خلالها "صواريخ ارتجاجية أحدث انفجارها دويا هائلا" في المنطقة، وفق الوكالة الوطنية. وأصيب سبعة مواطنين بجروح جراء تلك الغارات، وفق وزارة الصحة.

وفي بيان لاحقا، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت "موقعا كان يُستخدم لإدارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله" في منطقة جبل الشقيف، ويعد "جزءا من مشروع تحت الارض تم إخراجه عن الخدمة" نتيجة غارات سابقة.

وأضاف "رصد جيش الدفاع محاولات لإعادة إعماره، ولذلك تمت مهاجمة البنى التحتية الإرهابية في المنطقة"، محذرا من أن "وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكل خرقا فاضحا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

وكرر الجيش الإسرائيلي تأكيده على أنه "لن يتسامح مع محاولات حزب الله العمل داخل الموقع وسيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل".

وأسفرت ضربات اسرائيلية الخميس عن مقتل عنصرين من حزب الله، قال الجيش الإسرائيلي إن أحدهما كان قياديا في قوة الرضوان، وحدات النخبة في الحزب.

كما قتل ثلاثة أشخاص الثلاثاء، بينهم رئيس شبكة صيرفة كان "يعمل بوعي كامل مع حزب الله" في "تحويل الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية"، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وتوعّدت إسرائيل هذا الشهر بمواصلة شنّ ضربات في لبنان ما لم تنزع السلطات سلاح حزب الله.

وندّد مسؤولون لبنانيون بالغارات الإسرائيلية. فاعتبر رئيس الجمهورية جوزيف عون في بيان أن "إسرائيل تواصل ضربها عرض الحائط بالقرارات والدعوات الإقليمية والدولية إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، ما يستوجب تحرّكا فاعلا من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات".

وقال رئيس الحكومة نواف سلام إن "الاعتداءات الإسرائيلية.. تمثّل خرقا فاضحا للسيادة الوطنية ولترتيبات وقف الأعمال العدائية.. كما تشكّل تهديدا للاستقرار الذي نحرص على صونه".

وفي رسالة وجهتها الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، طلبت بموجبها تجديد ولاية قوات اليونيفيل لمدة عام اعتبارا من نهاية أغسطس/آب، طالبت وزارة الخارجية اللبنانية بـ"انسحاب اسرائيل من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلّها ووقف انتهاكاتها المتواصلة لسيادته ووحدة أراضيه".

ونصّ وقف إطلاق النار بوساطة أميركية على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة يونيفيل.

كما نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن اسرائيل أبقت على وجودها في خمس مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

وتكرر إسرائيل أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها. وتوعّدت الشهر الحالي بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات سلاح حزب الله.