غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان وشرق سوريا

خمس غارات تستهدف مواقع قرب مطار مدينة دير الزور وشرقها وكذلك منطقة البوكمال القريبة من الحدود مع العراق، تسفر عن مقتل 12 مسلحا من الفصائل الموالية لإيران وعدد كبير من الجرحى.

بيروت - أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه يشن عشرات الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان بعد يومين على مقتل أمينه العام حسن نصرالله في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال ناطق باسم الجيش عبر تلغرام إن طائرات سلاح الجو "هاجمت عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان خلال الساعات الأخيرة"، موضحا أن هذه الغارات تستهدف مواقع إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ومخازن أسلحة. ومنذ السبت ضرب الجيش الإسرائيلي مئات الأهداف لحزب الله في لبنان وصفها بالإرهابية.

وبالموازاة مع الغارات المكثفة على مواقع وأهداف تابعة لحزب الله، أغارت مقاتلات مجهولة على مواقع لفصائل إيرانية موالية لإيران في شرق سوريا أسفرت في هجمات جوية لم تتبنها أي جهة وأسفرت عن مقتل 12 قاتلا، بينما تنسب معظم تلك الهجمات لإسرائيل فيما سبق أيضا للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن نفذ ضربات جوية استهدفت مواقع تلك الميليشيات.    

وقال المرصد إن الغارات الخمس أوقعت أيضا عددا كبيرا من الجرحى واستهدفت مواقع في مدينة دير الزور وشرقها وكذلك منطقة البوكمال القريبة من الحدود مع العراق.

لم يعلن أي طرف مسؤوليته على الفور عن الهجمات، فيما تتعرض منطقة دير الزور بانتظام لغارات إسرائيلية وأحيانا أميركية، وتمارس فيها إيران نفوذا كبيرا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد بأن الغارات استهدفت خصوصا مواقع عسكرية قرب مطار دير الزور، في حين تساعد إيران وخاصة من خلال مستشاريها، النظام السوري عسكريا منذ عام 2011.

ومنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الغارات التي استهدفت خصوصا الفصائل الموالية لإيران. واستهدفت الولايات المتحدة أيضا هذه الفصائل في شرق سوريا. ونادرا ما تعلق السلطات الإسرائيلية على الضربات لكنها قالت مرارا إنها لن تسمح لعدوها اللدود إيران بترسيخ وجودها في سوريا.

وشهدت المنطقة في الأيام الأخيرة تصاعدا في التوترات، بعدما شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف مكثف على معاقل حزب الله في لبنان. وقد استهدف مرارا طرق إمداد الحزب بالأسلحة على الحدود السورية اللبنانية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد حزب الله المدعوم من إيران وحليف حركة حماس في الحرب في قطاع غزة، السبت مقتل أمينه العام حسن نصرالله في غارة إسرائيلية عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب.

وحلّ الخبر على مناصري نصرالله الذين رفض بعضهم تصديق الخبر كالصاعقة. وفي شارع الحمرا في بيروت، سارعت نسوة إلى شرفة مبنى وهن يصرخن "الله أكبر" وضربن على صدورهن، بينما كان أشخاص يحدّقون بعيون دامعة في هواتفهم من دون حركة، غير مصدقين أن النبأ الذي وصلهم حقيقي.

ويُدخل مقتل نصرالله الذي يشكل انتصارا لإسرائيل في وجه إيران وحلفائها، المنطقة في المجهول. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده "صفت الحساب" باغتيال نصرالله.

وقال "لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين"، معتبرا أن إسرائيل وصلت إلى "ما يبدو أنه منعطف تاريخي" في الحرب ضد "أعدائها" في "محور الشر الإيراني".

وأعلن لبنان وسوريا وإيران والعراق الحداد الوطني لأيام عدة على اغتيال نصرالله. وتوعد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف أن يؤدي الاغتيال إلى "زوال" إسرائيل.

وطلبت طهران مساء السبت اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي. ودعا سفير إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد عرفاني في هذه الرسالة المجلس إلى "اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة".